“الرئيس الأمريكي”: لن ننسحب ونترك فراغا تملؤه روسيا أو الصين أو إيران
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة لن تبتعد عن الشرق الأوسط فيما تحاول واشنطن تعزيز تدفق النفط في جميع أنحاء العالم من أجل خفض أسعار الغاز المرتفعة.
ومن تصريحات بايدن التي أدلى بها في مجلس التعاون الخليجي وأمام قادة عدة بلاد عربية: “لن ننسحب ونترك فراغا تملأه الصين أو روسيا أو إيران. سوف نسعى للبناء على هذه اللحظة بقيادة أمريكية فاعلة وذات مبادئ”.
على الرغم من أن القوات الأمريكية تواصل استهداف الإرهابيين في المنطقة ولا تزال منتشرة في قواعد بجميع أنحاء الشرق الأوسط، أشار بايدن إلى أنه كان يطوي الصفحة بعد غزو البلاد للعراق وأفغانستان.
قال “أنا فخور اليوم بقدرتي على القول إن عصور الحروب البرية في المنطقة، الحروب التي شاركت فيها أعداد كبيرة من القوات الأمريكية، ليست جارية”.
كما ضغط بايدن على نظرائه، وكثير منهم يقود حكومات قمعية، لضمان حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة، والسماح لمواطنيهم بالتحدث بصراحة.
وقال إن “المستقبل ستفوز به الدول التي تطلق العنان للإمكانات الكاملة لشعوبها”، بما في ذلك السماح للمواطنين “باستجواب وانتقاد القادة دون خوف من الانتقام”.
قبل الخطاب، أمضى بايدن الفترة الصباحية في الاجتماع بشكل فردي مع قادة العراق ومصر والإمارات العربية المتحدة، وبعضهم لم يجلس معهم من قبل.
دعا بايدن محمد بن زايد آل نهيان، الذي أصبح رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة قبل شهرين، لزيارة البيت الأبيض هذا العام، قائلا إنه يتطلع إلى “فترة أخرى من التعاون القوي والمتنامي” بين بلديهما تحت قيادة الشيخ محمد.
تعد قمة مجلس التعاون الخليجي في مدينة جدة السعودية فرصة لبايدن لإظهار التزامه بالمنطقة بعد قضاء معظم فترة رئاسته في التركيز على غزو روسيا لأوكرانيا ونفوذ الصين المتزايد في آسيا.
جاء حضور بايدن في قمة مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعه يوم الجمعة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة.
كان الرئيس قد تجنب الأمير محمد في البداية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما مقتل الكاتب المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي، والذي يعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أنه من المرجح أن يكون قد وافق عليه ولي العهد.
لكن بايدن قرر أنه بحاجة إلى إصلاح العلاقة طويلة الأمد بين البلدين لمعالجة ارتفاع أسعار الوقود وتعزيز الاستقرار في المنطقة المضطربة.
استقبل بايدن والأمير محمد بعضهما البعض بقبضة اليد عندما وصل الرئيس إلى القصر الملكي في جدة، وهي لفتة تعرضت لانتقادات سريعة. قال بايدن في وقت لاحق إنه لم يتردد في مناقشة مقتل خاشقجيخلال اجتماعهما.
خلق الموضوع بداية “فاترة” للمناقشة، وفقًا لمسؤول أمريكي مطلع على المحادثات الخاصة.
مع ذلك، فقد أصبح الجو أكثر استرخاءً في نهاية المطاف، كما قال المسؤول، حيث تحدثوا عن أمن الطاقة، وتوسيع الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة في الشرق الأوسط وقضايا أخرى.
حتى أن بايدن حاول إدخال بعض الفكاهة في المحادثة بنهاية الاجتماع، وفقًا للمسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة اجتماع خاص.
ذكرت شبكة العربية الإخبارية المملوكة للسعودية، نقلاً عن مصدر سعودي لم تسمه، أن الأمير محمد رد على ذكر بايدن لخاشقجي بالقول إن محاولات فرض مجموعة من القيم يمكن أن تأتي بنتائج عكسية.
وقال أيضا إن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء في سجن أبو غريب في العراق، حيث تم تعذيب المعتقلين، وضغط على بايدن بشأن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقله خلال غارة إسرائيلية مؤخرا على مدينة جنين بالضفة الغربية.