يؤثر المحيط الاجتماعي كثيراً على المرأة وثقافتها الاجتماعية، كما توسعة الدائرة المجتمعية حولها وتدفعها إلى توسيع آفاقها وتعرفها على أشياء كثيرة وجديدة في هذا العالم الكبير، فالمرأة المثقفة هي المرأة التي تتعامل مع الأفكار بشكل مختلف من خلال فصلها عن الاعتبارات الاجتماعية، والتي تناقش أفكاراً كثيرة ومتنوعة، فهي صاحبة الطموح والمبدعة في كثير من المجالات كالآداب والفنون والعلوم، فالمرأة التي توجد لديها معايير تعليمية واجتماعية ووظيفية وسياسية هي المرأة المثقفة وهي السند لأسرتها ومجتمعها بدءاً من الأهل والزوج والأولاد، وتقوم بكامل واجباتها برعايتهم من خلال القدرة على الوقوف معهم جنباً إلى جنب وسد الثغرات والمشاكل التي تظهر أثناء حياتها كما القيام بدورها الاجتماعي والحضاري والحفاظ على أمنه واستقراره.
لاحظنا تأثير الحركة النسوية على الثقافة في نواحٍ عديدة، فقد لاحظنا من خلال كثير من النساء المعروفات عالمياً كـ تيموثي لوري وأنجيلا ماكروبي وحديثهم وجدلهم أحيانا بأن “واحدة من أهم الابتكارات النسوية هي البحث في طرق تلقي النساء للثقافة الشعبية دون النظر إلى أن الثقافة الشعبية تتم من قبل الرجال غالباً”.
تعاني المرأة بشكل عام من قلة وجود برامج توعية مجتمعية، فرفع الوعي بقضايا النوع تقلل من ضعف المرأة والعنف ضد المرأة والطفل، والتي نتحدث عنها دائماً، كما نشطت المرأة كثيراً في الآونة الأخيرة فالمنظمات والشبكات الخاصة بالمرأة السورية التي عملت مؤخراّ في تركيا وفي الداخل السوري كان لها تأثيراً كثيراً في توعية النساء، فمنها شبكة أنا هي وشبكة المرأة السورية ومنظمة نساء الغد ومنظمات ورد البلد وهيرو ونساء من أجل السلام نشطت كثيرا منذ عام 2015 وما بعد، فمنظمة نساء الغد التي تأسست في عام 2016 استهدفت شرائح وفئات كثيرة من النساء والشباب والأطفال من خلال برامجها المتنوعة في التوعية المجتمعية عن طريق الجلسات والتدريبات وورشات العمل والزيارات الميدانية للنازحين واللاجئين في المخيمات وفي كل مكان يوجدون فيه، ومشاركة منظمات محلية وإقليمية ودولية، وقد عمل قسم كبير من النساء في مجالات جديدة لا تتعلق بالشهادات أو الخبرات خلال السنوات العشر الأخيرة، وأثبتت المرأة قدرتها وأدهشت الجميع بقوة إرادتها وثباتها إلى أن وصلت للمشاركة في صناعة القرار بنسبة مرضية نوعاً ما، وبالرغم من الضغوطات الكثيرة والمتنوعة التي واجهتها وتواجهها النساء استطعن تحدي المستحيل.