fbpx

النظام الإيراني: أكاذيب بلا حدود، تناقض في القول وخداع في السلوك!

0 38

الكذّاب عندما يسترسل في كلامه، فإنه يُطلق لنفسه العنان في ممارسة الكذب بمختلف الأنواع، ولأن الخط العام لكلامه يقوم على الكذب، فإنه يحفل بالتناقضات وبكل ما يجعله بعيدًا عن الواقع، وهذا ما تمّت ملاحظته في الخطاب الأخير للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان!

في مستهل خطابه الذي ألقاه يوم السبت الماضي، قال بزشكيان: “نحن نفاوض ولا نسعى للحرب، لكننا لا نخشى أي تهديد”. هذا الكلام فيه تناقض صارخ ومكشوف، وحتى لا يمكن التستّر عليه، إذ إن النظام الإيراني قد جلس أساسًا رغمًا عنه على كرسي التفاوض خوفًا من التهديدات الأميركية الصريحة والجدّية. كما إنه، وعندما يقول “ولا نسعى للحرب”، فإن قصده الحروب مع القوى العظمى أو حتى التي في مستوى قوّتهم أو أقوى، مثل باكستان مثلًا، لكن نظامه يثير الحروب بدون حساب، وحتى يهاجم كيفما شاء الدول الأضعف منه، والأمثلة على ذلك كثيرة.

ويسترسل بزشكيان في كلامه الذي يمكن وصفه بالصرح المشاد على الكذب، فيقول: “نحن لا نتراجع عن حقوقنا تحت التهديد، ولن نفرّط في إنجازاتنا المشرفة في أي مجال من المجالات”. يقول: نحن لا نتراجع عن حقوقنا عند التهديد! ومع أن هذا القرار سابق لأوانه وسيتضح جليًا في النهاية، لكننا رغم ذلك نعلم بأن هذا النظام، وعندما يعلم بأنه عُرضة للسقوط، فإنه مستعد لتقديم أي تنازل مهما كان من أجل الحيلولة دون ذلك.

لكننا نسأله، وهو يستعرض عضلات نظامه الخاوية؛ أليست العشرات من المليارات التي صرفتموها على تدخلاتكم في سوريا قد ذهبت هباءً منثورًا؟ فكيف ستستعيدونها؟

أما عن قوله “ولن نفرّط في إنجازاتنا المشرفة في أي مجال من المجالات”، فعن أي إنجازات تتحدّث؟ وبرنامجكم النووي الذي صرفتم عليه مئات المليارات لم يُنتج سوى 2% من الطاقة الكهربائية لإيران، ودعنا من الجوانب الأخرى، فالحديث طويل وذو شجون في بلد جعلتم أكثرية شعبه، بسبب من سياساتكم الفاشلة، يعيش تحت خط الفقر.

الأنكى، بل والأكثر إثارة للسخرية، عندما يضيف: “هم يغتالون علماؤنا، ثم يتهموننا بالإرهاب؛ نحن ضحايا الإرهاب.. ولأننا لا نرضخ للغطرسة، يتهموننا بأننا سبب انعدام الأمن في المنطقة”.

أي علماء سوى فخري زاده الذي كان قد شمّر عن ساعديه من أجل صناعة القنبلة النووية؟

وعن اتهامكم بالإرهاب، فإن نشاطاتكم وعملياتكم الإرهابية التي تجاوزت حدود المنطقة وشملت قارات أخرى هي من تعرّيكم، وحتى بالأمس القريب، طالب المدعي العام الأرجنتيني بمحاسبة وليكم الفقيه على الانفجار الذي تسبّبتم به في العقد الثامن من الألفية الماضية، ونذكّركم أيضًا بالسكرتير الثالث للسفارة الإيرانية، أسدي، الذي تم اعتقاله ومحاكمته بسبب قيادته لخلية إرهابية سعت لتفجير التجمّع السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس. والمجال هذا أضيق بكثير من أن يسع ذكر سجل نشاطاتكم الإرهابية المستمرة منذ بدايات حكمكم وإلى حد الآن!

والنكتة السمجة الأخيرة، التي تستوجب بالغ السخرية والتهكّم، هو قوله: “يتهموننا بأننا سبب انعدام الأمن في المنطقة”، وهذا الكلام ممجوج وغير قابل للتصديق في كل أرجاء العالم، فما حدث ويحدث للمنطقة من إخلال وزعزعة للأمن والاستقرار كان من خلالكم، عبر وكلائكم وجولات قاسم سليماني، ومن بعده قاآني، وفي كل الأحوال، فإن كل ما قد ذكرتموه مجرد كذب يفضح بعضه بعضًا!

من هنا، من المناسب جدًا أن نولي اهتمامًا لخطاب السيدة مريم رجوي في مؤتمر إيران الحرة 2025، الذي عُقد في 18 أيار/مايو في المقر الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شمال باريس، بحضور جمع كبير من البرلمانيين من دول المملكة المتحدة، وأيرلندا، وكندا، وهولندا، ومالطا، وسويسرا، والبرتغال، ورومانيا.

تناولت السيدة رجوي في جزء من خطابها الوضع الحالي للنظام الإيراني، وأشارت إلى نقاط مهمة للغاية، بما في ذلك كذب مسؤولي النظام الإيراني بشأن البرنامج النووي، والتدخل في دول المنطقة وإثارة الأزمات، والقمع المنهجي داخل البلاد، ودعم الإرهاب، حيث قالت:

“… بعد تجارب عديدة، أصبحت الآن حقائق مهمة واضحة للعالم، منها:… أن الاستبداد الديني الحاكم في إيران هو مصدر الإرهاب وتأجيج الحروب في المنطقة؛ هذا النظام لا يتوقف عن الإعدام والتعذيب وقمع النساء داخل إيران، لأنه إذا توقّف عن ذلك، فسينهار؛ لا يتخلّى عن برنامج صنع القنبلة النووية، لأنه سيفقد أحد ضمانات بقائه؛ لا يتوقف عن تأجيج الحروب في الشرق الأوسط، لأن هيمنته ستنهار؛ ولا يتخلّى عن الإرهاب خارج إيران، لأنه سيفقد أداة الابتزاز والتهديد للدول الأخرى.

لقد أخذ هذا النظام حرية الشعب الإيراني وسلامه في الشرق الأوسط وأمن العالم رهينة…”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني