انحسار مياه الفرات والكارثة القادمة
أطلقوا حصة سوريا من مياه الفرات
هاشتاغ أطلقه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انخفاض منسوب نهر الفرات بشكل غير مسبوق، فقد ورد في تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مياه الفرات انخفضت من منسوبها الأعظمي 325.20 متر مكعب إلى 320.70 متر مكعب بنسبة نقص تجاوزت أكثر من 4 متر مكعب ما تسبب في خروج المضخات الخاصة بمياه الشرب عن الخدمة في أغلب المناطق إضافة إلى تأثر الثروة السمكية والأمن الغذائي للمنطقة بشكل عام.
الاتفاقات الدولية تنص على أن كمية المياه الواردة في نهر الفرات يجب أن تكون 500-550 متر مكعب في الثانية في حين أن المياه الواردة حالياً تبلغ حوالي 200 متر مكعب في الثانية.
انخفاض مياه الفرات ينذر بكارثة بيئية متصاعدة تلحق الضرر بالثروة الحيوانية والزراعية في المنطقة بالإضافة إلى أن انحسار المياه يتسبب بتكثيف النفايات ومياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية التي تلقى في النهر، وكثافة في ظهور الطحالب في مياه النهر ما يتسبب في مشاكل صحية وازدياد الأمراض حيث أن أغلب السكان يستخدمون مياه الفرات للشرب مباشرة دون وجود محطات تصفية للمياه.
الخطر الكبير الذي يمثله انحسار مياه الفرات على الأمن الغذائي للمنطقة التي تشهد سنة جفاف وانعدام المحصول الزراعي باستثناء المزروعات المروية وخاصة تلك التي تعتمد على الري من نهر الفرات لسقاية كل من محصولي القمح والشعير، آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية ستحرم من المياه وهذه المساحات تكفي للخروج بنهاية الموسم بمحصول يكفي نوعاً ما حاجة المواطنين من القمح وينقذ الثروة الحيوانية نتيجة كميات الشعير المروية من الفرات.
بحيرة سد الفرات انخفض منسوب المياه فيها خمسة أمتار شاقولية، وبحيرة سد تشرين انخفض منسوب المياه فيها أربعة أمتار شاقولية، انخفاض منسوب المياه في السدين قارب للوصول إلى المنسوب الميت وهو ما يعني إيقاف تشغيل السدود بشكل كامل ما سيقود إلى أزمة توليد الكهرباء من السدود حيث تشهد المناطق التي تغذى بالكهرباء من السدود زيادة كبيرة في ساعات التقنين.
استمرار إيقاف حصة سوريا من مياه الفرات يعني إيقاف توليد الكهرباء نهائياً من السدود للاستفادة من المياه الموجودة للري والشرب ما يعني أن المنطقة ستشهد صيفاً كارثياً في ظل انتشار كبير لكوفيد 19 في المنطقة التي لا يمكنها مواجهة موجات أمراض جديدة قد يتسبب بها انقطاع المياه وجفاف نهر الفرات في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، ما دفع الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا لإرسال نداءات استغاثة داعية المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومجلس الأمن والحكومة الأميركية والاتحاد الأوروبي إلى التدخل بغية الضغط على تركيا للالتزام بالقانون الدولي وإعادة إمداد المنطقة بحصتها من مياه الفرات.