بدر جاموس في حوار خاص بغلوبال جستس سيريا نيوز: “حراك السويداء أحرج الأسد وكشف كذبة “حامي الأقليات”
المشهد السوري في حالة حراك جديد، فثمة عوامل تدفع بهذا الحراك لتفتح الباب باتجاه المطالبة بانتقال سياسي نحو دولة مؤسسات قانونية، مما يعني مغادرة سورية لمربع الاستبداد الذي فرضه نظام أسد على البلاد منذ أكثر من خمسين عاماً.
غلوبال جستس سيريا نيوز وضعت أمام رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس أسئلتها فكان هذا الحوار.
يزداد الحراك الشعبي في مناطق سيطرة نظام أسد. كيف تقرأون هذا الحراك؟ وما آفاقه الممكنة في ظلّ الظروف المحيطة به داخلياً ودولياً؟.
ندعم الحراك بقوّة
يقول الدكتور بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض السورية لقوى الثورة والمعارضة:
هذا دليل على فشل هذا النظام، بأنه يستطيع أن يقنع حتى الحاضنة، أو يقنع الناس الذين كانوا صامتين في السنوات الماضية. اليوم وصلت إلى الحد الذي تقول إن هذا النظام لا يمكن بقاؤه. النظام سبب كافة الفشل، ونحن ندعم هذا الحراك بقوة، فهؤلاء أهلنا وناسنا، هناك حراك يطالب بالتغيير، وبتنفيذ 2254. وهذه المطالب مطالبنا، ونحن نرى فيه حراكاً أكثر أهمية من حراكات سبقته بالسنوات الأخيرة.
ويضيف جاموس: الحراك ظروفه صعبة مع التغيرات الدولية، ولكن يبدو أنهم قد حسموا الأمر للسير باحتجاجاتهم حتى النهاية، وخاصة في محافظة السويداء.
انفجار الحراك السلمي في السويداء أحرج نظام أسد الذي يدعي أنه حامٍ للأقليات. كيف يمكن لقوى الثورة والمعارضة ومؤسساتها المعترف بها أن تدعم بشكلٍ ملموس هذا الحراك الشعبي؟ ما برنامج هذا الدعم داخلياً ودولياً؟
يجيب الدكتور بدر جاموس على سؤالنا الثاني فيقول:
نحن لا نريد أن نقول أقليات وأكثريات، نحن نرى أن سورية لكل السوريين. أهلنا في السويداء هم سوريون أصلاء، وهم أهل البلد، كما العرب السنّة أو الأكراد أو العلويون. كنا دائماّ نبعث برسائل تقول نحن نريد سورية لكل السوريين، نريد نظاماً ديمقراطياً، نظام دولة قانون، يتعامل مع كل السوريين بنفس المستوى، وليس هناك أقليات أو أكثريات.
ويتابع الدكتور بدر إجابته فيقول: الحقيقة اليوم، هذه رسالة قوية، إن هذا النظام يستغل كل السوريين الأقليات وغير الأقليات.
أما برنامج الدعم الداخلي هو التواصل مع الحراك في السويداء وتأمين الدعم الكامل لهم كي يستمروا، وتأمين دعمهم دولياً، حتى يصل الحراك إلى التغيير الديمقراطي المنشود.
يبدو أن المجموعة الغربية بقيادة الولايات المتحدة باتت أقرب إلى ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على نظام أسد ومن يتعامل معه. هل التحشيد الأمريكي في الشرق الأوسط سيشمل ضغوطاً إضافية على نظام أسد؟ وهل إزاحة هذا النظام ستسرّع من رضوخ إيران لمطالب المجتمع الدولي بشأن برنامجيها النووي والبالستي؟
يجيب الدكتور بدر على سؤالنا فيقول:
يا للأسف، لم نجد أن المجتمع الدولي والغربي (الأمريكي والأوربي) يمارسون الضغط المطلوب، الضغوط الاقتصادية لوحدها لا تكفي لإسقاط هذه الأنظمة أو تغييرها، يجب أن يكون هناك خطة عمل، وأن يكون هناك توحيد للجهود الدولية. اليوم كل دولة تشتغل على مصالحها الشخصية وعلى مفاوضات مع النظام. بالتأكيد نريد قيادة دولية تمارس الضغط الحقيقي على هذا النظام على الحل السياسي، ولهذا نريد من مجموعة الدول إقليمياً ودولياً أن تشتغل مع بعض على هدف واحد (كيف نستطيع إجبار النظام على القدوم إلى الطاولة)، ويجب أن تكون عملية التغيير سريعة، لذلك لا يمكن الاستمرار بهذه الطريقة الحالية، لإن الشعب السوري يتمّ تهجيره، والناس تموت من الجوع، والأطفال بلا تعليم، وكلما طالت عملية التغيير كان الثمن أغلى.
تقوم منظمة غلوبال جستس بتنفيذ برامج تنمية في الشمال السوري المحرر. هل تعتقدون أن هذه المشاريع تساعد على العودة الطوعية للمهجرين السوريين؟ وألا يحتاج الشمال لكي يصبح بيئة آمنة يعود إليها السوريون المهجّرون خطّة متكاملة اقتصادياً وأمنياً وتوحيد المنطقة إدارياً؟
يقول الدكتور بدر جاموس رئيس هيئة التفاوض السورية:
الذي تقوم به منظمة غلوبال جستس مهم جداً، لإنه بالتأكيد يجب أن يسلط الضوء على هذه المنطقة (شمال سورية)، فهي منطقة آمنة، تحتاج إلى تنمية، وهذه من الأمور التي تعطي شرعية أكثر لهذه المناطق.
ندعم وجود المنظمات السورية سواء كانت أمريكية أو أوربية، حتى المغتربين السوريين في تركيا وفي الدول العربية ودول العالم، يجب أن يأتوا كي يستثمروا في هذه المنطقة، ومن المؤكد أنها تحتاج إلى خطة متكاملة اقتصادياً وأمنياً، حتى تصبح أفضل منطقة في سورية. بالتأكيد هناك عمل كبير وصعب، نحن في حالة حرب دخلت سنتها الثالثة عشرة، وهناك مشاكل والعمل عليها جارٍ خطوة وراء خطوة، ونصل للذي نحلم به.
كيف تنظرون إلى خطط الحكومة التركية بإعادة مليون لاجئ إلى بيئة آمنة في سورية؟ وهل هكذا مشروع يمكن تنفيذه لدون ضمانات دولية حقيقية؟
يقول الدكتور بدر جاموس حول ذلك:
أعتقد أن إعادة مليون لاجئ هو أمر مبالغ فيه، الأتراك لا يتكلمون عن إعادة اللاجئين إلى مناطق النظام، وبدون حل سياسي لا يمكن إرجاع اللاجئين إلى مناطق النظام.
إعادة اللاجئين إلى مناطق الشمال غير ممكنة، لأن الشمال لا يستوعب مليون سوري إضافي جديد، هي تمارس هذا الموضوع وتضغط على الدول لكي يكون هناك مشروع دولي.
لا يوجد سوريون مستعدون للعودة إلى مناطق النظام، لأن هذا النظام لا يمكن الركون إلى وجود أي ضمانات لديه، ولا وجود أمانٍ عنده.