fbpx

الدكتور جودت عبود في حديث لـ “نينار برس”: نعمل على منع التطبيع مع نظام الأسد من خلال الكونغرس

0 280

الحديث حول دور السوريين الأمريكيين في القضية السورية، يحتاج إلى إضاءة شديدة، فهذا الدور، يمكنه أن يكون دور داعم كبير للشعب السوري في كفاحه ضد نظام الاستبداد في بلاده،

ولمعرفة ما تفعله منظمة “مواطنون من أجل أمريكا آمنة”، التي تعمل على حشد الرأي الأمريكي الرسمي من أجل تنفيذ القرار 2254، القاضي بانتقال سياسي في البلاد، وضعنا أسئلتنا أمام الدكتور جودت عبود المنحدر من أسرة مكافحة بدير الزور، فكان هذا الحوار.

أربع سنوات في سجون الأسد

يقول الدكتور جودت عبود السوري الأمريكي، وعضو منظمة “مواطنون من أجل أمريكا آمنة” حول تجربته مع الاعتقال في سجون الأسد: “خدمت في سجون النظام لمدة أربع سنوات ظلماً وعدواناً، طبعا، كما سُجن عددٌ من أفراد عائلتي، أخي الذي دعا الى الإضراب في عام 1980 في المنطقة الصناعية بدير الزور، حيث سُجن منذ ذلك الحين، ولم نعرف عنه شيئا وغالبا أنه قُتل أو اُستشهد في مجزرة تدمر”.

ويضيف عبود: “أهلي كلهم من الصامدين في دير الزور أو سوريا، لم يخرج أحدٌ منهم من البلاد، كل أخوتي ظلّوا في مدينتهم، حتى أثناء الحصار من قبل داعش، أخي الكبير قُتل بقذيفة من قذائف داعش أثناء الحصار”.

أما بنسبة لقانون قيصر “يتابع الدكتور جودت عبود كلامه، “ربما القانون الوحيد الذي تم تحقيقه أو سنّه في الولايات المتحدة بما يخص سوريا، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في العالم كله”. أود توضيح بعض النقاط فيما يتعلق بقانون قيصر، إن القانون لا يمنع النظام من استيراد أو شراء أو إدخال الغذاء أو الدواء بل يمنع ويعاقب إي شخص أو جهة أو دولة من مساعدة نظام الأسد في قتل وتعذيب وإرهاب وقمع واعتقال السوريين.

ويوضح د. عبود: “فيما يخص سوريا، ومعاقبة نظام الأسد أو كل من يدعمه لقتل السوريين هو قانون قيصر، أو بمعنى آخر قانون حماية المدنيين في سوريا، هل تمّ تفعيله؟ بالطبع تمّ تفعيله، فهناك كثيرٌ من الأشخاص والمنظمات مشمولين بهذا القانون، وهناك كثير من الدول تخشى من قانون قيصر”.

 ويضرب د. عبود على سبيل المثال لا الحصر “مشروع الغاز الذي يتم تداوله، الغاز المصري والغاز الإسرائيلي، مصر تطلب قراراً واضحاً من الولايات المتحدة باستثناء الغاز المصري من عقوبات قيصر، ان قانون قيصر هو قانون البلاد الأمريكية “.

مضيفاً: ” بايدن لم يضف كثيراً من المنظمات، أو كثيراً من الأشخاص له، لكنه ما طُبّق منه لا يزال مطبّقاً، ولا زالت الدول تخشى منه وخاصة روسيا، وما نعمل عليه، هو منع الدول من التطبيع مع نظام الأسد، وذلك من خلال الكونجرس”.

ويوضح د. عبود: “إن شاء الله خلال الشهر القادم بعد اجتماع الكونجرس للسنة الجديدة، يتمّ بعث رسائل لكل من يريد التطبيع مع نظام الأسد، ونحن نعمل جاهدين من خلال الكونجرس ومن خلال المسؤولين على توضيح خطر مشروع الغاز المصري للبنان، وقد تمّ تقديم كثير من الاقتراحات لمساعدة اللبنانيين، ولكن ليس من خلال منفعة نظام القتل والإجرام، وإنما من خلال مساعدتهم مباشرة”.

الخطر الإيراني والداعشي

وحول رؤيته للدور الإيراني في سوريا، يقول الدكتور جودت عبود: “فيما يخص الملف الإيراني والاحتلال الإيراني وداعش، نعمل كسوريين أمريكيين من خلال المصلحة السورية الامريكية، ما يخدم المصلحة الامريكية ويلتقي مع المصلحة السورية”.

 مضيفاً: “نعمل عليه، لأن هذا يساعد الطرفين، ويظهرنا بمظهر الوطنيين، من خلال الوطنين الوطن الأمريكي، والوطن الأم سوريا. خلال ال20 شهر الماضية الوضوع الأكثر تداولا في لقاءاتنا مع المسؤولين الأمريكيين هو الخطر الإيراني وخطر داعش، في ذلك المثلث أو في تلك البقعة أو الأرض، ألا وهي شرق دير الزور”.

 ويبيّن د. عبود: “في العام الماضي، أول مرة تتكلم السفارة الأمريكية في دمشق عن مجزرة الشعيطات وهي مجزرة لم يسمع بها الامريكيون أو لم يتذكرها الامريكيون إلا بعد الحوار المتواصل معهم، لإبراز الدور العربي في دحر داعش، وأن أول من قاوم داعش ليس الأكراد بل العرب المقيمين على طرفي نهر الفرات”.

وتابع د. عبود حديثه: “بالتأكيد الحديث عن الملف الايراني أو الاحتلال الإيراني، والهلال الشيعي، وخطورة هذا الوجود على المحيط العربي ودول الجوار، هو على أعلى المستويات في حديثنا مع المسؤولين الامريكين، بالإضافة أنه للآن لم يتوصل الى اتفاق في الملف النووي، وغالباً لن يتوصل إلى اتفاق كما سمعنا “.

منظمة مواطنون من أجل أمريكا آمنة

 يشرح الدكتور جودت عبود عضو قيادة (منظمة مواطنون من أجل أمريكا آمنة) فيقول: “هي منظمة هدفها التواصل مع السياسيين، وتعريفهم بالمشكلة السورية، ومعاناة السوريين، والدفع باتجاه حل عادل للمسألة السورية، لا نتدخل في أي مساعدات اغاثية أو طبية.

مؤتمر سوري جامع

وسألنا الدكتور جودت عبود عن فكرة عقد مؤتمر سوري جامع فقال:

” لقد طُرح موضوع مؤتمر وطني جامع للسوريين عدة مرات، ونحن مع هذا الطرح، لكن يجب أن تتوافر الشروط الموضوعية والشروط العملية لإنجاح هكذا مؤتمر، فعملية جمع السوريين في قاعة واحدة، والحديث لمدة ساعة، وانتخاب رئيس، والخ هذا لا لا يسمن ولا يغني عن جوع”.

تسعى المؤسسة مع ابناء الجالية لايجاد تمثيل سياسي حقيقي وقوي وفعال للجالية السورية في امريكا وذلك مما يعزز المساهمة الفعالة في الدفاع عن القضية السورية من اجل الوصول الى سوريا الجديدة كما يتمناها ويطمح لها السوريون.

ويضيف د. عبود: “يجب أن يكون هناك اجتماعات تفاهم تحضيرية بين المجتمعين على الأهداف التي يجب الوصول إليها، وطريقة تنفيذها، ثم الاجتماع في مؤتمر جامع. لأن الفشل المتكرر من عقد مؤتمرات وعدم تحقيق نتائج ملموسة يضرّ بالقضية السورية أكثر مما ينفعها، ويعطي انطباعاً سيئاً عن السوريين، لذلك نحن مع مؤتمر جامع، لكن يجب وضع تصور لحل سياسي وخطوات عملية لتحقيق ذلك في سوريا. بالتأكيد لدى مواطنون من أجل أمريكا آمنة تصور وأضح عن الحل في سوريا، وهذا التصور هو بلا شك، أن بقاء سوريا تحت حكم الأسد لن يحل المشكلة”.

ويتابع الدكتور جودت عبود حديثه: “لابدّ من إزالة نظام الطغيان ومحاسبته، ولابدّ من تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، القاضي بالانتقال السياسي الكامل، لكن المشكلة هي كيفية الوصول الى هذه الغاية”.

ويوضح عبود: “إذا قلنا تطبيق قرارات مجلس الأمن، كيف نطبقها؟ إذا قلنا تغيير نظام الأسد والخلاص من حكمه، أو الخلاص من روسيا وإيران، المشكلة ما هي الطريقة؟ لذلك أرجع وأقول لدينا تصور أن العمل على جزء من المشكلة وحلّها، ثم وضع تصور لها وحلها، والنجاح فيها، وتعميم التجربة على المشكة السورية ككل قد يخدم القضية السورية أكثر بكثير”.

مضيفاً: “المنظمة تعمل على مشروع تقوية المكوّن العربي في الشمال الشرقي لسوريا، هذه المنطقة التي هي تحت الوصاية الامريكية، والتحالف الدولي يتحالف مع الاكراد أو قسد ومسد في تلك المنطقة، وضعنا كثير من الجهود م في هذا المجال منذ أكثر من عام، فإذا تمّ تحقيق هذا الهدف بمشاركة العرب اخوتهم الاكراد في حكم المنطقة المتعددة الأعراق على أساس ديمقراطي عادل يتساوى به كل المواطنين تحت القانون من غير تمييز على أساس عرقي أو ديني أو قبلي، فيمكن تعميم هذا النموذج على بقية أجزاء سوريا، مثل الشمال الغربي، والجنوب ويكون منارة للمناطق المحتلة من قبل العصابة الأسدية وداعميها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني