التقرير السنوي الخامس الصادر من المجلس المحلي في مخيم الركبان ومنطقة 55 كم
يشمل هذا التقرير التطورات والأحداث كافة التي حصلت في المنطقة خلال عام 2023، من أحداث سياسية وعسكرية واجتماعية وإنسانية، وكل ما يتعلق بقاطني المنطقة من حيث المعاناة اليومية التي يعيشونها، وسط صمت المجتمع الدولي وتخاذل المنظمات الإنسانية وعدم استجابة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها لمتطلبات قاطني المخيم.
تعريف بالمجلس المحلي في مخيم الركبان:
أُسِّسِ المجلس المحلي في مخيم الركبان، الواقع بالقرب من مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية في بداية عام 2016، حيث أُسِّس المجلس المحلي من قِبَل وجهاء وأهالي مخيم الركبان ومن كافة مكونات المجتمع المدني، وهو عبارة عن مؤسسة اجتماعية مدنية خدمية إعلامية مستقلة تهتم بشؤون النازحين في مخيم الركبان ومنطقة 55 كم منطقة خفض التصعيد التابعة للتحالف الدولي، ولا تتبع لأي جهة أو أجندات خارجية، ولا توجد أي منظمة حكومية أو غير حكومية أو جهة رسمية أو غيرها قدمت الدعم للمجلس المحلي من أجل استمرار عمله في المنطقة، وإنما كافة العاملين في المجلس المحلي يعملون بشكل تطوعي من أجل خدمة النازحين في المخيم ومنطقة ٥٥كم، حيث يعتبر البيان أو التقرير أو التصريح الصادر من قبل إدارة المجلس المحلي هو المرجع الوحيد للمنظمات الإنسانية والحقوقية كون المجلس المحلي مؤسسة مدنية تمثل النازحين على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، وأُعيد تشكيل وهيكلة المجلس المحلي في آذار عام 2019، حيث نُظِّمت المكاتب، وأُعيد انتخاب رئيس المجلس المحلي ليبقى محمد أحمد درباس الخالدي رئيساً للمجلس بعد موافقة مجلس الإدارة عليه وتعيين نائب جديد له ومديراً جديداً للمكتب التنفيذي، وأما المكاتب الإدارية التي اكتفى مجلس إدارة المجلس المحلي على بقائها مفعلة وتعليق مهام المكاتب الأُخرى؛ نظراً لعدم وجود أي نوع من وسائل الدعم، المكاتب المفعلة هي: المكتب الإعلامي ومكتب شؤون النازحين ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومكتب العلاقات العامة ومكتب الخدمات العامة ومكتب الشرطة المدنية والمكتب الإغاثي والمكتب الطبي ومكتب دائرة الأحوال المدنية والمكتب المالي ومكتب الدراسات والتوثيق ومكتب التربية والتعليم ومكتب المرأة وحقوق الطفل ومكتب المياه، ولكن بسبب سوء الأوضاع المعيشية في المنطقة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها ومغادرة النازحين إلى مناطق تتوفر فيها مقومات الحياة المعيشية، فقد وصل عدد المكاتب الفعالة على أرض الواقع في المنطقة إلى سبعة مكاتب فقط مع بقاء عشرة متطوعين عاملين في المجلس لخدمة أهالي المخيم والمنطقة وذلك في منذ كانون الأول عام 2022، حيث عُقِدَت اتفاقية عمل وتعاون مشترك بين المجلس المحلي في مخيم الركبان ومجلس عشائر تدمر والبادية السورية بتاريخ 2023/2/15، وذلك في أثناء اجتماع أعضاء وممثلي المجلسين وبحضور وجهاء ونشطاء إعلاميين وصحفيين من المنطقة وتسجيل فيديو يوثق الاتفاق الذي حصل في ديوان مجلس عشائر تدمر والبادية السورية، ونشر المجلس المحلي عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي البيان رقم: 170 بتاريخ 2023/2/15 والذي نصًّ على البنود التي تم الاتفاق عليها وقتئذٍ من قبل مجلس العشائر تدمر والبادية السورية والمجلس المحلي في مخيم الركبان، التي لم تُطبق على أرض الواقع بسبب تعدي قيادة جيش سورية الحرة على ممثلي المؤسسات المدنية وتهديهم وملاحقتهم وتعرضهم للاعتقال التعسفي، والضرب المبرح الذي طال البعض من النشطاء الإعلاميين والصحفيين والبعض ممن حضر ذلك الاجتماع في ديوان مجلس عشائر تدمر والبادية السورية الذين وصل عددهم آنذاك إلى خمسة وثمانين مدنياً.
أولاً: تعريف المخيم:
يقع مخيم الركبان في أقصى الجنوب السوري ضمن صحراء رملية قاحلة، بالقرب من مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية بمساحة ثمانية كم، على طول شريط الحدود السورية الأردنية، ويقع ضمن منطقة 55 كم خفض التصعيد، حيث تتمركز قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف العسكرية، والتي تبعد عن مخيم الركبان 20 كم، وقد حملت المنطقة توصيفات عدة عبر مراحل زمنية، من نقطة الركبان إلى تجمّع الركبان، قبل أن تصبح مخيماً يُعرَف باسم “مخيم الموت” أو “الساتر الترابي” ويتبع مخيم الركبان إدارياً لمحافظة حمص السورية حيث يبعد عن حمص مسافة ٢٥٠ كم، وعن العاصمة السورية دمشق 225 كم، وعن العاصمة الأردنية عمان ٣٠٠ كم، وعن محافظة الرطبة العراقية 155 كم، ويوجد في مخيم الركبان العديد من مكونات المجتمع المدني وجميعهم من الطائفة السنية من مختلف المحافظات السورية، وهم من حمص وأريافها ودير الزور وأريافها وحلب وحماة وريف دمشق، وأولئك هم النازحون الذين هُجروا من بيوتهم من قبل تنظيم داعش والنظام السوري منذ بداية سنة 2015.
ثانياً: الإحصاء:
وصل عدد سكان مخيم الركبان سنة 2017 إلى ثمانين ألف نازح، وذلك وفق إحصائية غير رسمية، وبسبب سوء الأوضاع المعيشية ولكثرة العواصف الغبارية والمطرية، فقد غادر آلاف النازحين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، فقد وصل عدد النازحين بداية سنة 2019 إلى أربعين ألف نازح، وذلك حتى توقفت المنظمات الإنسانية والدولية عن تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين في المخيم منذ شهر أغسطس سنة 2019، حيث فُرض الحصار الخانق على قاطني المخيم من قبل النظام السوري والروسي والميليشيات الإيرانية، واتباعهم سياسة التجويع بحق قاطني المخيم من أجل بدء عملية إفراغ المخيم من النازحين، حيث غادر الآلاف من النازحين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك هرباً من الخوف والجوع والفقر ونقص الرعاية الطبية والصحية في كافة المنطقة، حيث قام مكتب شؤون النازحين التابع للمجلس المحلي في الركبان بتوثيق عدد العائلات والأفراد الذين غادروا مخيم الركبان خلال سنة 2023، حيث بلغ عدد العائلات التي غادرت المنطقة خلال سنة 2023، ثماني وثلاثون عائلة أي ما يقارب مائة وثلاثة وثمانين نازحاً، وهُم من مختلف الأعمار، نساء وأطفال وكبار السن، وبلغ عدد النازحين الأفراد الذين غادروا المنطقة ستة وعشرين نازحاً، وهُم لاجئون سوريون رُحِّلوا من مخيمات اللاجئين من داخل الأراضي الأردنية إلى مخيم الركبان، وغادروا المنطقة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، ومنهم نازحون غادروا المنطقة على نحو فردي، وبقيت عائلاتهم موجودة في المنطقة، حيث بلغ إجمالي عدد المغادرين مئتين وتسعة من النازحين، وفيما يتعلق بإحصاء عدد سكان منطقة 55 كم ومخيم الركبان، وفقاً للبيانات الموجودة لدى ممثلي مكونات المجتمع المدني في المنطقة، بلغ عدد سكان مخيم الركبان ومنطقة 55 كم ألف وستمائة عائلة، أي ما يقارب ثمانية آلاف وخمسمائة نازح، وهم من مدينة تدمر والقريتين ومهين ودير الزور وريفها وريف حلب وريف حماة وريف دمشق.
ثالثاً: المياه:
منذ بداية تأسيس مخيم الركبان، كان مصدر المياه الوحيد للنازحين في المخيم هو من أماكن تجمع مياه الأمطار أو ما تسمى “خبرات مياه”، حيث كانت المياه تُنقل إلى خيم النازحين من خلال الشاحنات المخصصة لنقل المياه وبيعها للنازحين بأسعار مرتفعة، وكانت تلك المياه سبباً رئيسياً لانتشار الأمراض بين النازحين، وذلك بسبب عدم مرور تلك المياه عبر مراكز التحلية، لأنها لم تكن موجودة في المخيم وقتئذٍ، وفي بداية سنة 2017 قامت منظمة اليونيسف بالتعاون مع الحكومة الأردنية وبالتنسيق مع منظمة عالم أفضل للتنمية الاجتماعية بالعمل على توريد المياه النظيفة الصالحة للشرب إلى مخيم الركبان، ومصدرها من الأراضي الأردنية، وتجري عبر أنابيب مصنوعة من البلاستيك، وتُعبأ في خزانات كبيرة السعة موجودة داخل الأراضي السورية، وأفاد مدير مكتب المياه في المجلس المحلي، بأن معدل المياه المرسلة إلى مخيم الركبان منذ سنة 2017 ما يقارب 800 م3 خلال اليوم الواحد، حيث يبدأ ضخ المياه من الجانب الأردني منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر، وذلك حتى قامت منظمة اليونيسف بتخفيض كمية المياه المرسلة إلى المخيم منذ نيسان عام 2022 إلى ثلث الكمية فقط، حيث يعاني النازحون في المخيم من نقص شديد بمياه الشرب خلال فصل الصيف، أما في نهاية عام 2022 وخلال عام 2023، فقد شُغِّلت البعض من آبار المياه في منطقة 55 كم، ودُعمت البعض من الآبار الأُخرى التي بحاجة إلى مولدات كهربائية ومحروقات وغيرها، وذلك من قبل التحالف الدولي الموجود في قاعدة التنف العسكرية ومنها: بئر قرية الدكاكا وبئر واحة الخفية وبئر واحة الشعار وبئر واحة مهيِّر وبئر منطقة البوبهي وبئر واحة الماهوبية وبئر واحة الشعلانية وبئر واحة الشعار، وتعتبر مياه الآبار الموجودة في المنطقة مياه جوفية غير صالحة للشرب، وإنما يتم استخدامها لري المحاصيل الزراعية أو تُوًّرد للمواشي والحيوانات، وبتاريخ ٢٠٢٣/٣/١ قام الملك “فهد بن عبد العزيز” المُلقب أبو تركي وهو مقيم في المملكة العربية السعودية، بتقديم مبلغ مالي يقدر بحوالي خمسة وثمانين ألف دولار أمريكي إلى أحد المسؤولين في مخيم الركبان، من أجل تركيب منظومة طاقة كهربائية تعمل على ألواح الطاقة الشمسية في إحدى آبار المياه الموجودة بالقرب من مخيم الركبان، وكان بئر قرية الدكاكا هو الأقرب مسافة إلى المخيم، ولكن وضِّعت تلك المنظومة الكهربائية في منطقة تبعد عن مخيم الركبان حوالي خمسة وأربعين كم في منطقة مهير، وذلك بعد اتفاق البعض من المسؤولين على وضعها تلك المنطقة، وشُغِّلت المنظومة الكهربائية، واستُخرجت المياه من البئر، وأما قاطنو المخيم لم تصلهم المياه من تلك البئر حتى هذا اليوم، بسبب المسافة البعيدة عن منازل النازحين.
رابعاً: النظافة والصرف الصحي:
تُعالج مشاكل الصرف الصحي في مخيم الركبان، من خلال قيام النازحين في المخيم بإنشاء حُفرة فنية في الأرض وخارج كل منزل، وتبلغ سعتها حوالي 10 م3، وذلك من أجل التخلص من مياه الحمامات وجمعها داخل تلك الحفرة، ومن أجل الحد من انتشار الأمراض التي كانت تُسببها بقايا المياه الملوثة الخارجة من المنزل، ومن أجل التخلص من فضلات الطعام وقمامة المنزل، تُجمع تلك الفضلات في أماكن مخصصة لها وبعيدة عن أماكن تجمع النازحين، وتُضرم النار فيها حتى تصبح كالرماد، وعندما تتجاهل تلك القمامة، وتتراكم وخصوصاً في فصل الصيف، فإنها تكون السبب الرئيسي لحدوث الأمراض في المخيم، وسُجِّلت العديد من الإصابات بأمراض جلدية بين النازحين في المخيم ومنها: الليشمانيا والحمى والفطور وأمراض جلدية وتنفسية، والعديد من الأمراض الأُخرى التي تُعالج باستخدام الطب العربي البديل عن الأدوية التي فُقد أهمها وأغلبها غير متوفر في الصيدليات والمراكز الطبية في المنطقة، وفيما يتعلق بالنظافة العامة بين الأحياء السكنية في المخيم، فإنه لا توجد منظمة أو جهة مدنية مسؤولة عن نظافة الأحياء السكنية في المخيم، سواء داخل المنطقة أو خارجها، وإنما قاطنو المخيم هم من يعتنون بنظافة احيائهم السكنية، وذلك للحد من انتشار الأمراض، وفي فصل الشتاء تزداد معاناة النازحين في المخيم بسبب هطول الأمطار وتجمعها أمام منازل النازحين، وذلك لأن المخيم يقع في صحراء رملية، ولا توجد طرقات معبدة بالإسفلت بين الأحياء السكنية في المنطقة.
خامساً: السكن:
يستخدم قاطني مخيم الركبان البيوت الطينية المصنوعة يدوياً من التراب والماء كمأوى لهم وذلك بديلاً عن الخيام التي لا تقيهم من حرارة الصيف ولا من برد الشتاء، حيث يستخدم 90% من قاطني مخيم الركبان البيوت الطينية و10% يستخدمون الخيام كمأوى لهم ، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وعدم استطاعت البعض من النازحين من تحمُّل تكلفة البناء، وقال مدير مكتب الخدمات العامة في المجلس المحلي في مخيم الركبان، إن كافة المنازل في مخيم الركبان بحاجة إلى صيانة وترميم بشكل دوري، وذلك بسبب العواصف الغبارية التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر وبسبب العواصف المطرية في فصل الشتاء، وأيضاً بسبب نوعية التراب الذي يُستخدم في أثناء البناء، فإنه تراب يحتوي على نسبة كبيرة من مادة الرمل، ولا يصلح للبناء، ولكن يستخدم النازحين هذا النوع من التراب كأفضل الموجود في المنطقة، وتبقى البيوت الطينية هي أفضل من الخيام للسكن، وتقدر تكلفة بناء شقة مؤلفة من غرفتين ومطبخ وحمامات حوالي ألفين وخمسمائة دولار أمريكي، حيث يتقاضى العامل أجور يومية زهيدة مقابل الأعمال الشاقة التي يقوم بها في أعمال البناء الطينية، حيث يتقاضى العامل خمسة وعشرين ألف ليرة سورية، أي ما يقارب 2 دولار أمريكي مقابل يوم واحد من العمل، والتي لا تكفي ثمن لتر واحد من الزيت النباتي، وبتاريخ 2023/5/1 قام الملك “فهد بن عبدالعزيز” المقيم في المملكة العربية السعودية بتقديم دعم مالي لبعض المسؤولين في المنطقة، وذلك من أجل بناء قرية في مخيم الركبان، وهي عبارة عن شقق سكنية مصنوعة من الطوب الطيني وعددها خمسون شقة سكنية، وُزعت للعائلات المتضررة منازلهم بسبب العواصف المطرية في المخيم، وقد وُزعت لكافة مكونات المجتمع المدني في المنطقة، وقُدرت تكلفة بناء القرية التي ضَمًّت خمسين شقة سكنية بحوالي خمسة وسبعين ألف دولار أمريكي.
سادساً: التربية والتعليم:
يوجد في مخيم الركبان ومنطقة 55 كم ثماني مدارس وجميعها لمرحلة التعليم الابتدائي فقط، وذلك من الصف الأول وحتى الصف الخامس الابتدائي، ويوجد في تلك المدارس معلمون ومعلمات وعددهم ستون معلماً ومعلمة، وجميعهم يقومون بعملهم كمتطوعين دون أي مقابل مادي لقاء ما يقدمونه للتلاميذ في مدارس المخيم، وذلك من خلال تعليم الأطفال القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وعند انتهاء امتحانات الصف الخامس الابتدائي تتوقف الحياة الدراسية لدى التلاميذ، لأنه لا يوجد شهادة إتمام مرحلة التعليم الابتدائي “السادس”، وذلك بسبب عدم قيام المنظمات الإنسانية ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف للطفولة والحكومة السورية المؤقتة بتبني قطاع التربية والتعليم في مخيم الركبان، وإجراء امتحانات شهادة التعليم الابتدائي والإعدادي، وحصول الطالب على شهادة دراسية معترف عليها في أثناء مغادرة المخيم والذهاب إلى مناطق أُخرى، وأيضاً عدم تقديم الدعم المادي للمدارس من أجل ترميم المدارس المتضررة بسبب العواصف المطرية، وعدم حصول الكادر التدريسي على مكافآت مادية، والعديد من الأسباب الأُخرى التي تهدد العملية التعليمية في كافة المنطقة، حيث إن آخر قافلة مساعدات مخصصة للمدارس دخلت إلى مخيم الركبان منذ سنة 2019، وكانت مقدمة من منظمة اليونيسف للطفولة، ولم تُقًّدم أي مساعدات أُخرى للمدارس منذ ذلك الوقت، حيث إن بعض مدارس المخيم بحاجة إلى ترميم والتلاميذ بحاجة إلى حقائب مدرسية ومنهاج تعليمي وأدوات ترفيهية ورياضية وغيرها، وقُدِّر عدد تلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي في مدارس المخيم حوالي ألف ومئتي طالب وطالبة، وهم بحاجة إلى توفر كافة الاحتياجات التعليمية، ومنها: “حقائب مدرسية – منهاج تعليمي – قرطاسية – وسائل ترفيه” وذلك من أجل استمرار تعليمهم في المدارس، ويجب العمل على تأمين كافة احتياجاتهم، وذلك من خلال التواصل مع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الأطفال، وبتاريخ 2023/9/29 قدمت “المنظمة السورية للطوارئ” الألعاب والهداية لأطفال المخيم، وذلك بعد زيارة خاصة والأولى من نوعها للأستاذ “معاذ مصطفى” المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ وبرفقته “هيثم البزم” مدير منظمة “جلوبال جستس”، وذلك بتاريخ 20238/9/25، وخُصصت رواتب شهرية لكافة العاملين في مجال التربية و التعليم في منطقة 55 كم ومخيم الركبان، وذلك بمعدل مئة دولار أمريكي لكل معلم ومعلمة في المنطقة، حيث قامت منظمة جلوبال جستس ببناء ثلاث مدارس لمرحلة التعليم الابتدائي في المنطقة، وهي مدرسة في منطقة واحة الماهوبية والأُخرى في منطقة واحة الخفية والأخيرة في قرية الدكاكا، حيث وصل عدد المدارس في منطقة 55 كم ومخيم الركبان إلى ثماني مدارس، منها خمس مدارس كبيرة وهي: مدرسة البيت التدمري ومدرسة الحي التدمري ومدرسة النجاة ومدرسة السلام ومدرسة أنشودة الربيع، والمدارس الأخرى هي مدارس موجودة في أماكن تجمع البدو “رعاة الأغنام”، وهي: مدرسة الماهوبية ومدرسة الخفية ومدرسة الدكاكا.
سابعاً: الطب والصحة:
عندما قامت المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بإيقاف إرسال المساعدات للنازحين في مخيم الركبان منذ سنة 2019، فقد تغير الواقع المعيشي من سيئ إلى الأسوأ، لاسيما انقطاع حليب الأطفال والأدوية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة، فقد لجأ المئات من النازحين لمغادرة المخيم إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وأن أغلب أولئك الذين غادروا بقصد العلاج ولعدم توفر الدواء اللازم، وهرباً من الجوع والمرض والفقر، حيث أعلنت الحكومة الأردنية في منتصف سنة 2020، عن إغلاق نقطة عون الطبية الموجودة داخل الأراضي الأردنية والتي تبعد عن سوق مخيم الركبان حوالي 18 كم، وذلك بسبب انتشار فيروس كوفيد 19 أو ما يسمى كورونا، وكانت نقطة عون الطبية هي النقطة الطبية الوحيدة التي عالجت مرضى قاطني مخيم الركبان، وقدمت الدواء لهم والإجراءات اللازمة عندما تكون هناك حالة صحية حرجة، مثل عملية ولادة قيصرية أو عملية جراحية أو كسر بالعظم أو غيرها فإن الفريق الطبي وقتئذٍ كان ينقل المريض إلى مستشفى خاص داخل العاصمة الأردنية “عمان” وإجراء العمليات اللازمة له، ومنظمة الأمم المتحدة هي التي كانت تدفع أجور العمليات الجراحية للحكومة الأردنية، وأفاد مدير المكتب الطبي في المجلس المحلي: أنه يوجد في مخيم الركبان ما يقارب أربع عشرة صيدلية، ويوجد فيها البعض من الأدوية اللازمة لمعالجة المرضى، مع عدم وجود العديد من الأدوية المطلوبة لمعالجة الأمراض المنتشرة في المخيم في فصل الصيف مثل المصل المضاد للدغة الأفعى والعقرب والليشمانيا وجدري الماء وغيرها، ويوجد صيدلية الأمل المدعومة من قبل المنظمة السورية للطوارئ والتي يشرف عليها أحد المشرفين الميدانيين التابعين للمنظمة في المنطقة، وتقدم الدواء اللازم والموجود مجاناً وذلك بعد معاينة المريض، وبالنسبة إلى لقاح الأطفال السنوي فإنه غير متوفر منذ سنة 2019، وذلك عندما قامت منظمة الهلال الأحمر السوري ومنظمة اليونيسف بإعطاء اللقاح للأطفال في المخيم لمرة واحدة فقط منذ تأسيس مخيم الركبان، وهناك ما يقارب ألف وخمسمائة طفل في المخيم بحاجة إلى تلك اللقاحات ولكنها غير متوفرة في المخيم، وبتاريخ 2023/2/12 أعلن جيش سورية الحرة “مغاوير الثورة سابقاً” وهو فصيل عسكري يتلقى دعمه من قبل التحالف الدولي وموجود في قاعدة التنف العسكرية، بافتتاح مشفى شام الطبي في مخيم الركبان، والتي تحتوي على اثنتي عشر غرفة وهي: غرفة الإسعاف وغرفة الاستقبال وغرفة الإدارة وغرفة والصيدلية وخمس غرف للعناية بالمرضى وغرفة الأسنان وغرفة نسائية وغرفة أطفال حديثي الولادة، ويوجد كادر طبي مكون من عشرين شخصاً وهم: قابلتان “أخصائية توليد” وخمس ممرضات وأحد عشر ممرضاً ومتدربان اثنان، كما يوجد البعض من الأجهزة والمعدات الطبية مثل: جهاز أكسجين وجهاز تخطيط قلب وحاضنة أطفال وجهاز إيكو وصيدلية تقدم الأدوية المتوفرة للمرضى مجاناً، تعتبر مشفى شام الطبي من أهم الإنجازات التي نُفِّذت على الصعيد الإنساني في منطقة ٥٥كم، ولكن لا يوجد فيها كادر طبي متخصص بالعمليات والجراحة والتخدير، وعندما تكون هناك حالة ولادة قيصرية في المنطقة، فإن المرأة الحامل أمام خيارين، أما مغادرة المنطقة والذهاب إلى مناطق سيطرة النظام السوري ودفع مبالغ مالية طائلة قد تصل إلى ألفين دولار أمريكي أي ما يقارب ثلاثين مليون ليرة سورية، ذهاباً إلى محافظة حمص وإياباً إلى مخيم الركبان، أو يجب عليها الانتظار حتى وصول الكادر الطبي الأمريكي إلى قاعدة التنف وذلك مجاناً، وبتاريخ 2023/2/6 دخل كادر طبي إلى مخيم الركبان عن طريق إحدى الفصائل العسكرية الموجودة في منطقة 55 كم، وأُجريت العديد من العمليات الجراحية والتوليد للمرضى في منطقة ٥٥كم ومخيم الركبان، وقُدِّرت بحوالي مئتين وخمسين عملية جراحية أُجريت مجاناً، وغادروا المنطقة في نهاية شهر نيسان 2023، وما تزال معاناة قاطني مخيم الركبان مستمرة وسط صمت المجتمع الدولي وتخاذل المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة.
ثامناً: المرأة وحقوق الطفل:
لقد كان للمرأة دور كبير وفعال في المجتمع المدني في مخيم الركبان ومنطقة 55 كم، ولها تأثير إيجابي في المجتمع على الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها النازحون في مخيم الركبان، وذلك من خلال دور المرأة في تعليم الأطفال في مدارس المخيم، وقيامها بالإسعافات الأولية للمرضى في المراكز الطبية الموجودة في المخيم، وأيضاً تأثيرها في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الصحافة والإعلام وتسليط الضوء على معاناة النازحين في المخيم، فهناك أكثر من مئة امرأة تعمل من أجل خدمة النازحين في كافة المنطقة، إما بالتعليم أو بالصحافة والإعلام أو بالطب أو يعملن ضمن مؤسسات المجتمع المدني، ونسبة 40% يعملن بشكل تطوعي، وذلك حسب ما ذكرت مديرة مكتب المرأة وحقوق الطفل في المجلس المحلي في مخيم الركبان، وأضافت إلى أن ألف وخمسمائة طفل أعمارهم تتراوح ما بين ستة أشهر واثنتا عشر سنة قد حُرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية كأطفال، وذلك بسبب صمت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بشؤون الأطفال، وأشارت إلى أنه خلال عام 2023 سُجلت ست حالات وفاة لأطفال داخل مخيم الركبان، ومنهم أربع حالات وفاة لأطفال حديثي الولادة، وطفل عمره خمس سنوات بحادث سيارة، وطفل عمره ستة أشهر كان مصاباً بالتهاب حاد بالرئتين، كما سُجِّلت ثلاثمائة وإحدى عشرة حالة ولادة في المنطقة، ومنها ولادات طبيعية ومنها قيصرية، ومن ضمنها ست وأربعون حالة ولادة لتوأم، وتزامناً مع الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها النازحون في مخيم الركبان، فقد لجأ العشرات من الأطفال للعمل في المحلات التجارية وأسواق المخيم وأعمال البناء، والتخلي عن التعليم في المدارس وذلك من أجل مساعدة ذويهم في مصاريف المنزل اليومية، وبتاريخ 2023/9/29 قامت “المنظمة السورية للطوارئ” بالتعاون مع منظمة “جلوبال جستس” وذلك عبر مشرفيها في مخيم الركبان، بتوزيع الهدايا والألعاب لطلاب المدارس في منطقة 55 كم ومخيم الركبان، وتخصيص رواتب شهرية للعاملين في مجال التربية والتعليم في المنطقة، وذلك بمعدل مئة دولار أمريكي لكل معلم ومعلمة.
تاسعاً: الثروة الزراعية والحيوانية:
بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، وبسبب الحصار المفروض على المخيم من قبل النظام السوري والميلشيات الإيرانية والروسية، وعدم توفر الخضار في أسواق المخيم على نحو مستمر، وغيرها من الأسباب الأُخرى التي أجبرت قاطني مخيم الركبان لزراعة الخضار الموسمية بما يكفي احتياجات المنزل، وهناك العديد من أنواع الخضار التي تُزرع في المنطقة مثل: البطاطا والبندورة والخيار والكوسا والفليفلة والباذنجان، ومختلف أنواع الخضار الورقية مثل خس وبقدونس ونعنع وفجل وسلق وسبانخ، وتعتبر زراعة الخضار هي مصدر الرزق الوحيد لبعض النازحين في المخيم، وتُباع بأسعار تتماشى مع أوضاع النازحين في المنطقة وبأسعار منخفضة جداً، حيث تباع الخضار المحلية بسعر أربعة آلاف ليرة سورية لكل كيلو غرام أي بنصف سعر الخضار التي تأتي إلى المخيم من مناطق سيطرة النظام السوري، والتي وصل سعر الكيلو غرام منها إلى ثمانية آلاف ليرة سورية أي ما يعادل نصف دولار أمريكي، وأفاد مدير مكتب الزراعة والثروة الحيوانية التابع للمجلس المحلي في مخيم الركبان: إن مساحة الأراضي القابلة للزراعة في منطقة 55 كم تقدر بحوالي سبعين ألف دنم، وهي أراضي صالحة لزراعة القمح والشعير والخضار، وأضاف إن في منطقة ٥٥كم يوجد اثنا عشر بئر مياه ومنها ثماني آبار قيد العمل والأُخرى تحتاج إلى صيانة، وذكر إن قوات التحالف الدولي خلال سنة 2023 شغًّلت البعض من الآبار المتوقفة عن العمل في المنطقة وأًجريت الصيانة لبعضها، كما قدمت مولدات كهربائية جديدة ومادة الديزل لتشغيل المولدات، ومن الآبار التي أُجريت لها صيانة وشُغِّلت خلال 2023 بئر منطقة البوبهي وبئر منطقة مهير، والآبار الأًخرى قُدمت لها المولدات الكهربائية المحروقات، ومنها: بئر واحة الماهوبية وبئر واحة الخفية وبئر واحة الشعار وبئر الشعلانية وبئر الدكاكا وبئر التنف، وأما الآبار غير جاهزة هي: بئر الدكاكا الثاني وبئر واحة الحقل وبئر منطقة المشكوكة الشرقية وبئر بوابة المخيم، وإما بالنسبة للثروة الحيوانية فيقدر عدد المواشي والأغنام في منطقة 55 كم خلال عام 2023 ستة آلاف رأس من المواشي، وذلك بعد أن وصل عددها لأكثر من مئة ألف رأس من المواشي خلال عام 2018، وفي عام 2022 عندما ارتفعت أسعار المواد العلفية وهبطت أسعار اللحوم وبسبب عدم وجود النباتات البرية في منطقة ٥٥كم، فقد غادر المنطقة العديد من مربي الأغنام إلى مناطق سيطرة النظام السوري وإلى مناطق أُخرى تتوفر فيها الظروف الملائمة لتربية المواشي، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم في مخيم الركبان في أواخر عام 2023 إلى مئة وأربعين ألف ليرة سورية أي ما يعادل عشرة دولارات أمريكية، ووصل سعر كيلو لبن الغنم إلى عشرين ألف ليرة سورية وكيلو حليب الغنم إلى أربعة عشر ألف ليرة سورية، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام في المنطقة وهبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي.
عاشراً: الحياة المعيشية:
يعتبر مخيم الركبان من أسوأ مخيمات النازحين السوريين، وذلك من حيث موقع المخيم في صحراء رملية قاحلة وانقطاع المساعدات الإنسانية منذ عدة سنوات، والحصار المفروض على المخيم من قبل النظام السوري والميلشيات الإيرانية والروسية وعدم توفر الأدوية اللازمة لمعالجة الأمراض، حيث إن النازحين يغادرون المخيم بين الحين والآخر وذلك إلى مناطق سيطرة النظام السوري وذلك هرباً من الجوع والمرض والفقر، ومن بقي في المخيم عليه أن يتحمل مرارة العيش فيه ومواجهة ظروف الحياة الصعبة في تلك الصحراء النائية، وهناك معاناة يومية يعانيها النازحون في مخيم الركبان ومنها معاناة الحصول على مياه الشرب لمن كان منزله بعيداً عن مركز توزيع المياه، ومعاناة تحضير الخبز المنزلي في حال انقطاع الطحين من أسواق المخيم والطبخ الذي يُحَضًّر على بقايا إطارات السيارات وقطع البلاستيك وأكياس النايلون وغيرها، ومعاناة الحصول على الدواء وإن وجد الدواء المطلوب يكون سعره مرتفع أضعاف مضاعفة عن سعره الأصلي الذي يأتي من مناطق سيطرة النظام السوري عن طريق التهريب، ومن أشد أنواع المعاناة التي تواجه الأطفال في المخيم هي في أثناء ذهابهم إلى المدارس التي أصبح العديد منها بعيداً عن منازل التلاميذ وجلوسهم في غرفة الصف على شوادر مصنوعة من النايلون مع عدم وجود أي نوع من وسائل التدفئة علماً أن الغرف الطينية هي باردة جداً في فصل الشتاء وحارة نسبياً في فصل الصيف، وذلك حتى دُعمت المدارس بوسائل التدفئة “مدفأة مازوت” من قبل جيش سورية الحرة، وتخصيص ميكروباص لنقل التلاميذ الذين من كانت منازلهم بعيدة عن المدارس، وفيما يتعلق باليد العاملة وأجور العمال في المنطقة، تقدر أجرة العامل الذي يعمل في أعمال البناء والمحلات التجارية وغيرها ما يقارب خمس وعشرين ليرة سورية أي ما يعادل 1.75 دولاراً أمريكياً والتي لا تغطي احتياجات المنزل اليومية، إذ إن سعر لتر مادة المازوت بثمانية عشر ألف ليرة سورية وكيلو السكر بعشرين ألف ليرة سورية وعلبة حليب الأطفال بخمسة وسبعين ألف ليرة سورية، والأمثلة كثيرة ولكن ذكرنا بعضها للمقارنة بين أجرة العامل اليومية وأسعار بعض المواد والمعاناة، وخلال عام 2023 وُزِّعت البعض من المساعدات الإنسانية في منطقة 55 كم ومخيم الركبان، وُزِّعت سلال غذائية وحطب التدفئة من قبل الأمير فهد بن عبد العزيز الملقب أبو تركي ما يقارب خمس عشرة مرة وذلك عبر مشرفين ميدانيين في المخيم يعملون أثناء توزيع المساعدات، وتعتبر منظمة “غراس الخير الإنسانية” هي المسؤولة عن تنسيق عمل أبو تركي في المنطقة، وتلك السلال الغذائية كانت توزع لكافة النازحين في المنطقة باستثناء من يتقاضون رواتب شهرية [العسكريون] كما وُزعت سلال غذائية من قبل “فريق ملهم التطوعي” بكميات محدودة لما يقارب ثلاثمائة عائلة وعلى ثلاث دفعات خلال 2023، كما وزع فريق ملهم مادة الخبز لكافة النازحين بما يقارب سبع مرات، وذلك أثناء توقف الفرن عن العمل لعدة أيام بسبب الصيانة أو عند نفاذ الطحين من مخازن الفرن، وبتاريخ 2023/12/5 وزعت “المنظمة السورية للطوارئ” سلل غذائية تحتوي على: سكر وأرز وحمُّص وزيت نباتي وعدس ومعلبات غذائية، وذلك لمرة واحدة فقط خلال عام 2023، كما قدمت الألعاب والهدايا لتلاميذ المدارس والحليب للأطفال الرضع ولمن هم دون السنتين من العمر وبذور للزراعة ووُزِّعت في المنطقة للمحتاجين من الأطفال والمزارعين عن طريق مسؤولي المنظمة في المنطقة، ووصلت نسبة العاملين الذين يتقاضون رواتب شهرية مستمرة في منطقة 55 كم ومخيم الركبان أربعون بالمئة من نسبة نازحي المخيم، لترتفع بمعدل عشرة بالمئة في عام 2023 نسبة للبطالة خلال السنوات السابقة، كما وصلت نسبة العاملين في البناء وفي أسواق المخيم ومالكي المحلات التجارية إلى عشرين بالمئة من نسبة نازحي المخيم، كما يعتمد خمسة عشر بالمئة من نازحي المخيم على الحوالات المالية من أقربائهم وأصدقائهم في الدول المجاورة والدول الأوروبية، أما نسبة الفقراء الذين لا يملكون ثمن قوت يومهم فقد وصلت إلي عشرون بالمئة، أما فيما يتعلق بالنسبة المئوية المتبقية فهي لأصحاب الطبقة الاجتماعية البرجوازية والإمبريالية وبعض الأشخاص الذين يديرون المخيم من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية فقط.
على الصعيد السياسي:
على الرغم من آلاف المناشدات ونداءات الاستغاثة التي صدرت من قِبَل المجلس المحلي في مخيم الركبان والنشطاء الإعلاميين والصحفيين في المنطقة، فإن المعاناة تزداد سوءً يوم بعد يوم، وأن 97% من المنظمات الإنسانية كان جوابهم على طلبات قاطني المخيم: “موقع مخيم الركبان المُعَقًّد إدارياً وسياسياً يحول بيننا وبين إيصال المساعدات الإغاثية إلى داخل المخيم” وهُنا يُقصد بإدارياً وسياسياً: يتبع مخيم الركبان إدارياً لمحافظة حمص، وتعتبر مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي هي الأقرب إلى المنطقة والتي تقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية والروسية والنظام السوري والتي فرضت الحصار على المخيم منذ عام 2019، وموقعه الجغرافي بالقرب من مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية وإغلاق الحدود الأردنية ومنع دخول قوافل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى المنطقة منذ عام 2018، وبتاريخ 2023/3/4 صَرًّح نائب مركز التنسيق الروسي اللواء “أوليغ غورينوف” أن هناك مجموعات إرهابية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية في مخيم الركبان وتتلقى تلك المجموعات تدريبات عسكرية في قاعدة التنف من أجل ضرب قواعد عسكرية روسية على الأراضي السورية. ودعا نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي كُلاً من روسيا والنظام السوري لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وقوافل الأمم المتحدة إلى داخل مخيم الركبان لقرابة ثمانية آلاف من النازحين، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 2023/2/28، ولكن روسيا والنظام السوري يطبقان الحصار الخانق على قاطني المخيم منذ عام 2019، ولم تدخل أي قافلة تابعة للأمم المتحدة ولا مساعدات الإنسانية لقاطني المخيم منذ آب 2019. وتعرضت منطقة 55 كم لعدة هجمات بطائرات مسيرة قد أطلقتها ميليشيا “المقاومة الإسلامية في العراق” والتي استهدفت من خلالها قاعدة التنف العسكرية بثماني هجمات وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، والتي أسفرت عن إصابة عدة أشخاص من القوات الأمريكية ومقاتلي جيش سورية الحرة في قاعدة التنف.
على الصعيد العسكري:
إن قوات التحالف الدولي موجودة في قاعدة التنف العسكرية ضمن منطقة خفض التصعيد أو ما يطلق عليها منطقة ٥٥كم، حيث يوجد في تلك القاعدة العسكرية أبناء النازحين من مخيم الركبان الذين هُجِّروا من بيوتهم قسراً من مناطق ريف حمص الشرقي وأرياف دير الزور وريف دمشق وغيرها من المحافظات السورية وأريافها، وبسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها قاطنو المخيم وبسبب عدم وجود فرص للعمل، فقد لجأ البعض من الشباب للالتحاق بصفوف جيش سورية الحرة “مغاوير الثورة سابقاً” أو ما أُطِّلق عليه اسم “جيش سورية الجديدة منذ تأسيسه عام 2015″، وخلال عام 2023 خُرِّجَت دفعتين جديدتين من المقاتلين الذين انظموا إلى صفوف جيش سورية الحرة، الأولى كانت بتاريخ 2023/3/2 والثانية كانت بتاريخ 2023/9/21، حيث وصل عدد المقاتلين إلى ما يقارب خمسمائة مقاتل، حيث دُرِّبوا وأًهِّلوا لحماية المدنيين في منطقة ٥٥كم ومخيم الركبان، وعدم السماح للميليشيات الإيرانية والنظام السوري وتنظيم داعش الإرهابي من الدخول إلى المنطقة وزعزعة الاستقرار والأمان فيها، حيث أكد المجلس المحلي في مخيم الركبان ومجلس عشائر تدمر والبادية السورية عبر بيان مرئي نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 2023/2/15 وبيان كتابي رقم 170، على أن منطقة 55 كم خالية من الإرهاب وآمنة، وفي سياق منفصل وبتاريخ 2023/9/14 أعتُقِّل ما يقارب ثلاثين مقاتلاً من مقاتلي جيش سورية الحرة من قِبَل قيادة الجيش نفسه وذلك بتهمة سرقة سلاح أمريكي، وبعد التحقيقات التي استمرت عدة أسابيع مع الموقوفين استُرجِّع البعض من السلاح المسروق والقسم الآخر لم يُعّثَر عليه حتى قيام قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف خلال الشهر الأخير من عام 2023 بحملة مداهمة في المخيم على منازل البعض من المقاتلين الموقوفين في قاعدة التنف والعثور على ما تبقى من السلاح الأمريكي المسروق، وعلى الصعيد الإنساني العسكري فإن فرن الخبز الوحيد في المنطقة هو بدعم من قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف حيث تقدم الطحين الأبيض والمحروقات وأجور العمال إلى الفرن عبر جيش سورية الحرة وإشرافه، ليتم بيعه إلى قاطني المخيم بسعر ألف وخمسمائة ليرة سورية، وعلى الصعيد السياسي العسكري فإن وجود قوات التحالف الدولي في منطقة خفض التقعيد ٥٥كم هو من أجل محاربة والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في البادية والجنوب السوري، حيث قال القائد العسكري في القيادة الأمريكية العقيد “براين ديكوتي” أن وجود القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في قاعدة التنف العسكرية هو من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي فقط ولا نتدخل في الشؤون الإنسانية في المنطقة فهي من واجبات ومهام الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وذلك خلال اجتماع حصل في قاعدة التنف بين “براين ديكوتي” ووفد من قاطني ووجهات مخيم الركبان وبحضور ممثلين عن المجلس المحلي ومجلس عشائر تدمر والبادية السورية وكان ذلك في شهر تشرين الأول عام 2022.
حرر بتاريخ 2024/18/1.
رئيس المجلس المحلي
محمد أحمد الدرباس