fbpx

العملية التعليمية شمال شرق سوريا إلى أين؟

0 188

مع بدء العملية التعليمية وبدء العام الدراسي الجديد 2020/2021 عادت التحديات والعقبات للواجهة مرة أخرى.

فمع إعلان هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية عن فرض مناهج الإدارة الذاتية على مراحل التعليم كافة التي شملت هذا العام شهادة الثانوية العامة بجميع فروعها، ووضع اليد على المدارس كافة في المناطق التابعة لسيطرتها، وتزامناً مع تأسيس الإدارة الذاتية لمؤسساتها وإداراتها. باشرت بفرض سيطرتها على المدارس الحكومية، وإدخال عدد من الحصص الدراسية لتعليم اللغة الكردية. ثم قامت بإعداد مناهج كاملة للمراحل كافة تدريجياً بدءاً من الصف الأول الابتدائي وصولاً للصف الثالث الثانوي بفروعه كافة، والذي سيباشر به العام الدراسي. كل هذا في ظل رفض النظام لهذه المناهج، والإصرار على عدم الاعتراف بها، وحدوث مواجهات عدة بين الطرفين تم خلالها إغلاق المدارس عدة مرات ليتم فتحها بعد تفاهمات بين الطرفين.

حيث انحصرت مدارس النظام في المربع الأمني وحي الطي في مدينة القامشلي. وقرى ريف تل حميس والقصير وحامو وخربة عمو في ريفها، ومدارس في مركز مدينة الحسكة.. ويتبع الباقي للإدارة الذاتية تتولى إدارتها وتمويلها. وبحسب هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية مع بداية العام الدراسي 2019/2020 تم طباعة ما يقارب مليون وأربعمئة ألف كتاب للمراحل الدراسية الثلاث باللغات الكردية والعربية والسريانية. وإنجاز برامج التدريب الصيفي للمعلمين والمعلمات حول المناهج التعليمية لرفع سوية الكوادر التعليمية وتأهيلها. حيث بلغ عدد المعلمين والمعلمات 29 ألف يتوزعون على المدارس القريبة على كل منهم والبالغ عددها 1652 مدرسة ابتدائية و405 مدرسة إعدادية و86 مدرسة ثانوية و82 مدرسة مختلطة. بالإضافة لـ 230489 طالب وطالبة منهم 20091 للمرحلة الابتدائية و24820 للمرحلة الإعدادية و2768 للمرحلة الثانوية. إضافة لـ 586 مدرس ومدرسة أنهوا اختصاصهم في أكاديميتين للغة العربية والكردية سيتم تعيينهم في مدارس القامشلي والحسكة. ونتيجة لذلك عم الاستياء والاعتراض من قبل الأهالي، الذين لا يجدون مستقبلاً محموداً لهذه المناهج في ظل رفض النظام لها، وعدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عنها وعدم قبول الطلاب الحاصلين عليها في جامعاته ومعاهده. وقد شهدت مدينة الحسكة بتاريخ 17/9/2020 اعتصاما للطلاب والمدرسين أمام مبنى التربية والتعليم بالحسكة. رافضين هذه الخطوة، وسيطرة قسد على العملية التعليمية بالقوة، وللمطالبة بإعادة فتح مدارسهم. كما تعالت النداءات لإيجاد حل لهذه المعضلة التي أودت بمستقبل جيل كامل من أبناء المنطقة نحو المجهول.

(ك.س معلم في الإدارة الذاتية) “التعليم وفق مناهج الإدارة وباللغة الكردية الأم يعزز تعلم اللغة. والمناهج تم إعدادها وفق مراكز أوروبية متخصصة، والادعاء بسوداوية المستقبل لا صحة له. فالطلاب يتفاضلون على الجامعات والمعاهد التي تم إنشاؤها في المنطقة، والخريجون يلتحقون بوظائف في إدارات وهيئات الإدارة الذاتية”

وتابع “لا يمكن العودة للوراء والقبول بمناهج النظام في مناطقنا مرة أخرى”

(ر.م. مدرس لغة إنجليزية) “تعلم اللغة الكردية التي حرمنا منها كان حلماً لنا جميعا لكن الدراسة وفق مناهج غير معترف بها ومعدة وفق معايير غير معتمدة من اليونسكو، ومؤدلجة، وتسيس العملية التعليمية، يحول الطلاب إلى قطيع يهتف للحزب الواحد والفكر الواحد”.

ويقترح من جهته “من الممكن تلافي هذه المشكلة بالعودة لفتح المدارس كما السابق وإدخال عدد من الحصص الدراسية للغة الكردية وتعلمها قواعدياً، والتوصل لتفاهمات مع النظام حول ذلك. وبذلك نضمن تعلم اللغة الأم وتحصيل شهادة معترف بها”

(ح.ق مدرس متقاعد) “مناهج النظام لا تختلف عن مناهج الإدارة الذاتية فكلاهما مؤدلج ومسيس وفق توجهات كل طرف. فهي الأخرى تهتف للقائد الواحد والحزب الواحد وكل مخالف هو خائن للوطن وخاصة بعد التعديلات الأخيرة على مناهج النظام التي تشوبها عيوب وثغرات كثيرة”

كما اشترط (سعود الملا) رئيس المجلس الوطني الكردي من أجل إنجاز الاتفاق الكردي/الكردي، وضع حل لعدة ملفات لا يمكن التغاضي عنها، من ضمنها ملف العملية التعليمية والمناهج.

هذا في ظل الإعلان عن افتتاح المدارس بتاريخ 15/9/2020 من قبل النظام ومطالبة الطلاب بالالتحاق بالدوام، وتخوف الأهالي من إرسال أبنائهم في ظل انتشار فيروس الكورونا، الذي بدأ بحصد الكثير من الأرواح في المنطقة، بالإضافة إلى زيادة عدد المصابين، خاصة مع الازدحام الكبير في الصف الواحد، الذي يتجاوز عدد الطلاب فيه 60 طالباً وطالبة. فكيف يمكن تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية مع هذا الكم الهائل.. ما دفع الكثير من الأهالي لعدم إرسال أبنائهم للمدارس.

وبالنسبة مدارس الإدارة الذاتية، فقد قررت هيئة التربية والتعليم تأجيل البدء بالعام الدراسي الجديد لبداية الشهر العاشر مع قيامها بتعقيم المدارس ومطالبة الطلاب بالالتزام بارتداء الكمامات وإحضار عبوات الماء الخاصة بهم للحد من الإصابة بالفيروس وانتشاره.

وتبقى مشكلة التعليم والعملية التعليمية تتأرجح بين المجهول وتبقى المشكلة الأكبر التي تواجه الأهالي في ظل الظروف الصحية والمعيشية الصعبة. فجيل كامل يتجه نحو الجهل والأمية والتسييس. وتبقى النداءات لإيجاد حل يحقق بناء مجتمع صحي وسليم مستمرة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني