الشيخ سالم المسلط رفض اللقاء بها.. الـ PYD وأبواب الائتلاف المغلقة
نداء بوست 2022/5/9
نقل موقع “أرك نيوز” الكردي خبراً مفاده: أن رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة الشيخ سالم المسلط رفض اللقاء مع مسؤولين من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (PYD) في واشنطن.
اللقاء حاولت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية عقده بين الطرفين، لكن رئيس الائتلاف رفض اللقاء مع هذه المجموعة.
إن قرار الرفض الذي اعتمده الشيخ سالم المسلط، لم يأتِ خارج الثوابت السياسية لمؤسسة الثورة، فالائتلاف رفض أي تعاون مع حزب الـ PYD باعتباره يلعب دور الذراع السورية لحزب أجنبي مصنف إرهابياً هو حزب الـ PKK، إضافة إلى حمله مشروعاً انفصالياً يبدأ بفرض الاعتراف بما يسمى “الإدارة الذاتية في منطقة شمال شرق سورية، (منطقة الجزيرة والفرات)، مما يهدد وحدة أراضي البلاد خدمة لمشروع عابر للوطنية السورية.
إن حزب الـ PYD لم يفكّر البتة أن يكون حزباً وطنياً سوريّاً حقيقياً، وهذا يمكن اكتشافه من رفض هذا الحزب الانضمام لقوى الثورة والمعارضة، ومحاولته تمييز برنامجه السياسي بعيداً عن أهداف الثورة السورية، محاولاً الاستفادة من الخلل السياسي والعسكري والأمني، الذي حدث نتيجة سياسة النظام الأسدي المعادية للثورة السورية.
هذه الرؤية والممارسة خدمت مشروعاً معادياً للوطنية السورية، هو مشروع حزب العمال الكردستاني التركي الأصل، والمعادي للدولة التركية من جهة والمهدد لوحدة الأراضي السورية ووحدة مكوناتها الوطنية في إطار دولة مدنية ديمقراطية تعددية.
إن دعوة اللجنة الأمريكية للحريات الدينية (USCIRF) لعقد لقاء بين رئيس الائتلاف الشيخ سالم المسلط وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الانفصالي، لم تراعِ هذه الحقائق، بل هي أغمضت عينيها عن حقائق المشروع السياسي لهذا الحزب الانفصالي، الذي بدأ بفرض رؤيته في منطقة الجزيرة السورية من خلال سياسته القمعية بحق أحزاب المجلس الوطني الكردي من جهة، وقيامه بخطوات مشبوهة تتعلق بالتغيير الديمغرافي ضد المكونات السورية غير الكردية في مناطق شمال شرق سورية.
إن قيام حزب الـ PYD بمشروع التعداد السكاني والإحصائي من طرف واحد، هو مشروع انفصالي غايته تزوير حقائق سكانية قائمة على أرض مناطق الجزيرة السورية لمصلحة المشروع العابر للوطنية (الإدارة الذاتية) التي يريد هذا الحزب أن تكون مقدمة لخلق كيان كردي خاص على حساب الجغرافيا السورية.
إن رفض الشيخ سالم المسلط للقاء مسؤولين من هذا الحزب الانفصالي هو رسالة واضحة الرؤية والموقف، فهي دعوة صريحة للأمريكيين لإعادة إنتاج موقفهم السياسي بما يخدم شعوب المنطقة وبلدانها، وليس من أجل تعميق الانقسامات وتحريض القوى الانفصالية على تهديد أمن المنطقة وتحديداً ما يتعلق منها بتهديد أمنَيْ سورية وتركيا الدولتين الجارتين المرتبطتين بعلاقات الأخوة والتاريخ. ولهذا فالأمريكيون معنيون بالضغط على حزب الـ PYD من أجل وقف سياسته الانفصالية المهدِّدة لأمن المنطقة وشعوبها.
كذلك على حزب الاتحاد الديمقراطي بيان نواياه الحسنة حيال الشعب السوري وقوى الثورة فيه، وهذا يسبق أي حديث وحوار مع هذا الحزب، وأن حسن النوايا الذي يريده الائتلاف وهو التمثيل الشرعي للثورة السورية من حزب الاتحاد الديمقراطي هو فك ارتباطه بحزب العمال الكردستاني فعلياً وبخطوات ملموسة، وكذلك الإعلان رسمياً عن تبني برنامج قوى الثورة والمعارضة حيال الانتقال السياسي وبناء الدولة السورية الجديدة على قاعدة دستور وطني واضح يمنح كل المكونات حقوقها ضمن سقفه الوطني.
إن ما يفعله حزب الـ PYD مما يطلق عليه إحصاء سكاني وإحصاء أملاك وبشكل منفرد إنما ينسف أي إمكانية للتعاون معه وطنياً، باعتبار أن مثل هذه الإجراءات لا تعبّر عن وطنية حقيقية، بقدر تعبيرها عن مشروع يعمل عليه هذا الحزب خدمة لأهداف لا تمثّل مصالح الشعب السوري ومكوناته الوطنية.
إن موقف رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة الشيخ سالم المسلط هو موقف كل قوى الثورة وحاضنتها الشعبية، وبالتالي يجب الالتفاف حول هذا الموقف وتأييده ودعمه لتقويته وجعله جدار صدٍّ أمام محاولات تسويق ما يُسمى الـ PYD وذراعه العسكري (قوات سورية الديمقراطية) وكذلك ما يسمى إدارة الأمر الواقع (الإدارة الذاتية).
إن تعميق موقف الائتلاف في هذا الباب يحتاج لاستمرار حملات إعلامية وسياسية وجماهيرية ثورية، تقوم بها قوى الثورة السورية ومؤسساتها المختلفة، والتي ترفض بقاء التهديد السياسي والوطني الذي يقوم عليه برنامج عابر للوطنية هو برنامج PKK/PYD المهدِّد للأمن والسلام في سورية وجوارها.