fbpx

اللاجئون.. والصدمة النفسية

0 256

تهز الصدمة أسس الإنسان، وإن اختلف هذا من شخص لآخر.

الأطفال الذين أصيبوا بالصدمة، يعبرون في بعض رسوماتهم عن ثقوب سوداء، أو وحوش تهم بالافتراس.

والنساء يشعرن، كأنهن يتأرجحن على حافة الهاوية، وهن على وشك السقوط، في أية لحظة.

يخيم شعور عميق بالوحدة، فلم يعد الشخص يعرف من هو، وإنما ينتابه إحساس بالتلاشي، وبأن عقله أصبح كتلة جامدة.

لدى كل شخص وصف يختلف عن الآخر، لكن ما يجمعهم، هو أن نمط حياتهم المألوف قد اهتز، وهم الآن في ارتباك وتوهان وعجز في عوالم المشاعر والسلوك.

كثير من الناس أصبحوا أشخاصاً آخرين بعد تجارب صادمة.

تهتز الهياكل والأدوار الأسرية، الأب القوي المثال والقدوة، لم يعد كذلك، ها هو الآن عاجز وحزين، لا يعرف ماذا يفعل.

الغرباء يوجهونه، ويأمرونه، وهو الذي كان يوجه مسار الأسرة. حتى الأم أصبحت لا تملك من القوة ما يكفي للاعتناء بالأسرة.

يتظاهر الأب أن كل شيء عادي، لكن الأمر ليس كذلك. الأدوار تختلط والأسرة تبدأ في الاهتزاز.

هل يكفي تأمين المأوى والحاجات المادية لحفظ توازن الأسرة وإعادة الأمور إلى نصابها كما كانت في السابق؟!

الأمر الآن، يتطلب مسارات ودروباً جديدة، تجارب مختلفة، وهويات جديدة وفهماً جديداً للذات.

وهذا يستغرق وقتا مجهداً وطويلاً.

ياله إذاً من طريق وعر وشاق.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني