fbpx

النووي الإيراني على خطا كيماوي الأسد

0 262

“سيقول الأمريكان ذات يوم: إذا كانت لنا خطيئة فهي أننا سمحنا لإيران أن تغادر حدودها الجغرافية”.

أهمية هذا العام بالنسبة لسوريا هو موعد “الانتخابات الإيرانية” وهو ما سيعيد تحريك الملف السوري الواقف دولياً في قائمة الانتظار، والسبب طرفان، النظام الذي لن يغادر ثقافة الـ 50 عاماً الماضية، وأصحاب اللّحى الذين يرون أن إسقاط النظام مقدمة لاحتلال روما، وما بين الأداتين، يبقى الشعب السوري مكدساً في خيام اللجوء التي لن تؤثر في عواطف هؤلاء المفقودة أبداً.

الانتخابات الإيرانية تعني باختصار، أن العالم أمام نقطة تحول جديدة، وهي ضرورة إيجاد الوسائل المناسبة للتعامل مع النووي الإيراني، لأنه لا يبدو دبلوماسياً القيام بأي خطوة عسكرية في هذه الأثناء أمراً صائباً، لأن هذا سيعزز من فرص النظام الإيراني بإعادة تكرار نفسه، أو فرضها في انتخابات مزورة، بينما قد يفيد التريث إلى موعد حكومة جديدة هو الأفضل وذلك لأن هذا التريث قد يؤدي إلى حراك شعبي إيراني قوي قبيل الانتخابات، بينما أمام معادلة الحرب سيكون أي حراك شعبي إيراني ضعيفاً، وهو ما تخشاه أمريكا.

مع أن المرشح للحالة الإيرانية هي ضربة إسرائيلية، غير أن إسرائيل بحاجة إلى ضمانات عسكرية وسياسية قبيل التنفيذ، حتى لا تُترك وحيدة أمام استنزاف ليس قصير الأمد، قد يكون مكانه بين الجولان من خلال مليشيا إيران وبين جنوب لبنان، ما يعني أن مخلفات الضربة الإيرانية تتطلب دبلوماسية دولية لاحتواء الحالة الناتجة عنها، وهذا ما لا تستطيع إسرائيل القيام به بمفردها، وإن كانت العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية مع دول الخليج قد أسست لصورة ما بعد الضربة الإسرائيلية، إذ تريد إسرائيل أن تصبح الضربة موقفاً عربياً إسرائيلياً موحداً، وبتقديري هكذا تسير السياسة هنا.

الموقف الأمريكي في مضمونه هو أقرب إلى الدبلوماسية، وسيكون على شاكلة كيماوي الأسد، وإن على الإيرانيين أن يسلموا ما في جعبتهم للمفتشين، ثم يعودون إلى الاتفاق النووي بشكل تدريجي، وهذا يتطلب أمرين اثنين، الأول الدبلوماسية الصينية، والثاني الموافقة المبدئية داخل الإدارة الامريكية، بحيث ألا يؤدي هذا الاتفاق الى إطلاق اليد الإيرانية في المنطقة بشكل يصعب كفها بعد ذلك، وهذا معقد وصعب.

ولكن، هل يمكن للدبلوماسية الصينية أن تظهر بشكل مفاجئ في الملف النووي الإيراني، بشكل تصبح فيه إيران ورقة صينية، ويصبح تفاوض الصين مع الأمريكان أقوى من قبل، ويجعل الصين شريكاً في ملفات الشرق الأوسط (بشكل مباشر) لأول مرة في تاريخها.

بتقديري إن كل الخيارات الآن مطروحة على الطاولة، وهذا يعني أن الحالة السورية، رغم احتمالية حزم آل الأسد حقائبهم هي كبيرة، لكن الغد الأفضل للشعب السوري لا يتجاوز أن تكون سوريا تحت الوصاية الدولية، وهذا هو الخيار الأخير، والممكن المتاح، والذي يجب السعي إليه قبل أن تعود حقبة الاقتتال الداخلي (حصرياً) من جديد، وأما ما لدى النظام، فالموت جوعاً كفيل بصراع عالم الغاب.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني