fbpx

النظام يحرم أهالي ريف اللاذقية من جني محاصيل الزيتون للعام الخامس

0 420

يحرم النظام أهالي مناطق ريف اللاذقية من جني محاصيلهم منذ سيطرته على المنطقة قبل أعوام فهذا موسم زيتون خامس يعجز أصحابه عن قطافه لأسباب غير واضحة إذ يتم تبرير الأمر وربطه بالأمن، بينما تترك أراضيهم عرضة لليباس منذ سنوات دون رعاية واهتمام بسبب منع النظام عودة من يوجد من سكان هذه القرى في مناطق سيطرته إليها.

أهم المحاصيل:

تنتج هذه المنطقة محاصيل زراعية متنوعة أبرزها الفواكه وخصوصاً التفاح الذي كان يعتمد عليه عدد كبير من المزارعين، إضافة إلى الزيتون وهي تشكل مصدر الرزق الوحيد للأهالي سابقاً قبل النزوح والتهجير الذي تعرضوا له.

تتحدث فاطمة عمر إحدى السيدات النازحات من ريف اللاذقية لـ نينار برس أن كثيراً من السكان بعد تهجير النظام لهم باتوا يبحثون عن فرص عمل في الزراعة كونها المهنة الوحيدة التي يجيدونها فقد عاشوا حياتهم وربوا أولادهم على العمل بها، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً منهم نجح في ذلك خصوصاً من نزح إلى مناطق ريفية، أما من توجه إلى المدينة فبات الأمر صعباً، لذلك بحثوا عن أعمال في مجالات أخرى بحسب ما توفر لهم، معتبرة أن الكثير منهم ينتظر العودة منذ أعوام لكي يقوموا بتأهيل أراضيهم التي تركوها وإعادة تشجيرها في حال تعرضت لأي ضرر أو يباس.

تابعت: إن النظام يسمح للأهالي بين الحين والآخر بزيارة أراضيهم بعد الحصول على إذن يعرف بالإذن الرسمي، يستخرجه من يودّ بزيارة أرضه، من دائرة الأمن في مدينة اللاذقية ويقطع بموجبه عشرات الحواجز التابعة للنظام المنتشرة على طول الطريق ليتمكن من الزيارة التي لا يجب أن تزيد عن عدة ساعات وبذلك يرى فقط أشجاره دون القدرة على عمل أي شيء لها، موضحة أن جني المحاصيل يحتاج لأيام طويلة فضلاً عن أعمال رعاية هذه الأشجار من فلاحة وتقليم وغيرها.

سرقة ونهب:

تتعرض معظم هذه المواسم للسرقة والنهب من قبل ما يعرف بـ “شبيحة النظام” وعناصره الذين يستقرون في هذه المنطقة بهدف القيام بالأعمال العسكرية فخلال وجودهم يقومون بقطاف الزيتون ونهب الفواكه إما بهدف الأكل الفوري أو البيع والتحويل إلى زيت فضلاً عن الطمع بالحطب فالكثير من الأشجار يعملون على قطعها وبيعها كحطب.

يوضح العسكري المنشق من ريف اللاذقية العامل في صفوف الجيش الحر أبو حمزة، أنهم بشكل دائم يرصدون تحركات لعناصر النظام على محاور الريف وهم يعملون على قطع الأشجار أو نهبها فهذه الأعمال تعتبر مكافأة لهم في أي منطقة يسيطرون عليها، وتترك لهم الحرية الكاملة في السرقة والنهب وهذه القرى هي أساساً فقيرة وسكانها لا يملكون سوى منازل بسيطة تم نهبها مع بداية سيطرة النظام عليها ليأتي فيما بعد دور الأراضي التي تعتبر مصدر دخل دائم وسنوي في كل موسم خصوصاً موسم الزيتون كون الأشجار تقاوم وتنتج دون وجود رعاية كبيرة على خلاف أشجار الفواكه.

أضاف أن هذا الأمر يشكل حافزاً ودافعاً لعناصر النظام للقتال والثبات في المناطق خصوصاً أن رواتبهم تعتبر قليلة في ظل الغلاء الشديد، لكن وجود هذه المصادر المادية الأخرى يخفف من معاناتهم، مشيراً إلى أن توقف الأعمال العسكرية وندرتها أيضاً يساعد بشكل كبير في القدرة على عملهم بقطاف وجني المحاصيل على عكس السنوات السابقة حيث كانت تشهد المنطقة معارك مستمرة وقصفاً متبادلاً.

أحلام بالعودة:

يختلف وضع سكان مناطق ريف اللاذقية عن وضع باقي المناطق التي سيطر النظام عليها وعمد على تأهيلها بشكل سريع وإنتاج عشرات التقارير الإعلامية عن عودة سكانها إليها وعن عودة الأمن والأمان، فلم يقم بالأمر ذاته في مناطق جبلي الأكراد والتركمان وبقيت القرى والأراضي فارغة لأسباب يختلف الناس في تفسيرها، ولا يوجد توضيح من قبل النظام، مع خوف الأهالي من الاستفسار عن السبب الحقيقي رغم أنهم يحلمون بالعودة إلى منازلهم، فهم يدفعون الإيجارات في مناطق نزوحهم لاسيما داخل اللاذقية متخلين عن أراضيهم أيضاً.

يعتبر “م س” أحد سكان مناطق الريف المقيم في حي الرمل الجنوبي، أن النظام لديه مخططات غير واضحة بعد للناس يريد تنفيذها في مناطق ريف اللاذقية أو ربما تعتبر هي البوابة له للسيطرة على مدينة إدلب مستقبلا لذلك يسعى إلى نقل أسلحة وذخائر إليها وجعلها منطقة عسكرية دائمة قبل تلك السيطرة، منوهاً إلى أنهم يخشون أيضاً من طبيعتها الجبلية الكثيفة التي تسهل المعارك والعمليات العسكرية فيها من قبل قوات المعارضة لذلك من السهل تمركز قوات المعارضة فيها في حال تم فتحها وإعادة السكان إليها، مشيراً إلى أن لها طبيعة خاصة وهي تشكل مساحات واسعة تحمي القرى التي تعرف بموالاتها للنظام التي تقع خلفها لذلك يرغب النظام في بقائها فارغة من الناس وتركها منطقة عسكرية تحمي مدينة اللاذقية والقرى وهذا كله على حساب سكانها المشردين المنتشرين في مختلف المناطق دون الأخذ بعين الاعتبار حاجتهم للعودة والاستقرار والعيش في أراضيهم ومنازلهم.

يذكر أن هناك مساحات من هذا الريف تعرضت للحرائق بسبب المعارك والقصف وبعضها تحول إلى أراض فارغة ويابسة لكن ما يزال هناك جزء من هذه الأراضي يمكن استثماره ويشكل مصدر دخل جيد في حال تمكن أصحابها من العودة والعمل مجدداً على الرعاية والاهتمام بها، خصوصاً إذا ما تم تقديم مساعدات لسكانها من قروض وغيرها لإعادة الصيانة وإقامة المشاريع الزراعية فيها.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني