fbpx

العقل المؤدلج والبروباغاندا الشمولية

0 239

من المؤسف لدرجة الإحباط ألا يلاحظ المتحمسون للحرب في أوكرانيا وإنجازاتها الروسية، أنّ أكبر إنجازات الطغمة الإمبريالية المهيمنة على سياسات الولايات المتحدة الخارجية، هي دفع نظام الأولغارشية السياسي الروسي، (الذي صنّعه يلتسن/كلينتون بين 1990-1993 لمنع قيام نظام ديمقراطي روسي، في أعقاب جريمة تفكيك الاتحاد السوفيتي العظيم، وورّثاه لبوتين عام 1999)، خطوات بعيدة على طريق ترسيخ الشمولية، التي شكّل نظامها السياسي الستاليني أقوى أسلحة الولايات المتحدّة لاحتواء الاتحاد السوفياتي، وتشكّل اليوم مقدمة لتفكيك الاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي؛ كما فككت الاتحاد السوفياتي، وبالتالي منع توحّد أوروبا، وتحوّلها إلى عملاق بشري واقتصادي في وجه الأطماع الأمريكية، واستراتيجيات سيطرتها العالمية!.

صحيح أنّ أجهزة الولايات المتحدّة الهائلة تستخدم كلّ أشكال الدعاية لأقناع جمهورها والرأي العام بأكاذيب تتناقض مع حقائق الواقع، ولتغييب أهدافها الحقيقية من حروبها الإمبريالية ووسائلها القذرة لتنفيذها، (لقد غطّت دعاية الانسحاب التكتيكي من العراق في نهاية 2011 على دور الولايات المتحدة الرئيسي، بالتنسيق مع العميل الإيراني نور المالكي لإطلاق الوحش الداعشي إلى سوريا)، لكن تبقى البروباغاندا هي أخطر أسلحة الأنظمة الشمولية، ليس لمواجهة الأعداء المفترضين، بل لتحويل الشعوب إلى أكباش فداء رخيصة لسياسات وحروب تتناقض مع مصالحهم، وتطلّعاتهم لتوفير ظروف حياة آمنة، مزدهرة، مستقرّة!.

مَن يصدّق اليوم ترّهات البروباغندا الروسية حول إنجازات الحرب، والمستقبل المشرق الذي ينتظر الشعب الروسي الذي يُستخدم أبنائه كوقود لحرب ظالمة على شعب صديق، مسالم، ما عليه سوى تذكّر ما روّج له الدكتور فوزي الشعيبي عن وجود ثروات طائلة، نفطية وغازية، تنتظر أبناء الساحل السوري، فقط عندما تنتهي الحرب، وتتفرّغ القيادة المنتصرة لرد جميل شعبها!.

مشكلات العقل المؤدلج عديدة، لكنّ أكثر تعبيراتها انفصالاً عن الواقع هو عجزه عن تعلّم الدروس، ومراكمة الخبرات

فبعد كلّ ما حصل من كوارث منذ عام 1990، على الصعيد السوفياتي، والسوري، مازال بعضهم يلهث وراء أوهام، ويصدّق أكاذيب مُضللة!.

فهنيئاً للاتحاد الروسي بستالينه الجديد، وطوبى للراقصين على ألحان الديكتاتوريات الجنائزية!.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني