الدكتور إبراهيم الجباوي لـ نينار برس: تحالف جود يسعى لتوحيد رؤية المعارضة الديمقراطية السورية
الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، إطار تحالف قوى وطنية ديمقراطية معارضة للاستبداد، وباعتبار أن هذه الجبهة تعمل وفق نسق سلمي ديمقراطي، فليس لديها ما تخفيه سياسياً ووطنياً، فهي ترفض أن تُدعمَ أو يتمّ تبنيها من أي دولة، كي تحافظ على استقلالية قرارها السياسي.
نينار برس التقت العميد المنشق عن النظام الدكتور في الإعلام إبراهيم الجباوي، الذي يشغل منصب رئيس المكتب الإعلامي لهيئة المفاوضات السورية المعارضة، وطرحت عليه أسئلتها، فكان هذا الحوار.
س1- أنتم أحد قيادات الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) ومدير المكتب الاعلامي في هيئة المفاوضات. هل يمكننا معرفة الأسباب الحقيقية لانسحاب مجموعة الشباب الوطني من تحالف جود؟ هل الأمر في جوهره تنظيمي بحت كما ذكروا هم، أم جوهره سياسي كما تسرّب؟ وهل الأمر يتعلق بعلاقتهم مع تنظيم المحامي محمود المرعي؟ أين الحقيقة؟
انسحاب تجمع الشباب الوطني
يقول الدكتور إبراهيم الجباوي عضو الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود): “بدايةً وللتوضيح: أنا لست الناطق باسم هيئة التفاوض السورية بل مدير مكتبها الإعلامي، حيث ليس لهيئة التفاوض ناطق إعلامي”.
ويضيف: “أما بالنسبة لانسحاب مجموعة الشباب الوطني من الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، فهذا الإجراء من قبلهم هو ملك لهم، كما هو ملك لأي مكون من مكونات الجبهة، وأن الجبهة لا يمكنها قبول أي تجاوز يمسّها، ولا يتوفر فيها مكاتب، ولا قيادات، يمكنها استيعاب أعضائها كافة”.
ويتابع الجباوي حديثه: “للتنويه، فإن قيادة أي من هيئآت او مكاتب الجبهة، يتمّ بالانتخاب الشفاف، وللجميع الحق في الترشح”.
موضحاً: “لا يمكن اعتبار الانسحاب على أنه حدث بسببٍ تنظيمي، باعتبار أن الهيئة المركزية للجبهة تأخرت نسبياً عن موعد عقد اجتماعها المقرّر، لأنها تنتظر من اللجان أن تُنجز أعمالها، ليُصار إلى اتخاذ القرارات المناسبة حيالها، وهي بصدد تنظيم اجتماعها الثاني في غضون أيام، لإقرار انضمام عدد من الكيانات السياسية من المعارضة الديمقراطية السورية إلى الجبهة، وكذلك البت في مواضيع الملاحظات والتعديلات الممكنة على الرؤية السياسية للجبهة، لذا لا يمكنني الجزم بأن الأمر يتعلق بعلاقة تجمع الشباب الوطني مع تنظيم محمود مرعي، الذي يرعاه النظام السوري، وذلك انطلاقاً من أن أعضاءً من التجمع الممثلين في الهيئة المركزية لجود، استنكروا هذا الانسحاب، وأكدوا أنهم لا علم مسبق لهم بذلك، ولم يُطلب منهم أساساً، بل فوجئوا ببيان الانسحاب كما غيرهم”.
س2- حين تم التحضير لعقد مؤتمر (جود) التأسيسي فيزيائياً قامت أجهزة النظام الأمنية بمنع انعقاده. كيف قرأتم إجراءات النظام حول منع الانعقاد فيزيائياً؟ هل الأمر يتعلق بتخوفه من دعم هذا الإطار دولياً واحتمال أن يصبح ممثلاً أساسياً ووحيداً لقوى الثورة والمعارضة بعد توسّعه وانضمام قوى سياسية سورية موجودة في الخارج له؟
النظام ضد أي معارضة حقيقية:
إجابة على سؤالنا حول منع جود من عقد مؤتمرها فيزيائياً بدمشق، يقول الدكتور الجباوي: “معلوم ان النظام لم ولن يقبل أي معارضة حقيقية تعارض نهجه، وقد أدرك أن كافة مكونات (جود) تعارضه، ومن خلال رؤيتها السياسية، تدعو الى رحيله، فطبيعي أن يمنع انعقاد المؤتمر فيزيائيا بدمشق، كما حاول تعطيله الكترونياً، لكن رغم ذلك تم عقد المؤتمر وإطلاق جود”.
ويعتقد الجباوي أن ما فعله النظام “لا شك أنه توجس من أن تدعو بعض الدول الفاعلة في الأزمة السورية إلى دعم هذا التحالف المتمثل بجود، رغم يقينه بأن مكونات جود كافة ومن خلال الرؤية السياسية ترفض دعم أي دولة او تبنيها من قبل أي دولة، لأنها تعبّر عن تطلعات الشعب السوري المنادي بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ورفض الهيمنة والاستبداد والوصاية”.
ويؤكد الجباوي أن “تحالف جود اليوم، يضمّ بين جنباته مكونات رئيسية معارضة للنظام، والبعض منها موجودة في الخارج، وقريباً سوف نشهد انضمام ما لا يقل عن ثلاث قوى وأحزاب سياسية معارضة موجودة أيضاً في الخارج.”
ويبيّن الجباوي: ” ثم أن تحالف جود لا يمكنه أن يدّعي بأنه الممثل الوحيد للشعب السوري، إنما يسعى لان يكون موحداً لرؤية ومواقف وجهود كافة أطياف المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية، وهذا ما عبرت عنه الرؤية السياسية”.
مضيفاً: “جود لديها في الهيئة التنفيذية لجنة للتواصل، تُجري الاتصالات مع العديد من القوى المؤمنة بالحل السياسي، والمتوافقة مع رؤيتها السياسية، بغية العمل معها، واستيعابها في مؤسساتها، بالإضافة إلى الشخصيات الوطنية العامة، أو في مشروعها القادم (المؤتمر الموسّع)، كما أنها تسعى لضم أكبر عدد ممكن من الكيانات والتنظيمات والمنظمات والأحزاب السورية الوطنية المعارضة للنظام، والتي تسعى لحل الازمة السورية في إطار القرار الأممي 2254 الصادر عن مجلس الامن”.
س3- إذا أردنا أن نعرًف الجبهة الوطنية الديمقراطية بنيوياً. هل يمكن أن نقول إنها إطار تحالف بين قوى وشخصيات ديمقراطية علمانية؟ أم إطار تحالف وطني ديمقراطي، يقبل طيفاً ايديولوجياً وسياسياً أوسع؟
رؤية جود السياسية
يعرّف الدكتور في الإعلام إبراهيم الجباوي، “أن الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، هي تحالف قوى وأحزاب وتنظيمات وتجمعات سورية معارضة، وشخصيات وطنية مستقلة، توافق الجميع على القواسم المشتركة بين نظرياتهم وايديولوجياتهم، وانبثق عن هذا التوافق الرؤية السياسية لجود”.
ويؤكد الجباوي على: “أن المنضوين في جود يحتفظ كل مكون منهم بحرية ممارسة نظرياته الأخرى، ضمن مكونه، ووفق رؤيته وايديولوجيته الخاصة، وبما لا يتعارض مع تطبيق الرؤية السياسية المشتركة مع باقي المكونات (الرؤية السياسية لجود)”.
س4- لم يتم لحظ حضور سياسي للجبهة الوطنية الديمقراطية حتى اللحظة على مستوى تأطير الحاضنة الشعبية. ما المعوقات الحقيقية أمام هذا التأطير؟ وهل من هذه المعوقات اعتباركم معارضة غير تصادمية مع نظام استبدادي تصادمي؟
جود معارضة حقيقية
يقول الدكتور الجباوي وهو رئيس المكتب الإعلامي في هيئة المفاوضات السورية المعارضة في ردّه على سؤالنا: “باعتبار ان تحالف جود يتكون من مكونات أتينا على ذكرها أعلاه، وبما أن كل مكونٍ، لا شكّ أنه يمثّل شريحة واسعة من منتسبيه ومؤيديه ومن يمثّلون في الحاضنة الشعبية هذا هو الإطار الجامع لجود”.
ويرى الجباوي: “وكلما انضمّ مكونٌ جديد، ستكون حاضنته الشعبية هي حاضنة لجود وفق رؤيتها السياسية، ولا علاقة لهذا الأمر بما أسميته غير تصادمية، فاليوم لم يعد هناك ما يمكن تسميته تصادمي أو غير تصادمي، بل هناك معارضة حقيقية لنهج النظام، تطالب برحيله وبالانتقال السياسي في سوريا، بموجب القرار 2254، والعمل على التمسك بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، وإخراج كافة القوى والتنظيمات الأجنبية منها، والسعي لبناء دولة العدل والديمقراطية، دولة يسودها القانون، الذي لا يميّز بين المواطنين على أي أساس كان، دولة المساواة والحريات”.
س5- هناك أحاديث تقول أن بنية الجبهة الوطنية الديمقراطية خضعت لمحاصصات مؤسسيها ، مثل أطراف هيئة التنسيق الوطنية وقوى أخرى.
ألا ترى معي أن عطالة سياسية وإعلامية موجودة في بنية جود نتيجة هذه المحاصصة؟ لماذا يعجز السوريون من بناء إطار تحالفي لقوى وطنية واسعة الطيف، يُخرج البلاد من مأزق صراعها المدمّر، ومن تدخلات الخارج فيها؟ هل يمكن لإطار عمل وطني واسع الطيف (مؤتمر وطني شامل للسوريين) أن يلغي التشظي ويوحد القوى السورية؟
لا محاصصات في جود
يوضح الجباوي تركيبة جود فيقول: “يعني مما لا شك فيه أن أغلب مكونات جود هي ذاتها مكونات هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، لكن هذا لا يعني أن تهيمن هيئة التنسيق الوطنية على جود، لأن اللائحة الداخلية لها بيّنت وبشكل جلي، أن كافة المكونات، سواء من هيئة التنسيق أم من غيرها تكون لها ذات الحصة في التمثيل، بمن فيهم المستقلون”.
ويضيف الجباوي: “كما أن تبوّء القيادات في أجسام ومكاتب ولجان جود، يخضع لنوعية الترشح وللانتخاب من بين المرشحين، وبالتالي لا توجد محاصصات في جود، وإلا لما انضمّ إليها أي مكون جديد من خارج هيئة التنسيق، ونلاحظ أننا على أبواب انضمام مكونات أخرى جديدة”.
ويتابع الجباوي كلامه: “للعلم فإن الرؤية السياسية لجود تهدف من خلال دعوتها كافة أقطاب وأجسام المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية أينما كانت، للتحالف مع جود، لتنظيم مؤتمر وطني شامل للمعارضة الوطنية الديمقراطية السورية، خلال المرحلة اللاحقة والقريبة، وبعد نجاح العملية السياسية التفاوضية بمحاورها الأربعة، يتم العمل على عقد المؤتمر الوطني الشامل الذي لا يستثني أحداً من أطياف الشعب السوري، وجميعنا في جود نتطلع لتحقيق هذا الهدف”.