fbpx

المشهد السياسي الراهن وأزمة الانتخابات الإسرائيلية

0 112

من المقرر أن تجري الانتخابات الإسرائيلية في نسختها الخامسة لانتخاب ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي في الأول من نوفمبر وما من شك بأن المشاركة العربية تعكس أهمية بالغة في مواجهة العنصرية والتطرف الإسرائيلي والتحالف اليميني، الذي يبث سموم فكره الإرهابي في عداء تاريخي للعرب وأن مواجهة هذه التطرف مهم على صعيد توحيد الصوت العربي وأهمية المشاركة العربية الشاملة في الانتخابات لوضع حد للتطرف الإسرائيلي والتصدي لمخططات الاحتلال الهادفة إلى اقتلاع شعب فلسطين من أرضه ومصادرة الحقوق الفلسطينية ولذلك يجب على المواطنين العرب كافة، الخروج للتصويت من أجل التأثير على قرارات الحكومة الإسرائيلية المقبلة كون أن الصوت العربي له تأثيره الواضح في خلق فرص للمواجهة ووضع حد لدولة العنصرية الإسرائيلية.

ولا يمكن بكل الأحوال فصل ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم يمارسها الاحتلال وأركان جيشه بمعزل عن الانتخابات الخامسة فممارسة الإرهاب واقتحام المدن الفلسطينية والتصعيد القائم حالياً في مدن الضفة الغربية ما هو إلا دعوة لإنتاج حكومة أكثر عنصرية وتطرف هدفها أساساً تغييب البديل للحلول السياسية للصراع واستبدالها بمعالجات عسكرية تخدم مصالح الاحتلال والهروب إلى الأمام من خلال التخلي عن مسؤولياتها، وفي الوقت نفسه التعامل مع أجندة الانتخابات الإسرائيلية التي باتت تنتج مجتمعاً أكثر تطرفاً أمام ما يجرى من محاولات قائمة لفرض أجندات الاحتلال كبديل وحيد والاستمرار في تنفيذ مخططات الضم والتوسع والتهويد واستبعاد مواقف المجتمع الدولي في أي حلول قائمة ومطروحة للمعالجة الاستراتيجية لحل الصراع.

أمام هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني لابد من التحرك السياسي والدبلوماسي الواسع لفضح جرائم الاحتلال ووضع حد لهذه السياسات التعسفية وتعزيز الموقف الوطني ميدانياً وضمان العمل على توحيد الموقف السياسي الفلسطيني وأهمية المشاركة العربية الشاملة في الانتخابات المقبلة للكنيست الإسرائيلي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب على القيادة الفلسطينية العمل وبأسرع وقت لتطبيق قرارات المجلس المركزي السابقة بما يتعلق بالعلاقة القائمة مع الاحتلال، وذلك لحماية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الذي لن يقبل بأي حال من الأحوال استمرار الوضع الحالي الذي يحاول الاحتلال تكريسه عبر إجراءاته القمعية والتصعيد الخطيرة لكل أشكال العدوان الغاشم.

وبات من الواضح أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تثبت أن المجتمع الإسرائيلي يتوجه لانتخاب العنصرية، ما يعزز استمرار آليات القمع والتنكيل وممارسة إرهاب الدولة المنظم بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث يعكس ذلك طبيعة الموقف الإسرائيلي غير المؤهل للسلام كون أن الانتخابات تعيد إنتاج التطرف والإرهاب والتحريض ضد العرب ومناهضة مسيرة السلام بالمنطقة التي لم تشهد أي تقدم يذكر منذ سنوات بل شهدت تدمير واسع وقتل لروح ومبادرة السلام العربية.

دولة الاحتلال بكل مكوناتها العنصرية تختار طريق التطرف والاحتلال والاستيطان والناخب الإسرائيلي يصوت لصالح الدم والقتل والعنف والإرهاب المنظم الذي يمارسه جيشهم بحق الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والمجتمع الإسرائيلي القائم على التطرف يختار العنصرية مجدداً ولم يختار السلام وبذلك يكون قد أصدر شهادة وفاة لعملية السلام، ما ينعكس سلباً على مستقبل المنطقة برمتها والناخب الإسرائيلي يعيد إنتاج الاحتلال بأبشع صوره مجدداً، ما يثبت حقيقة راسخة بأن دولة الاحتلال قائمة على التطرف وممارسة القمع وغير جاهزة ولا مستعد للسلام.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني