بعدة طرق.. حقوقي سوري يطلب محاسبة فنانين دعموا الأسد
أكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، الاثنين، أن المحاسبة على الجرائم والانتهاكات الحقوقية التي ارتكبها نظام بشار الأسد منذ 2011، تشمل أيضاً الفنانين والممثلين السوريين الذين أيّدوه خلال السنوات الماضية.
وانتقد عبد الغني في حديث هاتفي مع موقع “الحرة” الظهور الإعلامي لهؤلاء الفنانين، الذين خرجوا عبر قنوات فضائية، أو من خلال مواقع التواصل، يبرّرون دعمهم للنظام وبأنهم كغيرهم تضررّوا منه في السابق.
وشدد على أن “هذا شيء غير مقبول أبداً، بل إنه مسيء لملايين الضحايا وعائلاتهم”.
ويوضح عبد الغني: “رأينا وسائل إعلام بدأت باستضافة فنانين وممثلين كانوا معروفين بموالاتهم لنظام الأسد وأيدوه بعبارات صارخة، ويبدو الأمر كأنهم نالوا السماح، وهذه رسالة خاطئة”.
“صحيح أنهم ليسوا مثل كبار المجرمين، ولكن هناك خطوات للمحاسبة” يضيف عبد الغني، مبيناً أن المحاسبة تطال المتورطين بدرجات، فهناك العليا وهناك الدنيا.
ويقول لـ”الحرة”: “المحاسبة لا تتمثّل فقط في ملفات ودعاوى ضد المتورطين في انتهاكات نظام الأسد، فهذا أمر يستنزف الموارد وهو غير صحي أساساً”.
لذلك هناك طرق لمحاسبة هؤلاء الفنانين، وهي بحسب ما يشرح عبد الغني “يجب أن يعتذروا أولاً عن موقفهم بالكتابة أو عبر فيديو، وأن يدفعوا تعويضات ويعلنوا عنها، وكذلك مطلوب منهم أن يفضحوا مجرمين كبار”.
وهناك مشكلة كبيرة في ظهور هؤلاء الفنانين عبر وسائل الإعلام، بحسب عبد الغني، هي أنهم يدّعون أنهم لم يكونوا على علم بممارسات النظام “البربري”، وهو أمر “سيء جداً.. هذا ضحك على عقولنا وغير مقبول أبداً” وفق تعبيره.
“هم يظنّون أنهم يخلّصون أنفسهم” بمبرر الجهل بجرائم الأسد، وهذا يضعهم في موقف “أسوأ”، كما يقول الحقوقي السوري.
ومنذ اليوم الأول لسقوط النظام البعثي، بدأ فنانون من ممثلين ونجوم غناء سوريين بنشر التهاني، والتعبير عن فرحهم بالأمر مع إرفاق صور لما يُعرف بالعلم الأخضر، ثم تدريجياً بدأوا يعلنون عبر صفحاتهم في مواقع التواصل أو من خلال حوارات إعلامية متلفزة أو بودكاست، عن سبب تأييدهم للنظام وعن حجم الخوف تحت سلطته إذا ما قررّوا البقاء في المناطق السورية الخاضعة لسيطرته.
جمهور السوشال ميديا استقبل هذه التصريحات في أغلب الأحيان بالسخرية من تبدّل المواقف، حتى ساد مصطلح “مكوّع” السوري، الذي يُستخدم لوصف من يبدّل موقفه من أجل مصلحة شخصية.
في الوقت ذاته، أبدى الكثير من مستخدمي فيسبوك وإكس وكذلك تك توك، تعاطفاً معهم، معتبرين أن أسبابهم كانت “منطقية جداً وأن لا أحد يعلم بظروفهم”.
المصدر: الحرة