بعد اعتقال لعدة سنوات.. النظام يطلق سراح سليمان هلال الأسد
أطلق النظام السوري قبل أيام سراح سليمان هلال الأسد، وذلك بعد حولي خمسة سنوات من الاعتقال بتهمة القتل العمد بعد قيامه بقتل العميد في الدفاعات الجوية حسان الشيخ، إذ وقعت حادثة القتل داخل مدينة اللاذقية وتحديداً على دوار الأزهري بعد قيام الأخير بتخطي سيارة الأسد ما أثار غضبه بشكل كبير ليقوم بقتله بإطلاق الرصاص عليه، لاقت الجريمة حينها صدى واسعاً في المدينة خصوصاً بين الموالين للنظام وطالبوا بإنزال أشد العقوبات على المجرم سليمان الذي قتل واحداً من جنود الجيش الذي يدافع عنه وعن البلد وعن بقاء بشار الأسد في السلطة، لكن رغم ذلك نجا من عقوبته.
في حين أثار إطلاق سراحه ضجة في المدينة لاسميا وأن الخبر ترافق مع احتفالات من قبل أنصاره وإطلاق رصاص كثيف في اللاذقية، فهو يعتبر قائد لمجموعات كبيرة من الشبيحة الموالين للنظام والذين يقاتلون في المعارك ضد المعارضة في مناطق متعددة خصوصاً في ريف اللاذقية وهي تعرف بمليشيات الدفاع الوطني كان والده سابقاً يقودها وبعد مقتله في معارك كسب في عام 2014 انتقلت القيادة لابنه سليمان.
آراء الأهالي:
تناقضت آراء سكان المدينة بين سعيد بإطلاق سراح الأسد مع تبرير بأن النظام قام بسجنه لمدة خمس سنوات وهي الحق العام وأهل القتيل قاموا بالتنازل عن حقهم وبذلك يكون قد حصل على محكوميته بشكل كامل وعاد، في حين اعتبر آخرون أن الأسد لم ينل عقوبة صارمة ومن المتوقع أن تشهد المدينة جرائم كثيرة خلال الفترات القادمة في ظل عدم وجود رادع لمثل هؤلاء، فضلاً عن إجبار أهالي الضحية عن التنازل بسبب الخوف.
عدم تطبيق للقانون:
يعتبر خروج سليمان الأسد من السجن بهذه السرعة هو خرق للقانون السوري وعدم تطبيق له.
فبحسب المحامية إيمان بكري التي تحدثت لـ نينار برس عن عقوبة القتل العمد في القانون السوري والتي تتراوح أحكامها بين السجن لمدة 20 عاماً مع الأشغال الشاقة والسجن المؤبد، أما إذ تنازل الأهل عن حقهم يبقى الحق العام وهو ولا يمكن أن يكون أقل من عشر سنوات، مشيرة إلى أن الحق العام يكون أيضاً حازماً وصارماً لأن من يقدم على فعل القتل في هذه الطريقة المتعمدة هو مجرم ويجب على القانون حماية الناس والمجتمع منه، حتى لو تنازل أهل الضحية عن حقهم، يتوجب ردعه لعدم تكرار هذا الفعل والردع يتم من خلال العقوبة التي لا يمكن أن تكون بهذه السهولة والبساطة، منوهة أنه بحالة الأسد فإن سجنه ربما جاء بهدف امتصاص غضب الشارع والتخفيف من ردة الفعل تجاه الجريمة وربما لم يسجن أيضاً.
تابعت: الجميع يعلم الوضع في تطبيق القوانين في سوريا وما تلعبه المحسوبيات والوساطات من دور كبير، فكيف إذا كان المجرم هو ابن عم رأس النظام؟ فقد اعتاد هؤلاء على تجاوز القانون وارتكاب كل ما هو ممنوع من عمليات التشبيح واستغلال الأهالي وصولاً إلى التهريب والاغتصاب وفي أغلب الحالات لا ترفع شكاوى أصلاً بحقهم بسبب الخوف الذي يعيشه الناس منهم.
خوف وسطوة:
يعيش أهالي مدينة اللاذقية في حالة خوف تحت سطوة هؤلاء الأشخاص المقربين من النظام والذين يعتبرون أن المدينة هي مزرعة لهم كما يعتبر بشار الأسد سوريا بالنسبة له، فهم أبناء اللاذقية ويرغبون بالعيش فيها كما يحلو لهم فوق القانون ووسط ترهيب وتخويف لسكانها.
الصحفي المعارض بسام يوسف ابن اللاذقية وضح لـ نينار برس، أوضاع الأهالي في المدينة في ظل حكم هؤلاء الذين يعرفون بالمدينة بالشبيحة من خلال ما يرتكبونه من جرائم وأعمال تشبيحية بحق سكانها، فأول من بدأ بارتكاب هذه الأعمال هو رفعت الأسد من خلال تشكيل قوات عسكرية كانت تعرف حينها بسرايا الدفاع ترتكب الجرائم وتقوم بالسرقة والنهب والتخويف وإذلال الناس وتغتصب النساء وتفتك بكل من يقف ضدها، وسار على نهجه باقي أفراد العائلة بحكمهم، حيث امتلك كل شخص فيهم مجموعات مسلحة كانت أصغر عدداً، منوهاً إلى أن حافظ الأسد وبعده بشار تركوا لهم هذه الصلاحيات لعدة أسباب، أبرزها ترهيب المجتمع وخلق الخوف الدائم لديهم للقدرة على ضبطهم وزيادة السلطة له فضلاً عن تمييز أفراد عائلته عن باقي أفراد عائلة الأسد.
تابع: إن كل من عاش في اللاذقية كان يعرف كيف يتم ضبط هؤلاء المجرمين فبعد الكثير من الأعمال السيئة والتشبيح وتخويف الأهالي ووصول الوضع إلى مرحلة لا تطاق كان حافظ الأسد يرسل ابنه باسل إلى المدينة ليقوم بضبطهم، ويهدأ الوضع لعدة أشهر وهنا كان السكان يشعرون بأن الرئيس وعائلته الصغيرة لا يرضون عن هذه الأمور وفور معرفتهم يتم ضبط الوضع ومع تعزيز الحديث بأنهم المنقذين ولولا وجودهم كانت حال البلاد مأساوية.
أضاف: إن الثورة زادت الوضع سوءاً فقد احتاج بشار الأسد إلى خدمة هؤلاء الشبيحة في حربه وقمعه لمعارضيه فازدادت أعدادهم وارتفعت نسبه انتشار السلاح وتمت زيادة صلاحياتهم في السرقة والنهب والتهريب والتشبيح لكن أغلبها كانت تتم ضد المعارضين أما في الوقت الراهن مع توقف المعارك عاد هؤلاء الشبيحة إلى بيئتهم الأصلية وإلى مدنهم وباتوا يرتكبون هذه الجرائم التي اعتادوا عليها وتحولت إلى نمط وجزء من حياتهم ضد مجتمعهم وضد من هو موال للنظام وهذا ما نراه في جريمة سليمان الأسد وفيما يحصل من أمور خارجة عن القانون ومن تكرار للقتل في اللاذقية.
من جانبه بين “و.ع” أحد سكان المدينة أن الجميع يخشى من القادم ومن انتقام الشبيحة ممن طالب بالقصاص من سليمان الأسد ونيله العقوبة الصارمة، وحتى المطالبة بإعدامه وممن فرح بسجنه إضافة إلى أن الوضع مترد من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والآن بات الوضع الأمني سيئاً أيضا في ظل غياب القانون وتأكد الجميع أن النظام لن يحاسب أي أحد من شبيحته مهما كان الفعل الذي قام به سيئاً حتى لو طال من هم محسوبين عليه.
يشار إلى أن خبر إطلاق سراح الأسد تم تداوله بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وعلق عليه الموالون للنظام والمعارضون له، لكن نشطاء المعارضة اعتبروا أن الثورة لعبت دوراً كبيراً في سجن الأسد لمدة خمسة سنوات وحتى لو كان الأمر شكلياً أو إخفاء عن الأنظار فلولا وجودها لما كان تعرض لأي مساءلة، وكانت الجريمة مرت بشكل عادي كما مرت عشرات الجرائم الأخرى سابقاً وكان أهالي القتيل تخلوا عن حقهم دون تقديم شكوى ودون أية مطالبة بالعقوبة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”