fbpx

الثورة السورية من القتل إلى المجاعة

0 250

عشر سنوات من ثورة السوريين ضد النظام القمعي وأركانه تسببت في دمار وخراب على كامل الأرض السورية وأسفرت عن تشريد أكثر من 6 ملايين سوري داخل البلاد ويعيش كثيرون منهم في المخيمات وتهجير 5.5 مليون سوري خارجها و13.4 مليون شخص يحتاجون لمساعدات إنسانية بالإضافة لخسائر اقتصادية تقدر بـ 442 مليار دولار نتيجة الدمار واستهداف الأرض والحجر والإنسان السوري وفقاً للأمم المتحدة وما نتج عن هذه الثورة التي تحولت لحرب ضد الشعب السوري من قتلى ومعتقلين، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 389 ألف شخص بعد عشر سنوات من انطلاق الثورة منهم 117 ألف مدني بينهم 22 ألف طفل و14 ألف امرأة و81 ألف رجل وبلغ عدد من قضوا تحت التعذيب في سجون النظام وأقبيته الأمنية نحو 100 ألف شخص فيما لايزال 100 ألف رهن الاعتقال ويبقى مصير 200 ألف شخص مجهولاً.

بعد كل هذا الدمار والقتل وما قدمه الشعب السوري من تضحيات يقف من تبقى منهم اليوم في مواجهة مجاعة حقيقية على كامل الأرض السورية نتيجة انهيار الليرة السورية التي هبطت إلى أدنى مستوى ولا تزال تتهاوى أمام العملات الأجنبية، حيث وصل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الواحد إلى 4800 ليرة في حين يتقاضى العاملون لدى الدولة 50 إلى 70 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 10 إلى 14 دولار شهرياً.

انهيار الليرة السورية رفع أسعار المواد الغذائية والتموينية لأسعار خيالية لم يسبق أن عرفها السوريون حيث تجاوز سعر عبوة الزيت النباتي 4 ليتر إلى 35 ألف ليرة وسعر كيلو الشاي 30 ألف ليرة وسعر كيلو السكر 2800 ليرة سورية وشمل ارتفاع الأسعار الخضار والفواكه وزادت الحكومة السورية الموقرة من معاناة السوريين برفع الدعم عن مادة البنزين  ولا تزال الحكومة تتعامل مع الشعب كقطيع من الغنم خلق ليلبي حاجات النظام وزبانيته حيث ورد على لسان أحد خبراء التموين ومستشار اتحاد غرف الزراعة السورية المدعو (أكرم عفيف):

(إن الأسرة السورية لديها عادات غير مقبولة، حتى الآن يشتري السوريون ما يحتاجونه بالكيلو أو بالصندوق هم يخجلون من الشراء بالحبة كما يفعل الأوربيون علينا أن نشتري حاجاتنا فقط)

ونسي السيد المستشار في أثناء خوضه في الحديث عن عادات السوريين السيئة أن يتحدث عن الفرق بين حياة الرفاهية التي تؤمنها الحكومات الأوربية لشعوبها وحياة الذل والإهانة التي أوصل النظام السوريين إليها.

الثورة السورية ثورة الشعب السوري لإسقاط النظام وتأمين حياة أفضل للسوريين والخلاص من النظام القمعي الأمني الذي كمم الأفواه وتسلط على الرقاب وكتم الأنفاس وسلب خيرات البلاد وحرم السوريين منها  لأكثر من 40 عام  تحولت بسبب التدخلات الخارجية والدعم المقدم للنظام لحرب ضد الشعب السوري تسببت في قتل وتهجير الملايين منهم ومن تبقى اليوم بات يعيش المجاعة ويسعى لتأمين قوت يومه بدمه حيث بات الحصول على أساسيات الحياة حرباً يومية يخوضها السوري في ظل الانهيار المستمر لليرة والوضع الاقتصادي المزري في سوريا ولا يزال النظام يستغبي الشعب ببضع ليرات يمنحها في كل انهيار كبير على شكل منحة ومكرمة من رأس النظام مستهزئاً بمشاعر السوريين ومعاناتهم اليومية.

ثورة السوريين ضد النظام حولتهم إلى هدف للنظام والقوى المتعاونة والداعمة له وأما من ركب أمواج هذه الثورة فقد تمكن من جمع الملايين وترك الطرفان الشعب السوري يعيش المعاناة لوحده ويبحث كل منهما عن مصالحه متناسين مصالح الشعب متجاهلين معاناته ومستخفين بأوجاعه فلا النظام استطاع حماية أنصاره وتحقيق حياة أفضل لهم ولا المعارضة تمكنت من إنهاء النظام وتعويض الثوار عن كل ما قدموه في سبيل هذه الثورة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني