الكود (V-160) يثير قلق ومخاوف اللاجئين السوريين في تركيا
لاحظ الكثير من السوريين في الفترة السابقة وجود الكود (V-160) على بطاقات الحماية المؤقتة الخاصة بهم، أو توقف بطاقة الحماية المؤقتة نهائياً لأسباب أخرى، وتزامن هذا مع حملات الترحيل للمخالفين من اللاجئين ممن لا يمتلكون بطاقة الحماية المؤقتة، أو ممن يحملونها ولكن لديهم مشاكل قانونية مثل عدم تثبيت عنوان الإقامة أو الإقامة في ولاية غير التي أصدرت بطاقة الحماية المؤقتة… وغيرها.
كل هذا أدى إلى إحجام الكثيرين عن الخروج من منازلهم خوفاً من الترحيل، إلى أن يستطيعوا تسوية الأمور القانونية المتعلقة ببطاقاتهم.
نينار برس التقت مجموعة من السوريين الذين واجهوا بعضاً من هذه لمشاكل ليتحدثوا عما واجهوه في هذه الفترة وكيف استطاعوا حل هذه المشكلة بشكل قانوني.
الشاب “محمد الراغب” 18 عاماً، طالب في المرحلة الثانوية، يقيم مع عائلته في غازي عينتاب حدثنا كيف اكتشف وجود الكود (V-160) على بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة به، يقول:
“بداية توقف تأميني الصحي، واكتشفت ذلك عندما كنت في مستوصف للاجئين السورين في حينا، ولم أستطع الحصول على وصفة طبية مجانية بسبب ذلك، تزامن ذلك مع ورود رسالة من مديرية الهجرة في غازي عينتاب لوالدي تفيد بوجوب تحديد موعد من أجل تحديث بياناتنا.
اعتقدت أن الأمر عادي بسبب بلوغي الثامنة عشرة، فتوجهت إلى أحد فروع (PTT) من أجل الحصول على كلمة مرور لحساب بوابة الحكومة الإلكترونية (e Devlet)، وفوجئت عندما أخبرني الموظف أن بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة بي متوقفة وغير موجودة في النظام”.
ويتابع: “شعرت بقلق كبير سيما أن جميع تحركاتي في الأماكن التي توزعت فيها سيارات مديرية الهجرة التي يقوم عناصرها بالتفتيش على المخالفين وترحيلهم، وعدم معرفتي سبب وجود هذا الكود على بطاقتي، علماً أن عنوان سكني مثبّت لدى مديرية السجل المدني (النفوس) ولم يتغيّر منذ عام 2015، ما أجبرني على المكوث في البيت كل هذه الفترة خوفاً من التعرض للترحيل سيما وأن موعد تحديث البيانات لم يحدد بعد وقد يتأخر كثيراً نظراً لوجود أعداد كبيرة من السوريين بحاجة لتحديث بياناته”.
ويضيف: “بعد مرور أكثر من شهر على تقديم طلب لتحديد موعد في دائرة الهجرة، سألت عن إمكانية الحصول على موعد بشكل أسرع، وعرفت أنه يمكنني تقديم طلب لمديرية الهجرة للحصول على موعد بتاريخ قريب.
بالفعل تقدمت بطلب لمديرية الهجرة وتبيّن وجود الكود (V-160) على بطاقتي، لكن لم أعرف السبب بعد، وبعد أسبوع واحد وردتنا رسالة، فيها ساعة وتاريخ موعد تحديث البيانات، وتبين لي أن السبب عدم وجود بصمات لي لدى مديرية الهجرة، وكان الأمر بسيطاً، فقد أخذوا بصماتي ومنحوني بطاقة حماية مؤقتة جديدة.. ولا أنكر أنني مررت بفترة عصيبة وقلقة بسبب ذلك”.
الشاب “زياد الأحمد” 24 عاماً، تخرج في معهد البنوك والتأمين من جامعة غازي عينتاب، أيضاً فوجئ بوجود الكود (V-160) على بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة به يقول:
“عرفت بوجود كود على بطاقتي بالمصادفة، فقد تقدمت بطلب للحصول على إذن سفر عبر تطبيق بوابة الحكومة الإلكترونية (e Devlet)، وفوجئت أن سبب رفض الطلب وجود الكود (V-160) على بطاقتي، كنت أعتقد أن سبب وجود هذا الكود هو عدم تثبيت عنوان السكن أو تغييره دون تحديث البيانات، ولكن عنوان سكني لم يتغير منذ آخر تحديث للبيانات قمت به”.
ويتابع: “بت لا أجرؤ على الخروج من البيت إلا للضرورة القصوى وفي حدود الحي الذي أقيم به، خوفاً من التفتيش على البطاقات والترحيل، نصحني الأصدقاء بتقديم طلب لمديرية الهجرة لمعالجة هذه المشكلة، وفعلاً تقدمت بطلب لمديرية الهجرة وتمت معالجة المشكلة، التي تبيّن لي أنها بسبب نقل عنوان سكني من ولاية أورفة إلى ولاية غازي عينتاب، لم أحصل على كيملك جديد، كون الكيملك الحالي بتاريخ حديث”.
ويضيف: “تم رفع الكود عن بطاقتي ولكن عليّ أن أتوجه إلى مديرية الهجرة لمدة ثلاثة أشهر مرة في الأسبوع لكي أبصم”.
للإضاءة أكثر حول موضوع الأكواد وتوقف بطاقة الحماية المؤقتة التقت نينار برس المحامي “زكريا ميلاجي”، الذي يمتلك معرفة واسعة بهذا الموضوع كونه من صلب عمله كمحام، يقول:
أنواع مختلفة من الأكواد
“أنواع الأكواد التي قد توضع على بطاقة الحماية المؤقتة كثيرة، وكل حرف يشير إلى موضوع المشكلة (V-G-Ç….) والخطوة الأولى التي يجب القيام بها معرفة الكود ودلالته القانونية حتى تتم معالجة المشكلة.. قد تكون المشكلة جزائية وحلها في العدلية، أو مدنية ويكون حلها في مديرية السجل المدني وهكذا”..
كيفية معرفة وجود كود على بطاقة الحماية المؤقتة
يتابع “ميلاجي”: “الطرق القانونية هي الأسلم لمعرفة وجود كود على الكيملك من عدمه، وأحذر بشكل كبير من اللجوء إلى السماسرة تجنباً للوقوع في مشكلة قانونية أكبر.
الطريقة الأولى التقدم بطلب إذن سفر عبر تطبيق (e Devlet) وانتظار الرد، إذا جاء الرد بالموافقة، هذا يعني أنه لا توجد أية أكواد على الكيملك، وفي حال جاء بالرفض، يتم شرح السبب في حقل (AÇIkLAMASI)، وفي حال جاء الرد بالرفض ولم يتم شرح السبب يجب العمل بطريقة ثانية”.
ويضيف “ميلاجي”: “يتم ذلك عبر تقديم طلب إلى مديرية الهجرة بشكل شخصي أو عن طريق توكيل محام وكالة خاصة بمراجعة مديرية الهجرة، وبذلك يستطيع الكشف على السجل الخاص بصاحب الطلب ويتم تحديد نوع الكود ومرجعيته لتتم معالجة المشكلة، وهذا الحل يعد الأفضل والأسلم، وأنصح به لكل من يواجه مشاكل تتعلق بالأكواد”.
موضوع الأكواد أربك السوريين كثيراً وامتنع الكثيرين من الذهاب إلى أعمالهم ومتابعة حياتهم بشكل طبيعي لحين تسوية أمورهم القانونية.
متابعة الحالة القانونية للسوريين أمر ملح جداً تجنباً للوقوع في مشاكل أكبر قد تصل إلى الترحيل خارج الأراضي التركية.
تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”