الملاهي الليلة في الساحل ملجأ مقاتلي النظام الوحيد ومصدر دخل للكثيرين
لعبت مدن الساحل السوري دوراً كبيراً في الحرب التي يشنها النظام على معارضيه
فلم يقتصر الدور فيها على إمداد قواته بالعناصر وتأييد معظم سكانها بشكل مادي
ومعنوي للنظام بل كانت مكاناً لترفيه والتسلية لهؤلاء العناصر وتحديداً الروس
والإيرانيين، وذلك من خلال الملاهي الليلة والمقاصف ومراكز السهر التي تنتشر
بكثافة في مختلف الأحياء والمناطق والتي تزايدت بعد الحرب وباتت تشكل دخلاً عالياً
جداً لأصحابها في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد والحاجة لها في ظل الظروف التي يمر
بها المقاتلون الذين يتوجهون إليها بكثافة خلال فترات الإجازات والاستراحات.
أماكن الملاهي والأسعار:
لا يكاد حي من أحياء مدينتي اللاذقية وطرطوس يخلو من أحد مراكز السهر لكنها
تتركز بكثافة في مناطق البحر والشاطئ، وتختلف الأسعار بحسب الحي الذي يوجد به الملهى
وبحسب الخدمات التي يقدمها.
يوضح برهان علي، أحد الشباب من مدينة اللاذقية لموقع نينار برس، إن الحرب فتحت
مجالات عمل كثيرة لأصحاب رؤوس الأموال ووجد الكثير منهم أن مراكز السهر تعتبر
مشروعاً ناحجاً بسبب حجم الدخل الذي تحققه والطلب الكبير عليها، فضلاً عن غياب
الرقابة التامة عنها وتغاضي الدولة عن مثل هذه المشاريع والتركيز الأكبر على راحة
المقاتلين وتلبية حاجاتهم ورغباتهم كافة، خصوصاً وأن المقاتلين لاسيما الأجانب
من الروس والإيرانيين يصلون إلى سوريا دون أسرهم وهم بحاجة لمثل هذه الأجواء
التي تؤمن لهم التسلية والترفيه.
تابع: إن هذه الملاهي تقدم المشروبات ويوجد بها نساء ومغنيات وأُنفق مبالغ
مالية كبيرة على بعضها من أجل تحسين خدماتها وتجهيزها بأفضل التجهيزات، منوهاً
إلى أن عدداً كبيراً منها تعود ملكيته لعائلة الأسد ومخلوف وللشبيحة المعروفين
ضمن مدن الساحل.
أموال كثيرة:
فتحت الحرب الباب أمام عدد كبير من أبناء الساحل للحصول على الأموال من
خلال الفرص التي أتيحت لهم من السرقات وغيرها، وجعلتهم الظروف التي يعيشونها ضمن
المعارك والبقاء على الجبهات لأشهر طويلة يرتادون الملاهي الليلة بشكل يومي خلال
فترات الإجازات والاستراحات ويمضون أوقاتاً من التسلية والمتعة ويروحون عن أنفسهم
من خلال قضاء هذه السهرات التي تعتبر المنفذ الوحيد لهم خصوصاً وأنها باتت مظهراً
طبيعياً وجواً من أجواء مدن اللاذقية وطرطوس، إذ باتت هذه المدن وجهة لمعظم
الشباب ممن يملكون المال.
يتحدث المقاتل المنشق عن صفوف قوات النظام حسن الإبراهيم وهو من أبناء مدينة اللاذقية:
إن الجانب الأخلاقي لا يلقى أية أهمية لدى المسؤولين في قوات النظام على العكس
تماماً معظهم يستثمر في هذه الملاهي الليلة ويدفع الشباب من عناصره للتوجه إليها،
مؤكدا أنها تلعب دوراً في تشجيعهم على القتال وذلك بسبب توجه مالكيها وروّادها الموالي
والمساند للنظام، إضافة إلى الفتيات العاملات فيها جميعهن مواليات للنظام
ويستخدمن كعامل لتحفيز ولإدخال الحماس وزيادة عزيمتهم القتالية.
أضاف بحديثه لنينار برس، إن مكافآت العناصر بعد أي معركة تكون سهرة في أحد
المقاصف الليلة في اللاذقية أو طرطوس وهي مكافأة ينتظرها المقاتلون بكل شوق وحماس
خصوصاً القادمين من مدن سورية أخرى والذين لم يعتادوا على هذه الأجواء ومن هم في
أعمار صغيرة.
إرضاءً للروس:
تضاعفت أعداد مراكز السهر والملاهي الليلة في كل من اللاذقية وطرطوس وبات
الأمر واضحاً خصوصاً بعد الدخول الروس إلى سوريا وتشكيل قواعد عسكرية لهم في مدن
الساحل ووجود العناصر بكثافة وتجولهم ضمن مدن الساحل بكل حرية، واعتيادهم على أجواء
السهر والمشروبات في بلادهم لذلك سعى معظم أصحاب هذه المحلات لتقديم خدمات ترضي
طلبات الروس والسعي لتحويلها إلى ملاهي تشابه الملاهي الروسية، إضافة إلى أن مراكز
السهر هذه وفّرت فرص عمل بكثرة للشابات في الساحل خصوصاً ممن فقدن أزواجهن خلال
الحرب وأصبحن بحاجة للعمل في ظل الوضع الاقتصادي الصعب لذلك وجدن هذا العمل سهلاً
ويؤمن لهن دخلاً مادياً جيداً. ومثل هذه
الملاهي موجودة قبل الحرب، لذلك تحولت معظمها لأماكن سهر للجنود الروس وعلى
طريقتهم.
يشار إلى أن هذه الملاهي تشهد مشاكل دائمة وخلافات متكررة بين الزبائن الوافدين
إليها خصوصاً وأن معظمهم يحملون السلاح وسط تهديدات لأصحابها ووقوع أضرار مادية
فيها وإطلاق رصاص أثناء حدوث الخلافات والتي يحدث معظمها بسبب النساء العاملات في
هذه الملاهي أو لأسباب تتعلق بأمور المنافسة والسلطة والسيطرة خلال السهرات.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”