fbpx

العبدة في كلمة له أمام ملتقى القبائل والعشائر السورية:

0 370

نُصرُّ على حلٍ سياسي وفق 2254.. وفتح ملف المعتقلين لدى النظام

انعقد في منطقة العدوانية بريف مدينة رأس العين المحررة ملتقىً للقبائل والعشائر السورية، وقد حضرت وفود تمثّل أكثر من 150 قبيلة وعشيرة هذا الملتقى، وألقيت كلمات لممثلي هذه العشائر، أجمعت كلها على اعتبار القبائل والعشائر السورية جزءاً من النسيج الوطني السوري، وجزءٌ من قوى الثورة.
وقد ألقى السيد أنس العبدة رئيس هيئة التفاوض السورية كلمة، عبّر فيها عن تلاحم مؤسسات الثورة والمعارضة مع حاضنتها الشعبية، وفي المقدمة جماهير العشائر السورية الثائرة على نظام الاستبداد الأسدي.
نينار برس تنشر نصّ كلمة أنس العبدة نظراً لأهميتها.

أيها الأخوة أعضاء ملتقى القبائل والعشائر السورية
تحية الثورة والوطن

ينعقد مؤتمركم الكريم هذا بعيد الذكرى العاشرة للثورة السورية العظيمة، وفي وقت وصلت فيه القضية الوطنية السورية إلى منعطفات خطيرة، تهدّد وحدة أراضي سوريا ومستقبلها، نتيجة وجود قوى أجنبية استقدمها النظام دفاعاً عن وجوده الاستبدادي، واعتقاداً منه، بأن هذه القوى الأجنبية قادرة أن تحميه من غضب وإرادة الشعب السوري، الذي تعرّض لكل أشكال وألوان التعذيب، والقتل، والتهجير القسري، ونهب الثروات، على يد هذا النظام الإجرامي وعصاباته وشبّيحته. ولكن هيهات هيهات.. هيهات من الشعب السوري الذلّة
كلنا يدرك أهمية الدور الذي لعبته قبائل وعشائر سوريا عبر التاريخ الحديث، وظهر هذا الدور المشرّف في عهد ثورتنا السورية المباركة، حيث ضحّت في كل مناطق سوريا، وقدّمت قوافل الشهداء من أجل الخلاص من نظام الاستبداد والقهر. ولا عودة للوراء
لذا نقول بكل وضوح.. لا حل سياسي في سوريا دون انتقال سياسي.. ولا انتقال سياسي ببقاء مجرم الحرب بشار الأسد في دمشق.
حل سياسي عادل مرتبط بالتطبيق الكامل لبنود القرار 2254، ملف المعتقلين كأولوية ودين في رقابنا، المساءلة والمحاسبة، وفتح المسارات كافة. لم ندّخر جهداً في الوصول بالعملية السياسية لمبتغاها الأساسي وهو الانتقال السياسي، ولكن النظام عطّل الحل وأراد أن يجعل الحل على مقاسه، ونحن أردنا أن يكون الحل على مقاس الشعب السوري.
أيها الإخوة:
يدرك السوريون أهمية دور القبائل والعشائر في مجتمعهم الكبير، ويدركون أن الوعي الوطني السوري لدى القبائل والعشائر السورية، يأتي من العلاقة المصيرية بينها وبين الأرض التي تقيم عليها.
لهذا فإن قبائلنا وعشائرنا، ذات نسيج اجتماعي يعبّر عن جزء واسع من مجتمع سوريا، وبهذا المعنى، أنتم تجسّدون معنى الوطنية، من خلال دوركم الوطني، في مقاومة نظام الاستبداد وإسقاطه، وبناء مجتمع العدالة والديمقراطية في البلاد.
لقد استهدف النظام الاستبدادي مكانة القبائل والعشائر السياسية والاجتماعية، من خلال خلق التناحرات والتنافس على المصالح الاقتصادية والسياسية بين أبنائها، ليسهل عليه منعها من لعب دورها الوطني، مثلما لعبته في عهود تاريخية سابقة. لقد سعى النظام الأسدي الاستبدادي إلى تحطيم الدور الاجتماعي والسياسي لقبائلنا وعشائرنا، ومنعها من التعبير عن خصائصها، وحاول إنهاء قيادتها الاجتماعية، وعمل على صهرها ضمن إطار التبعية الأمنية لنظامه الاستبدادي.
أيها الإخوة أعضاء مجلس القبائل والعشائر، لقد أظهرت قبائلكم وعشائركم وعياً وطنياً حقيقياً، هذا الوعي ارتكز على حرصكم على وحدة التراب الوطني السوري، وعلى مشاركتكم الفعّالة في الثورة السورية العظيمة، إذ لم تبخلوا بالدم والمال من أجل دحر الاستبداد الفظيع، ومن أجل سوريا حرة ديمقراطية لكل أبنائها.
إن دوركم الوطني تدركه قوى الثورة والمعارضة، وأنتم جزء حيوي من هذه القوى، ولكم تمثيلكم في مؤسسات الثورة والمعارضة، ويلعب مجلسكم دوراً رائداً في التفاف الحاضنة الشعبية والثورية حول مؤسسات الثورة، لإنجاز دورها في تحقيق الانتقال السياسي في البلاد، عبر الإصرار على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، المتمثلة ببيان جنيف1 والقرار 2254.
نحيّي مؤتمركم هذا، ونتمنى لكم النجاح في إنجاز ما عقدتم عليه العزم، ونؤكد على أهمية دور القبائل والعشائر السورية، في إنجاز عملية دحر الاستبداد، والظفر بدولة مدنية ديمقراطية تعددية، تعمّم الخير لكل السوريين دون تمييز.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني