fbpx

الدكتور كمال خوجا أوغلو: “العلاقات القطرية التركية في عصرها الذهبي”

0 300

في ضيافة منزل المترجم والمؤرخ والدكتور التركي كمال خوجا أوغلو في منطقة نورتيبي في مدينة اسطنبول التركية

كمال خوجا

أكد الدكتور التركي كمال خوجا أوغلو أثناء استضافتنا في منزله بمنطقة نورتيبي في مدينة اسطنبول التركية أن العلاقات التركية القطرية في عصرها الذهبي، وهي وطيدة ضاربة في عمق التاريخ، يظهر ذلك جلياً من خلال الوثائق الأرشيفية، بما في ذلك الخطابات والمراسلات بين الدولتين التي ترجمها من اللغة العثمانية إلى اللغة العربية، مؤكداً أن تلك العلاقات المتينة العميقة مستمرة على مختلف المستويات والأصعدة”. 

وأضاف الخبير في الأرشيف العثماني والمؤرخ الذي ترجم أكثر من 50 ألف وثيقة عثمانية تاريخية إلى اللغتين التركية والعربية.. الدكتور التركي كمال خوجا أوغلو “إن تركيا وقفت مع دولة قطر، الأمر الذي وطد العلاقات بينهما.. لتستثمر قطر أموالها في تركيا وتساندها سياسياً، وإن التقارب والتعاون بين البلدين لم يقتصر على الجوانب الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والدفاعية، بل إنه يظهر جلياً في الشارعين القطري والتركي وتبادل المشاعر الأخوية بين الشعبين”.

مؤكداً أن العلاقات التركية القطرية لها جذورها التاريخية، فعندما أصبحت قطر كياناً سياسياً واضح المعالم منتصف القرن 19، ارتبطت بعلاقات جيدة مع العثمانيين، وهذا ما كشفه الأرشيف العثماني حول العلاقات العثمانية القطرية، مؤكداً أن علاقات الدولة العثمانية مع الكيان القطري عميقة وقوية جداً حيث تم عقد معاهدات واتفاقيات عدة وقعت آنذاك كما أظهرت قطر ولاءها للدولة العثمانية، وإن مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم محمد بن ثاني رحمه المولى كان يؤمن بوحدة المسلمين، ويتمسك بمظلة الخلافة الإسلامية العثمانية وكان مصراً في الوقت ذاته على استقلال قراره السياسي، بينما كان بعض الولاة في الدولة العثمانية يميلون إلى الدمج الكامل لقطر في البنية الإدارية للدولة العثمانية، وهنا وقع سوء تفاهم بسبب الوالي العثماني في البصرة (حافظ باشا) الذي عزله السلطان العثماني فوراً بعد الحادثة التي سببها ضد أبناء قطر، وعادت بعدها العلاقات الطيبة من جديد بين الطرفين. 

 وأشار الدكتور كمال خوجا أوغلو إلى أن العلاقات الحديثة للجمهورية التركية والدولة القطرية تعيش عصرها الذهبي وأن ما تعكسه أوجه الصداقة والتعاون والاضطلاع بالمسؤولية يسطر بأحرف من ذهب في سجل تاريخ العلاقات التركية القطرية، مؤكداً أنها مستمرة ولها مستقبل مشرق في العلاقات الاستراتيجية وأن علاقتهما نموذج ناجح وراق للعلاقات الثنائية على المستوى الإقليمي ويصلح أن يحتذي به، وأنها فرصة لإحياء الأرحام الدينية والتاريخية والثقافية والإنسانية بين هذه الشعوب، مضيفاً أن قطر ضخت استثمارات مهمة في تركيا، معتبرا أن تلك الاستثمارات تعد انعكاساً وامتداداً طبيعياً للعلاقات المميزة بين الجانبين، وأن هناك العديد من القطاعات الواعدة المشتركة مع تركيا مثل الصناعة والصحة والتعليم، على غرار العقارات والإنشاءات، والسياحة، والأغذية والزراعة والبنوك معتبراً أن التميز الذي تشهده العلاقات السياسية بين الجانبين وحجم الاستثمارات الكبير في تركيا استثنائي ومميز للغاية حيث تُقدر قيمة الاستثمارات القطرية في تركيا بنحو 22 مليار دولار.

مضيفاً في ختام حديثه “إن دولة قطر لها سياستها المستقلة، كما نستطيع القول إن دولة قطر تتميز بسياسة توازن تقدر الدول التي حولها ولا تريد خلق أي نوع من المشاكل وهي دولة ذات قرارات ذاتية لا ترضخ ولا تحب أن تكون تابعة لأية جهة كانت، وإن تركيا وطدت علاقتها بقطر وهما متفقتان في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث يعتبر البلدان شريكان استراتيجيان يتعاونان في العديد من القضايا على عدة مستويات سواء كانت ثنائية أو إقليمية أو حتى دولية، وإن الشعبين التركي والقطري بقيادتهما الرشيدة يتقدمان معاً يداً بيد ويبذلان جهوداً مشتركة في كتابة فصول أخوية في ظل التحديات القائمة في المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار”. 

المؤرخ كمال أحمد خوجا أوغلو:

– من مواليد سوريا عام 1943

– أكمل تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في المدارس السورية؛ ليتخرج من كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1975.

– عمل مترجماً وكاتباً في العديد من الصحف والمجلات التركية؛ ومترجماً في اللجنة العقارية التركية – السورية من الجانب التركي.

– عمل مذيعاً في إذاعة جدة لمدة ستة عشر عاماً ورئيساً للقسم التركي فيها؛ وأسس القسم العربي في وكالتي إخلاص وجهان للأنباء التركيتين.

– اختص بترجمة الوثائق العثمانية القديمة والحديثة إلى اللغتين التركية والعربية، وبلغ عدد الوثائق التي ترجمها أكثر من خمسين ألف وثيقة تاريخية. 

– ترجم العديد من الكتب العثمانية إلى اللغتين التركية والعربية من أهمها:

– العالم الإسلامي (للعالم والرحالة التتاري عبد الرشيد إبراهيم) في مجلدين

– بلاد الحرمين في الوثائق العثمانية، في مجلدين

– فلسطين في الوثائق العثمانية

– مذكرات تحسين باشا

– مذكرات السلطان عبد الحميد السياسية

– الكويت في الوثائق العثمانية

– مدحت باشا من خلال الوثائق العثمانية

– وثائق الأشراف في الأرشيف العثماني

– مسائل مهمة

– من أجل الوطن (للأستاذ مصطفى ساطع الحصري)

– يهود الدونمة (للكاتب التركي أرطغرل دوزداغ)

– أسرار الانقلاب العثماني (لمصطفى طوران)

– مملكة النحل (للأديب التركي علي نار) وهذه الترجمة حازت على الجائزة الأولى في مسابقة (الأدب الإسلامي العالمية)

– مذكرات أمير عثماني 

– ترجمة تاريخ أحمد جودت باشا (في اثني عشر مجلداً)

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني