المغرب جفاف مقلق في المناطق الزراعية
مياه أمطارها ليست بنفس الكثافة التي تهطل في الجزائر، ومع ذلك بنت سدوداً مائية لتحتفظ بكل قطره مياه، وحتى لا تضيع في محيطها الكبير.
ولكن ما فائدة هذه السدود الكثيرة إذا لم يكن هناك مياه متوفرة ومستمرة.
كانت المملكة المغربية عبر التاريخ ذات مساحة واسعة، تضم حتى موريتانيا الحالية ضمن أراضيها، فجاء الانكيز واقتطعوا منها جبل طارق، ثم جاء الإسبان واقتطعوا منها سبتة ومليلة، وكذلك طنجة، التي استعادتها عام 1960.
فالمغرب مملكة متعددة الأقاليم، جزء منها في أفريقيا، وقسم آخر من أراضيها ومياهها ملاصقة لأوروبا. قسم منها غني بالمياه، وآخر محروم منه.
الفلاح المغربي نشيط، ويعمل بدون كلل، ولفترات زمنية طويلة، ولكن المغرب تعاني من معضلتين رئيستين في قضية المياه.
أولهما أن الزراعة مازالت تعتمد بشكل كبير على المياه السطحية، وبشكل خاص مياه الأمطار.
ولكن منطقة بني ملال وهي المنطقة الزراعية بامتياز تعاني من قلة الأمطار، وكذلك الجفاف في بعض السنوات.
أما الآبار الجوفية، فالدولة حريصة ألا يتم حفر الآبار بشكل مستمر، حتى لا يؤثر ذلك على قشرة الأرض ويلحق بها أضرار إيكولوجية.
بالطبع بقي موضوع تحلية المياه، ولكن الموازنة المالية المغربية لا تسمح بذلك، بالإضافة إلى أن المنتجات الزراعية المغربية، وخاصة الحمضيات تعاني من منافسة إسبانيا لها، وبما أن الحدود مغلقة مع الجزائر، فهذا أثّر بشكل كبير على عملية تسويق وتصدير المنتجات الزراعية المغربية.
وفي غياب التنسيق المادي العربي الزراعي، فلا يوجد أي حل لمعضلة المياه في عالم أصبح مهدداً بالعطش.
أما المعضلة الثانية، توسع مدنها، وازدياد الكثافة السكانية فيها، فمدينة فاس استهلكت كل المياه والآبار المجاورة لها، وكذلك مدينه مراكش، أما الريف الشمالي والريف الجنوبي يعتمد بمياهه على ينابيع الجبال، وبعض الآبار في بعض الواحات.
لكن المعضلة الكبرى هي مدينة الدار البيضاء المدينة الصناعية والتجارية بامتياز، التي يبلغ عدد سكانها اليوم ستة مليون نسمة، وهناك أحياء كامله فيها تسمى أحياء القصدير بدون مياه صالحة للشرب.