الواقع الصحي في مناطق قسد – المشافي والخدمات
بعد إعلان الإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا، تولت هيئة الصحة إدارة المشافي والمراكز الصحية ضمن مناطق سيطرتها معتمدة على كوادر بشرية قليلة كان أغلبها من موظفي القطاع الصحي الحكومي وتجنب الكثيرون العمل مع الإدارة الذاتية إما خوفاً من الفصل من القطاع الحكومي أو بسبب الخلاف السياسي مع الإدارة الذاتية فكان الحل أمام هيئة الصحة تدريب الكوادر الطبية والصحية المتوفرة لديها في إطار سعيها للتعامل مع الحالات الإسعافية والطارئة فقط.
وكان القطاع الصحي قد شهد تراجعاً كبيراً نتيجة لعمليات التخريب والسرقة المتعمّدة التي طالت المشافي والمراكز الصحية أثناء المعارك ضد تنظيم داعش حيث تولت هيئة الصحة فيما بعد إعادة تأهيل هذه المشافي والنقاط الطبية.
أنشأت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية مشفى خاصاً في القامشلي لمعالجة الجرحى واستولت على مشفى المالكية الوطني ومشفى الحسكة الوطني وأوقف النظام السوري الدعم الصحي للمشفيين ما تسبب في توقف عدد كبير من خدماتهما.
مؤخراً افتتحت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية مشفى القلب والعين في مدينة القامشلي هذا المشفى يقدم خدمات الإسعاف القلبي والعناية المشددة لمرضى القلب والقثطرة القلبية وتشمل خدمات المشفى المعالجة وتقديم الدواء والتصوير وإجراء التحاليل وكل ما يلزم مريض القلب حتى خروجه من المشفى لقاء مبالغ مالية زهيدة مقارنة مع المشافي الخاصة أو السفر إلى دمشق للعلاج المشفى يحتوي على ثلاثة وثلاثين سريراً بالإضافة لغرف العناية المركزة وغرف خاصة بجراحة القلب يعمل فيه حوالي مئة موظف بين أطباء وممرضين وإداريين إلا أن هذا المشفى لم يشهد حتى الآن إجراء أي عمل جراحي قلبي (قلب مفتوح) ويبقى مرضى الجراحات القلبية بحاجة للسفر إما إلى دمشق أو إلى خارج سوريا لإجراء مثل هذه العمليات بالإضافة إلى قسم العين في المشفى ذاته وهو مجهز بأجهزة حديثة تشمل جراحة العين وتصحيح البصر وإجراءات طبية أخرى.
من ضمن تجهيزات المشفى المذكور قسم خاص للمخابر وقسم للأشعة السينية بالإضافة إلى وجود جهاز تصوير طبقي محوري وجهاز الرنين المغناطيسي ذو الإمكانيات الحديثة والموضوع في الخدمة لقاء أسعار رمزية. كما افتتحت هيئة الصحة قبل أيام مشفى خدمياً ومجمعاً طبياً في مدينة الدرباسية وتعهدت هيئة الصحة بتوفير خدمات المعاينة والمعالجة مجاناً لكامل المنطقة.
وتبقى المنطق التي تشهد تزايداً كبيراً في عدد الإصابات بأمراض السرطان بحاجة ماسة إلى افتتاح مشافٍ ومراكز متخصصة لمعالجة ومتابعة هذه الحالات حيث يجبر مرضى السرطان على السفر إلى دمشق أو إلى إقليم كوردستان العراق لإجراء جراحات أو الحصول على جرعات دوائية خاصة بحالاتهم مما يكلفهم مبالغ طائلة.
وكانت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية قد تعهدت بإحداث مركز للكشف ومعالجة السرطان ولما يرى المشروع النور بعد.
وتشهد مناطق شمال وشرق سوريا فوضى كبيرة في القطاع الصحي حيث الارتفاع الكبير في معاينات الأطباء وانعدام الرقابة على أسعار الأدوية حيث يباع الصنف الدوائي بأسعار مختلفة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بالإضافة لسوء خدمات المشافي الخاصة التي تستغل الوضع العام وعدم توفر مشافٍ للقطاع العام في أغلب المناطق باستثناء مشفى القامشلي الوطني حيث تتزايد الشكاوى من ارتفاع فواتيره في حالات المعالجة والجراحة.
وكان الهلال الأحمر الكوردي التابع للإدارة الذاتية قد افتتح قبل أيام مشفى خاصاً في مدينة الحسكة لمعالجة حالات الإصابة بفايروس كورونا، المشفى المحدّث يضم ستين سريراً مع أجهزة تنفس ومعدات خاصة لمعالجة الحالات المصابة والأدوية الضرورية للمعالجة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”