بعد توجيهات موسكو له.. بشار الأسد يرد على العرض العربي في أبو ظبي والقرار 2254 على المحك
رجحت مصادر متطابقة أن زيارة بشار أسد إلى الإمارات يوم أمس الأحد، كانت بهدف تقديم رد أولي على العرض العربي المقدّم لنظامه، والذي ناقشه كذلك خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، بينما تباينت وجهات النظر حول طبيعة المبادرة العربية للحل في سوريا، والتي يجري الحديث عنها بقوة.
قد لا يكون هناك رابط بين ملفي الزيارتين، لكن المؤكد أن بشار أسد قد تسلَّم في سلطنة عمان التي زارها قبل شهر تقريباً، عرضاً أولياً مقدّماً من مجموعة الدول العربية الفاعلة، كمحددات لإطلاق مبادرة من أجل الحل السياسي في سوريا، ومنح مهلة من أجل الرد عليها.
جهود مكثفة
لا يوجد حتى الآن أي مصدر رسمي عربي تحدّث عن ملامح أو تفاصيل هذه المبادرة، وباستثناء بنود تداولتها وسائل الإعلام، ليس لدينا سوى تأكيدات رسمية عربية أن الوضع الحالي في سوريا لا يمكن أن يستمر.
ورغم أن الحديث عن “مبادرة عربية” ليس وليد الأسابيع الأخيرة الماضية، بل يعود لستة أشهر على الأقل، إلا أنه ومنذ كارثة الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في السادس من شباط/فبراير الماضي، فإن الجهود والتصريحات والزيارات واللقاءات بهذا الخصوص باتت مكثفة.
آخر التطورات التي سبقت توجه رأس النظام إلى العاصمة الإماراتية تمثلت بجولة للمبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون الذي زار المملكة العربية السعودية ومصر، ما يدل على أن الدولتين تلعبان في الوقت الحالي دوراً محورياً في الحل العربي المفترض للقضية السورية.
وزارة الخارجية السعودية قالت يوم الخميس المنصرم، إن الوزير فيصل بن فرحان “بحث مع المسؤول الأممي في الرياض مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والمنطقة، وتبادل وجهات النظر حيالها”.
والثلاثاء، التقى بيدرسون في القاهرة وزير الخارجية المصرية سامح شكري، الذي “أكد أهمية إحياء العملية السياسية في سوريا، وتسوية الأزمة هناك بأسرع وقت، بما يتوافق مع القرارات الدولية ذات الصلة، وبالأخص قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وقبل ذلك اجتمع بيدرسون يوم الإثنين مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ، “حيث اتفق الجانبان على أهمية استمرار الجهود لكسر الجمود الذي تشهده العملية السياسية التي تهدف لحل القضية السورية استناداً لقرار مجلس الأمن 2254″، حسب بيان صادر عن الجامعة.
نسخ متعددة بانتظار رد النظام
الحديث عن القرار الدولي 2254 من قبل الجامعة العربية ووزارة الخارجية المصرية يبدو لافتاً، في ظل تراجع ذكره في الأجندات العربية المطروحة حالياً.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلت عمن وصفتهم بـ”مسؤولين عرب بارزين” أن المحادثات التي أطلقها الأردن اقترحت صندوق دعم عربي لإعادة الاعمار في سوريا، وإقناع الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات المفروضة على بشار أسد ونظامه، مقابل التزام الأخير بوقف تهريب المخدرات وضمان عودة آمنة للاجئين، بالإضافة لوقف التمدد الإيراني.
كلام مكرر بطبيعة الحال، لكن اللافت الأبرز فيما أوردته الصحيفة الأمريكية كان في اقتراح نشر قوات حفظ سلام عربية في المناطق التي يُفترض أن يعود إليها اللاجئون لحمايتهم من أي عمليات انتقامية.
مصادر في المعارضة السورية أكدت لـ”أورينت نت” عدم علمها بتفاصيل أي مبادرة عربية للحل في سوريا. المصادر التي نفت أن تكون أي من الدول قد تواصلت مع الائتلاف أو هيئة التفاوض بهذا الخصوص حتى الآن، اعتبرت أن المبادرة العربية التي يتم الحديث عنها ما تزال بمرحلة جس نبض النظام، مشيرة إلى وجود أكثر من مسودة، إحداها أردنية، والثانية مصرية، بينما يبدو أن الجميع ينتظر سقف ما يمكن أن يقبل به النظام، ولذلك فإن هذه المصادر تعتقد أن بشار أسد توجّه للإمارات من أجل الرد على العروض المقدمة له.
المصدر: أورينت