fbpx

اللّاعنف والسلام

0 347

اليوم العالمي أو الدولي لللاعنف والسلام 2 تشرين الأول الذي يتزامن مع مولد زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية نبذ العنف (المهاتما غاندي).

فتجربته مصدر إلهام لحركات اللّاعنف الداعية إلى ترسيخ الحقوق المدنية والتغيّر السلمي الاجتماعي والسياسي في مختلف أنحاء العالم، المستند إلى أساليب لا عنفية وهي متعددة كالعصيان المدني والتظاهر السلمي… الخ.

مبدؤهم الوسائل العادلة تُفضي إلى غايات عادلة

الّلاعنف يستخدم في الغالب كمرادف لمذهب السلام ويُعتبر وسيلة من وسائل استرداد الحقوق.

يقوم على مبادئ إنسانية راقية تتفق مع مبادئ حقوق الإنسان والشرعة الدولية ومن أهم سماته.

احترام الآخر، الحفاظ على كرامة الآخر وتحقيق العدالة. واللّاعنف يرتبط بالتفكير العقلاني فهو خاصة ترتبط بالإنسان من بين سائر المخلوقات ويؤكد انصاره بأن أثر اللاعنف أقوى من أثر العنف لأنه يستند على استخدام وسائل الإقناع بدل الإرغام والمحبة بدل الكراهية والحرية بدل القوة والاستبداد والحوار بدل الغاء الآخر وإقصائه. فالسلوك اللاعنفي سلوك رصين ومتسق يقوم على ضبط النفس والاتزان ويقهر النوازع العدوانية والغرائز البدائية ويضبطها ويُوقظ الضمائر الحية لكشف المظالم والدفاع عن العدالة.

واللاعنف مصدر انبثاق الإرادة في التغيير: تغيّر الفرد والمجتمع وتحمل المسؤولية الأخلاقية لإرساء مبادئ السلام ونبذ الشر والعنف ومحاربة شريعة الغاب.

يرتبط اللاعنف بالتسامح

يقول فولتير: “كن شديد التسامح مع من خالفك الرأي فان لم يكن رأيه صائباً فلا تكن أنت على خطأ تشبثك برأيك”.

والتسامح في مجالات الحياة وطبيعتها المتعددة، تسامح فكري، وتسامح ثقافي،وتسامح سياسي، وتسامح عرقي، وتسامح ديني… الخ.

ومن أهم أسس التسامح الاعتراف بالآخر وتقبله والحرية والاستقلال وأن يتم باعتدال وحكمة ويقوم على مبدأ التعايش المشترك مع احترام الاختلاف ولا شك بأنك تستنتج بأن التسامح يساعد الإنسان على التفكير الإيجابي وأن اللّاعنف طريق الوصول للسلام ذاته فهما وجهان لعملة واحدة.

لا أريد أن أتحدث وأذكّر بالعنف سأكتفي بتوجيه الأسئلة الآتية، والغنى الحقيقي بتنوع الإجابات وتعددها وهذه الإجابات ملككم أنتم ونتاجكم أنتم وبها يتسع الموضوع ويزداد متعة معرفية وفائدة، وستكون إجابتي مساهمة متواضعة أمام إجاباتكم ومجرد تحريك باب الحوار المستند على الاحترام والثقة والمحبة والسلام.

  1. هل وعينا الفردي والوعي الجمعي ذو نزعة عنفيّة؟ ولماذا؟
  2. هل العنف فطري في الإنسان أو مكتسب؟
  3. ما هو دور التربية؟ البيت والمدرسة ووسائل الإعلام المتنوعة في ترسيخ مفاهيم السلم واللاعنف؟
  4. هل القلق الناتج عن الحياة المعاصرة وما تتميز به من اضطرابات وصراعات وتقدم علمي وتكنولوجي يُعتبر سببٌ من اسباب العنف؟
  5. الأضرار التي تسببها الطبيعة للإنسان وعدوانية الحيوانات هل هي عنف أم لا؟ ولماذا؟
  6. 6-               هل من علاقة بين العنف بالاستبداد؟

كما اتفقنا سأعرض عليكم رأي الذي اعتبره ليس كاملا ويحتمل الرفض والقبول من قبلكم وذلك للراي ككل أو لجزء منه، والحوار مع كل الاحترام مستمراً.

وعينا الفردي والجمعي عنفي والأمثلة على ذلك كثيرة، في البيت والمدرسة ومكان العمل والشارع… يكفي أن نتذكر خطاب الناس معنا أو ردود أفعالنا وأفعالهم وخصوصاً عندما نختلف! وكيف نستخدم الكلمات بالتعنيف ونلوح بالأيدي ونضرب ونحقر ونؤنب ونتوعد ونهدد.

ظاهرة العنف من أقدم الظواهر التي عرفتها البشرية فهو استعمال غير مشروع للقوة فهو فرض من إنسان على إنسان آخر خلافا للطبيعة الإنسانية التي تقوم على العدالة والمساواة والحرية وصون الكرامة الإنسانية دون وجه حق أو مبرر قانوني
فالعنف هو كل ممارسة أو تأثير سلبي على شخصية الآخر معنوياً أو جسدياً أو نفسياً وكل ما يؤذي الآخر أو يقصيه فالعنف يعبر عن انهيار القيم الأخلاقية وانتهاك إنسانية الإنسان.

وأسباب العنف كثيرة: خارجية تعود إلى الأوضاع الاجتماعية أو الاقتصادية، وداخلية لأسباب رمزية أو معنوية.

أما أشكال العنف فيمكن أن تأخذ شكلاً مادياً كالضرر الجسدي التي تسببه الحروب أو العنف الفردي بالتأثير الجسدي أو التأثير على حياة الفرد، وعنف معنوي كالعنف الرمزي و ينتشر في السياسة والإيديولوجية والجيوش والأحزاب وغيرها والحروب الناتجة عنها بكل أشكالها وأنواعها فكل ما يستند على سلب الأخر قدرته على الرأي السليم هو عنف معنوي كاغتراب الإنسان عن مجتمعه أو أخلاقه أو الحاجات الاجتماعية.. الخ.
يتسبب العنف بقتل العواطف الإنسانية وهدم الكرامة وهتك الحريات، وقد ربط “بودريار” القلق الناتج عن العنف الحضاري في عصرنا الراهن يعود إلى التقدم التكنولوجي والآثار المدمرة للتطور العلمي وخصوصاً أسلحة الدمار الشامل وسيطرة الاحتكارات الرأسمالية، لذلك يرى بأن العلاقات التي تسود الإنسانية هي علاقات الحسد والكراهية القائمة على الاستغلال والاستبداد وهذا مرتبط بمجموعة من عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية.
الضرر الناتج عن الطبيعة أو الحيوانات لا نستطيع أن نسميه عنفاً لأن العنف خاص بالإنسان وأفعاله وسلوكه التي تسبقها النية وتقوم على إرادة واعية لها هدف، فالفعل الإنساني يسبقه القصد والنية ويسعى لهدف معين.

نداء بكل الحب واحترام لكل إنسان واع بأن نبدأ بحرب سلمية لا عنفيّه ضد العنف القابع بداخلنا أولاً ثم نؤسس لوعي جمعي يوجه سلوكنا وسلوك الآخرين باتجاه السلام وتأسيس لعلاقات متوجة بالمحبة والاحترام مع من يخالفنا الرأي على اختلاف أشكاله.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني