تعاني مناطق الشمال السوري بشكل واضح من نقص الخدمات الأساسية حتى قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011 (ومن ضمنها المدن والبلدات التي تقع في ما يسمّى بمناطق درع الفرات – غصن الزيتون – نبع السلام تبعاً لتسمية العمليات العسكرية التي أطلقها الجيشان التركي والوطني للسيطرة عليها، ممتدة بين منطقتي عفرين غرباً وحتى رأس العين شرقاً مروراً بمناطق اعزاز والباب وجرابلس وتل أبيض)، وخلال السنوات التسع الماضية تعاقبت عدة قوى في السيطرة على تلك المناطق (الجيش الحر – حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) – داعش)، وخلالها اختفت بعض الخدمات الأساسية تماماً جرّاء المعارك وهجمات النظام السوري العسكرية وقصفه بشكل مباشر للمرافق الخدمية من مشافي ومدارس ودوائر حكومية، وبعض الخدمات موجود بشكل لا يلبي احتياجات السكان.
ليست وحدها هجمات النظام من تسبب في غياب الخدمات مع أنه السبب الرئيس، إلا أن السبب الآخر هو سوء إدارة الخدمات والمرافق العامة من قبل الجهة المسيطرة عليها رغم الاختلاف البسيط بين كل منطقة وظروف المنطقة الأخرى والجهة التي سيطرت عليها، إلا أنها تتشابه جميعها في سوء الإدارة أو الإهمال أو التخريب للمرافق الخدمية بشكل متعمد.
بعد انطلاق عملية درع الفرات أواخر آب عام 2016 التي قام بها الجيش التركي والجيش الحر (حالياً الجيش الوطني) والسيطرة على منطقتي جرابلس – الباب والتي تبعتها عملية غصن الزيتون في 20 كانون الثاني 2018 والسيطرة على منطقة عفرين، ثم عملية نبع السلام في 9 تشرين الأول 2019 والسيطرة على منطقتي تل أبيض ورأس العين، عادت بعض الخدمات تدريجياً بشكل بطيء إلى تلك المناطق بشكل نسبي تبعاً للفترة الزمنية للسيطرة عليها، ومازال هناك نقص كبير في الخدمات الأساسية.
وتعد تلك المناطق المجال الجغرافي لعمل الحكومة السورية المؤقتة، فهل ساهمت في تقديم تلك الخدمات؟
أجرت صحيفة “نينار برس” تحقيقاً عن واقع الخدمات. وماهي الخدمات المتوفرة حالياً، استطلعت من خلاله آراء عدة أشخاص من سكان تلك المناطق من خلال الأسئلة التالية:
– هل تتوفر خدمات ماء الشرب لديكم وهل هي صالحة وخاضعة للتنقية؟
– من يغذي بيوتكم ومصالحكم بالكهرباء وهل أسعار الكيلوواط متناسبة مع الدخل؟
– ما وضع الطرقات في المدن والبلدات والقرى وما بينها هل هي معبّدة؟ رديئة التعبيد؟ أم مهملة؟
-هل هناك مدارس صالحة للتعليم من بناء إلى أثاث مدرسي إلى كتب وأدوات لازمة للتعليم؟
– الخدمات الصحية من يقدمها وهل هي تفي بحاجات السكان الأساسية (لقاح إسعافات عمليات)
– هل هناك دور ملموس للحكومة المؤقتة في هذه الخدمات؟
– ما اقتراحاتكم لتطوير هذه الخدمات بصورة واقعية؟.
حامد أبو الليث (36) عام معلم – جرابلس
- هل تتوفر خدمات ماء الشرب لديكم وهل هي صالحة وخاضعة للتنقية؟
نعم تتوفر خدمات ماء الشرب، وهي خاضعة للتنقية بشكل جزئي، بسبب وجود رمل فيها بين كل فترة وأخرى
- من يغذي بيوتكم ومصالحكم بالكهرباء وهل أسعار الكيلو واط مناسبة بالنسبة للدخل؟
تغذية الكهرباء عبر شركة الكهرباء في المدينة ويتم استجرارها من تركيا، تتوفر 4 ساعات خلال اليوم. وليلة كل ثلاث ليالي، وهي مجانية حالياً.
- -ما وضع الطرقات في المدن والبلدات والقرى وما بينها هل هي معبّدة؟ رديئة التعبيد؟ أم مهملة؟.
الطرقات مهملة، داخل المدينة تم إصلاح أغلب الطرق، أما خارجها وضع الطرقات سيء، فالحمولات الزائدة للشاحنات تسببت باقتلاع الأسفلت في أغلب الطرق الواصلة بين المدن والبلدات في الشمال السوري، وإن لم يتم وضع حد وبشكل سريع لهذه الظاهرة ستخرّب حتى الطرق التي تم إصلاحها مؤخراً
- هل هناك مدارس صالحة للتعليم من بناء إلى أثاث مدرسي إلى كتب وأدوات لازمة للتعليم؟
نعم المدارس صالحة للتعليم، وفيها نقص بالكتب والوسائل التعليمية
- – الخدمات الصحية من يقدمها وهل تفي حاجات السكان الأساسية (لقاح إسعافات عمليات)؟
يتم تقديم الخدمات الصحية عبر وزارة الصحة التركية بالتعاون مع المجلس المحلي في المدينة، وهي تفي احتياجات الأساسية للسكان، لكن هناك صعوبات في تحويل المرضى إلى تركيا مثل مرضى القلب كون العمليات في المشفى غير متوفرة.
- – هل هناك دور ملموس للحكومة المؤقتة في هذه الخدمات؟
دور الحكومة المؤقتة غير ملموس بشكل واضح
- ما اقتراحاتكم لتطوير هذه الخدمات بصورة واقعية؟.
تنقية المياه بشكل أكبر وكذلك إصلاح شبكات المياه المهملة، وإيجاد حل جذري لمشكلة الكهرباء، وتعبيد الطرقات بشكل يتناسب مع الجودة والاحتياجات، وتقديم الوسائل التعليمية في المدارس
عبدالقادر محمد (40) صوران اعزاز
- مياه الشرب (عانت المنطقة من نقص حاد خلال السنوات الماضية) حالياً توفرت المياه بعد تشغيل المضخات على اعتبار أن الكهرباء أصبحت متوفرة بشكل دائم والتي توفرها شركة تركية سعر الكيلو واط ساعي 1.15 ليرة تركية والسعر مقبول مقارنةً بسعر الأمبير سابقاً من خلال مولدات الديزل
- الطرقات في المنطقة مقبولة إلى حد ما ولكنها ليست جيدة ولا رديئة كما كانت عليه في السابق، خاصة بعد الإصلاحات الأخيرة وتعبيدها بالوسائل والإمكانيات المتاحة.
- المدارس مقبولة ولكنها ليست بالمستوى المطلوب يعاني الطلاب من نقص الكتب والازدحام داخل الصفوف وخاصة بعد النزوح الأخير لأهالي إدلب وريف حلب الغربي
- الوضع الطبي سيء يوجد مستوصفين فقط. وينتهي الدوام الساعة الثالثة ظهراً. وبالأصل لا يقدمان خدمات طبية كاملة مما يضطر الأهالي للذهاب الى مدينة اعزاز.
- الحكومة المؤقتة ليس لها أي دور أو تأثير أو وجود على الأرض سواء على المستوى الخدمي أو الإغاثي أو التعليمي أو الطبي
خالد الزاب (38) عام – صاحب متجر – عفرين
- خدمة الماء متوفرة يوم واحد بالأسبوع لا تخضع للتنقية
- كهرباء من المولدات الخاصة أربع ساعات يومياً لا تكفي شحن بطارية وسعرها مرتفع (2000 ليرة سورية للأمبير) بسبب غلاء المازوت
- وضع الطرقات رديء ومهملة يوجد صيانه ولكنها قليلة جداً
- يوجد مدارس جيدة ولكن لا تستوعب الأعداد الموجودة، كثير من الأطفال اعتذرت المدارس عن استقبالهم لعدم وجود مكان.
- الخدمات الصحية تقدم تركيا الجانب الأكبر منها بالإضافة لمراكز صحيه مدعومة من المنظمات لا تكفي لحاجات السكان كثير من الاختصاصات غير متوفرة ويتم تحويلها إلى تركيا أو مدن أخرى
- الحكومة المؤقتة لا نراها.. نسمع عنها فقط في الإعلام أغلب جوانب الحياة بدعم تركي أو منظمات وفي المجالات كافة
- تفعيل دور الحكومة المؤقتة يكون بالإشراف المباشر على العمل وتقديم دعم أكبر للمجالس المحلية لتقديم الخدمات والسماح لأصحاب الكفاءات العلمية بالعمل ضمن المؤسسات الرسمية.
صدام عبدالرحمن (39) معلم – تل أبيض – سلوك
- الكهرباء متوفرة حالياً، تأتي عن طريق الشبكة القديمة مصدر التغذية سد تشرين، ولكن عندما تنقطع نفقد الأمل بعودتها مرة ثانية (على اعتبار لا توجد ساعات خدمة محددة) بالوقت الحاضر الكهرباء مجانية
- الماء تتوفر ساعة أو ساعتين خلال اليوم، في مدينة تل أبيض وبلدة سلوك أما القرى لا تتوفر فيها المياه
- الطرق مهملة وأغلبها يحتاج إلى ترميم وخاصة الطرق الفرعية
- بالنسبة للمدارس لم تقدم التربية أي شيء يذكر لا كتب ولا أثاث
- بالنسبة للخدمات الصحية، سيئة يوجد في بلدة سلوك مستوصف لا يفي بالغرض والحال ذاته في عموم منطقة تل أبيض، لم يتم تقديم لقاحات الأطفال في المنطقة حتى الآن.
محمد محمد (32) عام / تل أبيض
بكل صراحة وشفافية مازال الوضع الخدمي سيء في الوقت الحالي الماء غير متوفر في الريف في المدينة يتم ضخ المياه لمدة ساعة أو اثنتين يومياً.
الكهرباء مؤخراً مقبولة مقارنة بالسابق تتوفر حوالي 4 ساعات يومياً وأحيانا تتوفلا طوال الليل لكنها غير مستقرة وهي مجانية.