fbpx

العودة الطوعية للسوريين – ترحيل قسري

0 319

تتسم طبيعة الإنسان البشرية بالحنين إلى المكان الذي ولد وعاش فيه أيام طفولته، وخصوصاً من اضطر للهجرة بسبب الظروف المختلفة.

لكن الأمر بات مختلفاً مع السوريين اليوم، فالعودة إلى سوريا بالنسبة لمعظمهم مخيفة وخطيرة ولا تؤمن فرص عيش كريم.

وجهة نظر الحكومة التركية بإعادة السوريين

بعد التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي، الذي نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية رجب طيب أردوغان، أمام بعض الشباب التركي في أنقرة بأن عملية العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم قد بدأت، زادت مخاوف السوريين، حيث قال: إن هناك شعباً سورياً اضطر إلى مغادرة بلاده بسبب الحرب والتنظيمات الإرهابية” مضيفاً: “أنشأنا أكثر من 100 ألف منزل في الشمال السوري عبر مؤسساتنا الحكومية ومنظماتنا المدنية، وقد بدأ المهاجرون العودة إلى هذه المنازل”.

كما انتقد الرئيس أردوغان تصريحات زعماء المعارضة بشأن ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

يبلغ عدد اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا تحت “الحماية المؤقتة” نحو ثلاثة ملايين و762 ألفاً، بحسب تصريحات صويلو، مشيراً إلى وجود قيود 120 ألف لاجئ غير مفعلة، خارج هذه الأرقام.

بالمقابل بلغ عدد السوريين الذين عادوا إلى سورية 554 ألفاً و107، حسب ما ذكرت صحيفة الأناضول في نطاق الجهود التي تنفذها رئاسة إدارة الهجرة في إطار مبدأ “العودة الطوعية الآمنة والكريمة” في مكاتب العودة الطوعية التي فتحتها في 12 ولاية يقطنها السوريين بكثافة.

وتستمر الجهود لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي سيطرت عليها تركيا “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”.

السوريون في تركيا والعودة الطوعية

في استطلاع حديث للاجئين السوريين أجرته وكالة الأمم المتحدة للاجئين، قال 1.1% فقط من المستطلعة آراؤهم إنهم يخططون للعودة إلى سوريا في العام المقبل. وقال 56% فقط إنهم يأملون في العودة إلى سوريا يوماً ما.

يؤكد السوريون أن الحديث الذي تم تداوله بأن الأوضاع في سوريا أصبحت أفضل، وأن كل الوعود والحديث عن الاستقرار في سوريا هو مجرد “دعاية” لم يكن أي منها حقيقياً أو كافياً على الأقل لتلبية طموحاتهم. مثل الطعام، والمياه النظيفة، والخدمات الصحية، والتعليمية لأطفالها الذين رافقوهم في رحلة اللجوء، وأن ما يجدونه في تركيا أفضل بكثير مما يسمعون عنه في سوريا، “فلا أمن ولا كهرباء ولا مياه نظيفة، والعلاج شبه معدوم، مع وجود دعم قليل من منظمات داخل سوريا لتأمين مواد غذائية أساسية”.

كيف يمكن لهؤلاء العودة إلى ريف حلب أو إدلب!. هذه المناطق ليست ديارهم الأصلية، ولا يزال الخوف ينتاب بعضهم من التبعات الأمنية والاعتقال في مناطق إدلب من قبل هيئة تحرير الشام، ناهيك بالقصف الذي لم يتوقف، ولا نغفل الانتهاكات التي تقوم بها الإدارة الذاتية، من تجاوزات وقذائف تطال الآمنين في منازلهم في ريف حلب المحرر والمخيمات، وتشهد المنطقة فلتاناً أمنياً يتمثل بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، فضلاً عن حوادث الاغتيال.

يؤكد السوريون أن استمرار الاستقرار السياسي والعسكري والأمني في مناطق شمال سوريا، وزيادة المناطق التجارية والمحال والبازارات هي من الشروط الأساسية لعودتهم إلى المناطق المحرر بالإضافة إلى “تشييد البنية التحتية والفوقية، وخاصة المشافي والمراكز الصحية ودعم المجال الطبي والتعليمي والبدء بدورات مهنية وقروض صغيرة وورش إنتاج، والتوجه لعمليات تأهيل ودعم نفسي وأنشطة تربوية”.

وتعتبر المناطق التي يتم فيها إنشاء “منازل الطوب” المؤسسة لمشروع “العودة الطوعية” للسوريين في تركيا من المناطق “الخطرة وغير الآمنة”، بحسب ما تقول منظمات حقوقية وإنسانية، ومنها لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سوريا، في تقريرها الـ 24، سبتمبر 2021، إن سوريا “غير صالحة لعودة اللاجئين الآمنة والكريمة”، وإن “تصاعد القتال والعودة إلى العنف” يثيران القلق.

ويرى الناشط الحقوقي طه الغازي أن مناطق ريف حلب وإدلب “غير قادرة على استيعاب رقم المليون”، موضحا أن “المنطقة تعاني من كثافة سكانية”.

يعد حظر الإعادة القسرية أحد أهم مبادئ قانون اللاجئين، والذي وجد مكانه في نطاق كل من اتفاقية جنيف بشأن وضع اللاجئين.

ويتمتع اللاجئون بالحماية في جميع أنحاء العالم بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية. بموجب قانون اللاجئين، “لا يمكن إرسال هؤلاء الأشخاص إلى مكان يتعرضون فيه للتعذيب أو العقوبة أو المعاملة اللاإنسانية أو المهينة، أو حيث تتعرض حياتهم أو حريتهم للتهديد بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى مجموعة اجتماعية معينة أو رأي سياسي”. (اتفاقية جنيف، المادة 33؛ قانون الأجانب والحماية الدولية (YUKK)، المادة 4؛ نظام الحماية المؤقتة، المادة 6).

كما يحظر القانون الدولي إعادة الأشخاص إلى مكان قد يتعرضون فيه لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

ومن أجل بيان رأي السوريين في العودة الطوعية أجرينا الاستبيان التالي على شريحة من السوريين من الفئتين رجال ونساء وحصلنا على نتائج نعرضها لكم من خلال الصور أدناه:

وقد وصلنا إلى نتيجة أن معظم السوريين يرفضون العودة إلى سوريا لعدم توفر الأمن والبيئة الاقتصادية الملائمة للعيش الكريم.

يتطلع السوريون إلى وطن آمن أولاً ويؤمن حياة كريمة ثانياً، كي تكون العودة إلى سوريا متاحة بشكل طوعي.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني