العشائر السورية ترفض قيام مجلس انتقالي عسكري
أكد مجلس العشائر والقبائل السورية في مؤتمره الثاني الذي عقد في 21 كانون الأول 2020 العام الماضي على دعم مطالب الشعب السوري والالتزام بثوابت ثورته، وعلى ضرورة توحيد الجهود لتحقيق تطلعات الشعب وأهدافه في الوصول إلى سوريا محررة من الاستبداد والاضطهاد.
كما رفض في بيانه الختامي أي محاولة لحرف الثورة عن مسارها، أو أي تأويل خاطئ للقرارات الدولية لصالح النظام وحلفائه، كما شدد على ضرورة التزام الأمم المتحدة ومبعوثها إلى سوريا غير بيدرسون بنصوص القرارات الدولية دون تحريف، مع الرفض التام للتعاون مع نظام الأسد وتقديمه للمحاكم الدولية”.
وأردف أن الشعب السوري لن يقبل بأية عملية سياسية، ما لم تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية، مضيفاً أن الحضور أعربوا عن رفضهم لكل أشكال الإرهاب، وما تحمله قوات سوريا الديمقراطية، وأذرعها من أجندات انفصالية.
واتفق الحضور حسب البيان على دعم الجيش الوطني السوري، كما دعوا شيوخ العشائر في سوريا إلى إدانة أي توجهات تتعارض مع مبادئ الشعب وثوابت الثورة.
وقد طالب الصحفي مضر الأسعد الناطق باسم المجلس بإيجاد الحل المناسب إزاء ما يعانيه الأهالي في محافظة إدلب، كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكافي لقاطني المخيمات شمالي سوريا، ومخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، ومخيم الهول بريف الحسكة.
وقد تردد في الآونة الأخيرة العديد من البيانات الصادرة عن بعض العشائر السورية تطالب بتشكيل مجلس عسكري انتقالي، وحسب تصريح للناطق الرسمي باسم مجلس القبائل والعشائر السورية الإعلامي مضر الحماد فإن مجلس العشائر والقبائل السورية أصدر بياناً نشره على صفحة المجلس الرسمية نفى به ما تردد ذكره سابقاً.
وقد أكد مجلس القبائل والعشائر السورية التزامه الكامل بتطلعات الشعب السوري، وثوابت الثورة ودعم مؤسساتها التي اتخذت من هذه الثوابت نهجاً لها.
بيان صحفي:
إننا في “مجلس القبائل والعشائر السورية” إذ ندعم بالمطلق مؤسسة الجيش الوطني السوري ونقف بحزم بوجه أية محاولات تمس بهذه المؤسسة الثورية، ونعلن رفضنا الكامل لها.
وكما التزم المجلس بهذه الثوابت، فإنه يؤكد التزامه أيضاً بالحل السياسي كخيار استراتيجي، ويؤكد تبنيه للقرارات الدولية 2118 و2254 والقرارات ذات الشأن وصولاً إلى حلٍ يلبي تطلعات الشعب السوري بالتغيير السياسي ورفع المعاناة عنه وليس بإطالة أمد محنته بالانشغال بتشكيل كيانات ومجالس.
لقد انتشر في الآونة الأخيرة العديد من البيانات الصادرة عن بعض العشائر السورية تطالب بتشكيل مجلس عسكري انتقالي، وفيما يخص هذه البيانات والموقف الرسمي للقبائل والعشائر السورية من الأحداث كافة في سوريا، فإنه يصدر بشكل رسمي عبر المعرفات الرسمية ولا علاقة لمؤسسة المجلس ومكوناتها بالبيانات التي تصدر عن شخصيات مجهولة تستغل اسم المكونات العشائرية لدعم مواقف لا تلبي تطلعات الشعب السوري.
مجلس القبائل والعشائر السورية 29/1/2021
وقال الأمين العام لـ “مجلس القبائل والعشائر السورية” الشيخ سالم عبد العزيز المسلط، إن المجلس تأسس ليكون نواة لوحدة أبناء العشائر وتوحيد كلمتهم وتسخير جهودهم لخدمة الشعب السوري بحاضرته وباديته وبكل مكوناته، دون تمييز بين دين أو طائفة أو قومية، ودون تحزب لعشيرة أو عشائرية، بل إطار وطني ينصهرٌ في إطار وطني أكبر هو الوطن والشعب.
وأضاف “الأمين العام”، لقد خطا المجلس خطوات، ربما لم تكن كبيرة بما يكفي، لكن نعد شعبنا أن تكون كبيرة لخدمته ودعم ثورته والالتزام بثوابته، بأجندة وطنية لا تحمل في طياتها إلا كرامة الشعب والسعي لنيل حريته وصون وطن موحد لا تجزئة لترابه، وطن يحفظ حقوق الجميع نابذاً كل أشكال الإرهاب والأحقاد.
وتابع “الأمين العام”، إن عقداً من الزمن مضى على اندلاع الثورة السورية، التي مرت بقساوة على الشعب السوري الذي مازال منه النازح والمهجر ومنه القابع تحت سيف جلاده لاحول له ولا قوة، يُنحر كل يوم على مذبح الإرهاب والاستبداد والحقد على يد حاقد قم وجلاد دمشق وإرهابي قنديل، لا يحملون إلا أجندة واحدة، تدمير وطن وقتل شعب، لا تميز أدواتهم بين دين أو عرق أو قومية فكل السوريين أهداف لأولئك المرتزقة.
ونذكر أن تشكيل مجلس القبائل والعشائر السورية كان في ديسمبر/كانون الأول 2018، حيث اجتمع أكثر من 150 من شيوخ القبائل العربية والتركمانية والكردية والآشورية في سوريا، ليتحدوا تحت سقف واحد لمواجهة المشروع الانفصالي لتنظيم “YPG/PKK” الإرهابي.
واختيرت 400 شخصية لعضوية اللجنة التأسيسية في الاجتماع التأسيسي الذي حضره ما يقرب من 1000 شخص، وانتخب وقتها الشيخ رامي الدوش، المنحدر من عشيرة العقيدات رئيساً لمجلس العشائر والقبائل السورية، تحت مظلة جامعة تدعو إلى الوحدة والتضامن بين أبناء الشعب السوري، ومكافحة تنظيم “YPG” الإرهابي، ودعم العمليات التركية ضد الإرهاب شرقي نهر الفرات من أجل مستقبل سوريا.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”
تم استبدال الصورة