fbpx

السلام في سوريا يحتاج إلى القصاص من كلّ من قتل وهدم وشرّد

0 270

المهندس كاسر العثمان لنينار برس:

السلام في سوريا يحتاج إلى القصاص من كلّ من قتل وهدم وشرّد

هناك دائماً أصوات وطنية يخفت نبرها السلمي أمام قعقعة السلاح، هذه الأصوات كانت تريد للعقل والمنطق أن يسودا بدلاً من لغة المواجهة والعنف. لكنّ الغلبة كانت لمن حمل السلاح، ولم يلتفت إلى منطق العقل والحوار والتفاهم.

صحيفة نينار برس، ومن هذه الرؤية، طرحت أسئلتها على مدير المدينة الصناعية بدير الزور سابقاً المهندس كاسر العثمان، الذي لم يبخل بإضاءته والاستفاضة المفيدة بإجابته عن أسئلتنا.

السلام قريبٌ ومكلفٌ

يعتقد المهندس كاسر العثمان المختص بتخطيط المدن “أن سوريا قريبة من الخروج من عنق زجاجة الثورة” وهو يرى “أن الدمار لم يقتصر على الناحية المادية والعمرانية والبنى التحتية، بل طال المجتمع”

ويوضح المهندس كاسر العثمان والذي يشغل مركز خبير واستشاري تنمية عمرانية وتطوير في الدانمارك حالياً: “أن السلام ممكن ولكن بعد هذه الولادة العسيرة، والتي كان ثمنها باهظاً جداً”. وهو يؤكد أن هذا السلام سيقوم في جزء منه على مبدأ القصاص من كل من قتل وهدم وشرّد وأباد. وهذه تساعد على عودة وحدة المكونات السورية حيث تكون سوريا موحدة ومتكاملة، لا تخضع لهيمنة أو سيطرة.

لكن المهندس العثمان والذي كان يشغل عضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دير الزور يعتبر أن أول الخطوات هي بناء الحكم الديمقراطي، وتولي الكفاءات مواقعها الصحيحة.

إعمار الإنسان والبنى التحتية متلازمان

وحول سؤالنا عن رؤيته لإعادة الإعمار في سوريا، يقول المهندس المعماري كاسر العثمان المختص بتخطيط المدن: “إعادة الإعمار قضية شائكة ومعقدة، ولكنها ممكنة، إذا ما توحدت الصفوف، وحظيت البلد بقيادة واعية ومخلصة تضع المواطن في أول أولوياتها، وتضع خطط طوارئ وإنعاش لضخ الحياة من جديد”.

ويرى العثمان “أن الإعمار للبشر قبل الحجر” وهذا باعتقاده تنمية اجتماعية مع تنمية عمرانية، وهو أمر يحتاج إلى زمن طويل.

لكن العثمان والذي شغل منصب مدير عام للمدينة الصناعية في دير الزور، يحلم بسوريا جديدة، لا إقصاء فيها لأحد، وعمرانها يتمّ على أسس علمية وعملية، ضمن إمكانات البلاد.

ويضيف العثمان: “الأهم برأيي هو زرع الثقة بالنفوس، ونزع الخوف وتناسي ما حلّ بالبلد من خراب، لنصل إلى مجتمع جديد، قوامه العلم والمعرفة، وثقافة الحب واحترام العقول.

ثقافة التسامح مع العدالة مطلبنا

وسألنا المهندس كاسر العثمان عن أهمية استقلال النقابات وهيئات المجتمع المدني في سوريا الجديدة، فأجاب: “مجتمع العدالة والديمقراطية يتكون من حكومة منتخبة، بتنوع وتوازن لأحزابها، ونحن نراهن على ذهنية الشعب السوري ومخزونه التاريخي، وثقافته، والاستفادة من تغريبة السنوات العشر”.

ويعتقد العثمان أن المجتمع يجب أن يكون متسامحاً باستثناء من خرّب الوطن وقتل أبناءه الأبرياء، وأن هذا التسامح له أشكال ومحددات كما يقول العثمان المدير السابق للمدينة الصناعية بدير الزور. ولكن الدور المجتمعي قوامه المنظمات والجمعيات والروابط والمؤسسات غير الحكومية، وهذا يتطلب توظيف الخبرات والاستفادة من الإمكانيات الوطنية، وعودة المهاجرين.

جسر دير الزور المعلّق

وسألنا المهندس كاسر العثمان المختص بتخطيط المدن: هل لدى الكادر الهندسي السوري قدرات على إعادة بناء الجسر المعلق؟ فأجاب: الجسر المعلق أيقونة حب تجمع أبناء الفرات، وهو شعار ارتبط بذاكرة مدينتهم، وبغض النظر عن اليد المجرمة التي طالت وعبرت عن حقدها على هذا الموروث، أعتبر أن إعادة بنائه ممكنة طبعاً وبكفاءات وطنية، والاستفادة مما تقدمه شركات الدول الصديقة.

ويرى المهندس كاسر العثمان: أن عملية إعادة البناء تخضع لعوامل أهمها الخطط والتمويل.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني