fbpx

التعليم عن بعد ما له وما عليه.. شهادات ميدانية

0 125

يعرف التعليم عن بعد بأنه التعليم الذي يتم عن طريق الإنترنت، والاستفادة من مزيات هذه الشبكة العالمية، سواء أكان ذلك عبر المنتديات أو المنصات أو البرامج الخاصة، ولا يشترط في التعليم عن بعد ما يشترط للتعليم الصفي من التقيد بوقت ما أو من وجود تفاعل بين المعلم والمتعلم في الوقت نفسه.

التعليم عن بُعد وهو ما يعرف بـ (Distance Learning)، هو وسيلة تعليمية حديثة النشأة تهدف إلى تقديم التعليم من داخل المؤسسة التعليمة إلى المتعلم في أي مكان كان. وتعد المرونة أحد أهم إيجابيات التعليم عن بعد حيث أنه يتيح للطالب التعلم في أي وقت وأي مكان. وفي الوقت الذي تعاني منه دول العالم حالياً من جائحة كورونا والتي أعاقت العملية التعليمية التقليدية وحالت دون حضور الطلبة إلى المدارس أو الجامعات، اضطرت دول العالم إلى تطبيق نظام التعليم عن بعد لتيسير العملية التعليمية والمحافظة على استمرارها مع الحفاظ على سلامة الطلبة والمعلمين.

والتعليم عن بعد ليست ظاهرة حديثة فقد ظهرت في نهايات السبعينيات من القرن العشرين بواسطة بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية؛ حيث كانت ترسل البرنامج التعليمي للطلبة بواسطة البريد، وكانت تتمثل حينها بالكتب، وشرائط التسجيل، والفيديوهات؛ لتقدم شرحاً وافياً حول المناهج التعليمية، وكان الطلبة يندمجون مع هذا النمط التعليمي، ويلتزمون بما يوكل إليهم من فروض وواجبات، ولكن تشترط الجامعات على طلبتها القدوم إلى الحرم الجامعي في موعد الاختبارات النهائية.

فوائد التعليم عن بعد:

إن أهم الفوائد تبدو في قدرة التعليم عن بعد على مواجهة التحديات التي تتصل بالتعليم الصفي، فلا يؤثر فيه غياب الطالب عن موعد الدرس، كما أن التعليم عن بعد يقلل من هدر الوقت والمال في سبيل الوصول إلى المدرسة أو الجامعة، كما أنه يعزز جوانب المسؤولية الذاتية عند الطالب في الانضباط الذاتي، ويمنح الطالب فرصة أكبر في توسيع مصادر المعرفة

ونستطيع تلخيص فوائده في النقاط التالية:

يتميز نظام التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني على عدد من الإيجابيات، إليكم أبرز الإيجابيات:

أولاً: إدارة الوقت

يتحلى طلاب أنظمة التعلم عن بعد بمهارة عالية في تنظيم الوقت، وخبرة كافية لتحديد الوقت التي تحتاجه الدروس والواجبات، ويمكن أن يتحقق هذا العنصر من خلال:

  • التخطيط المسبق
  • اختيار المكان المناسب
  • أخذ قسط من الراحة
  • خلق التوازن بين الأولويات المختلفة
  • تجنب تعدد المهام في وقت واحد
  • الابتعاد عن مصادر الإلهاء أثناء الدراسة

ثانياً: طوير مهارات الطلاب الفكرية:

حيث أثبتت الدراسات أن طلاب أنظمة التعلم عن بعد يتمتعون بمهارات فكرية عالية، وقدرة على التوصل للحلول في أسرع وقتٍ ممكن بالمقارنة مع طلاب التعليم النظامي، إذ عند مواجهتهم لأي مشكلة متعلقة بالمنهاج يتبع الطلاب شتى الطرق ويستعينون بمختلف الوسائل للوصول إلى الحل، مما يدعم لديهم مهارات التفكير.

ثالثاً: تعزيز الانضباط الذاتي

وهو يعني ضبط النفس والقدرة على الالتزام بما يرغب الفرد بتحقيقه، إذ إنّ التعليم عن بُعد يفتقر للمحفز المباشر وهو المعلم، حيث تكمن أهمية التحفيز الذاتي في مساعدة الطالب على تحسين قدرته على تحفيز نفسه لإنجاز المهمات المُوكلة إليه، وتجدر الإشارة إلى أنّها ميزة تجعل الطالب متميزاً في عمله مستقبلاً.

رابعاً: رفع مستوى المهارات المهنية

يُساعد التعليم عن بعد الطلاب على رفع وتنمية المهارات المهنية لديهم، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم بأخذ الدوارت التدريبية المتنوعة إلى جانب التعليم الالكتروني، كما أنها فرصة جيدة للطلاب الأكبر سناً للبحث عن فرصة عمل مناسبة إلى جانب التعلّم من خلال التنسيق بينهما.

خامساً: تقليل الفروقات الفردية

يُقلل التعليم عن بعد من الفروقات الفردية بين المُتدربين، وذلك من خلال وضع المصادر التعليمية المتنوعة بين يدي المُتعلم، بالإضافة إلى تقديم الدعم الكامل للمؤسسات التدريبية بكل ما تحتاجه لتنتج تعليماً فعالاً من وسائط وتقنيات تعليم.

مميزات التعليم عن بعد

الملائمة: فهو يناسب كافة الأفراد سواء كان محاضراً أو طالباً.

التأثير: التقنيات المستخدمة في التعليم عن بعد تجعله يمتاز بتركه تأثيراً وفاعلية أكثر من نظام التعليم التقليدي لدى المتعلم.

المرونة: تتمثل بإتاحة المجال والخيارات أمام المتعلم وفقاً لرغبته في المشاركة، ومن أبرز

مظاهر المرونة:

  • إمكانية جدولة الحصص التعليمية للطالب والمعلم حسب الظروف التي تُناسب كلّاً منهم خلال اليوم.
  • إتاحة فرصة مساعدة الآباء لأبنائهم في عملية التعليم في الوقت الذي يُناسبهم.
  • إتاحة الفرصة للطالب للدراسة بالطريقة التي تُناسبه، إذ يُمكن للطالب تكرار الدروس كما يشاء؛ وذلك لأنّ قدرات الطلاب الاستيعابية متفاوتة.

سلبيات التعليم عن بعد:

لعل أهم سلبياته تبدو في:

  1. تنحية دور المعلم الفاعل، وجعله مقتصراً على المعلومة التي يمكن إيجادها من غير دور توجيهي أو تربوي له.
  2. عدم وجود منهجية واحدة في التعليم عن بعد، وغالباً ما يشكّل الطالب منهجيته الخاصة وحده.
  3. عدم تقبل كثير من أولياء الأمور لهذه الفكرة بعد، ولاسيما أن مثل هذا النوع من التعليم يتطلب كلفة مادية قد لا يستطيع كل طالب الحصول عليها.
  4. فقدان التركيز، وعدم المصابرة على المعلومة، إذ يكفي ألا تعجب الطالب معلومة ليبحث عن غيرها.
  5. عدم توافر مناهج مناسبة لكل الفئات العمرية ولمختلف الفئات التعليمية و للاهداف التربوية والفكرية المطلوبة.
  6. التكلفة المادية العالية.
  7. عدم تأهيل بعض الطلاب للتعامل مع التكنولوجيا.
  8. صعوبة تعامل الطلاب من خلال الفصل الافتراضى ومع المعلمين.
  9. عدم التزام بعض الطلاب بمواعيد الدراسة المحددة.
  10. نظرية التأجيل التي يعتمد عليها اغلب الطلاب.
  11. قد ينغمر الطلاب أكثر مع عالم التنكولوجيا ويهمل الحياة العادية.
  12. عدم وجود معلمين أكفياء ومتدربين على التعامل مع الطلاب من خلال التكنولوجيا.
  13. نظرة المجتمع إلى هذا الاسلوب من التعلم.
  14. نظرة المتعلم إلى أن الفرص الوظيفيه لا يمكن الحصول عليها عن طريق هذا النمط من التعليم.
  15. عدم الاعتراف بالتعليم عن بعد من قبل وزارات التعليم العالي في بعض الدول العربية خصوصاَ.
  16. ضعف شبكة الإنترنت في بعض المناطق مما يوثر على جودة الاتصال.

كيفية الدراسة عن بعد (أونلاين)

إن آلية الدراسة عن بعد ليس لها صفة الصعوبة، إذ يكفي وجود إنترنت وجهاز لوحي أو حاسوب وهمة وإرادة عند المتعلم، لتتحقق عملية التعليم عن بعد، ولا بد هنا من التعرف على أفضل جامعات التعليم عن بعد حول العالم، وكذلك أفضل المنصات.

بعد جائحة كورونا تحولت معظم الجامعات للتعليم عن بعد، إلا أن هناك جامعات تشتهر بتقديم برامجها عن بعد، ولها آلية معينة في الاختبار ومنح الشهادات، وفي التخصصات، ومنها:

  • جامعة الفلبين المفتوحة.
  • جامعة بنغلاديش المفتوحة.
  • جامعة جنوب إفريقيا
  • جامعة طومسون ريفرز للتعليم المفتوح
  • جامعة كاتالونيا المفتوحة: وتأسست في إسبانيا عام 1994.
  • جامعة هولندا المفتوحة
  • جامعة هونج كونج المفتوحة.
  • جامعة ولاية بنسلفانيا العالمية.
  • كلية الفنون التطبيقية المفتوحة بنيوزيلندا.

وتشتهر جامعة فلوريدا بتقديم برامج كثيرة جدا في التعليم عن بعد، ورسومها ليست عالية، كما أنها تتيح لطلاب التعليم عند بعد إمكانية الوصول إلى بيانات مكتبتها كاملة.

وجامعة أنديرا غاندي الوطنية المفتوحة، عبر أكثر من ثلاثمئة برنامج.

ولا ننسى جامعة بوسطن، وهي من أهم الجامعات التي تقدم التعليم عن بعد عبر برامج متنوعة، وساعاتها باهظة التكلفة، إلا أنه يمكن الاستفادة من منحها التي تقدمها كل سنة.

ومن أهم المساهمين في الكورسات المجانية في موقع EDX جامعة هارفارد، وهذا ما يجعلها من أهم جامعات التعليم عن بعد مجاناً.

أما أهم المنصات التي تقدم خدمات التعليم عن بعد:

  • منصة almentor، وهي من أقوى المنصات التعليمية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتقدم دوراتها بأحدث التقنيات.
  • منصة Coursera، وهي من أشهر المنصات، ومعظم كورسات الموقع مترجمة للغة العربية.
  • منصة edX، وتعتبر من أفضل المنصات التعليمية، إذ تقدم كورسات تعليمية لطلاب التعليم العالي في تخصصات عديدة، ولاسيما العلوم، والهندسة، والفيزياء.
  • منصة Khan academy، وتهدف لنشر العلم للجميع، مستخدمة أساليب تعليمية متطورة.
  • منصة LinkedIn learning، وهي منصة تابعة للموقع الشهير “لينكد ان”.
  • منصة Udacity وهي من أهم المنصات في مجال التقنية؛ إذ تعد من المنصات الرائدة في التعليم الإلكتروني عموماً وفي مجال التقنية خصوصاً.
  • منصة Udemy، وهي المنصة الأفضل في تعلم أي مهارة بأسرع وقت، والكورسات الموجودة تشمل كل المجالات تقريباً، وفيه كورسات تعليمية باللغة العربية.
  • منصة إدراك، وهي من أفضل المنصات التي تقدم كورسات باللغة العربية.
  • منصة رواق العربية، وتقدم العديد من الدورات التعليمية مجاناً، في مختلف المجالات.
  • منصة أكاديمية حاسوب، التي تقدم خدمات الإنترنت للمستخدمين الناطقين بالعربية.

أهم النصائح والإرشادات حول التعليم عن بعد:

إن التعليم عن بعد يعود في المقام الأول إلى إرادة المتعلم ورغباته وميوله، فليس فيه إلا الرقابة الذاتية، وعليه:

  • لا بد من تهيئة الأجواء التي تمكّن الطالب من الاندماج والإفادة القصوى من مصادر هذا النوع من التعليم.
  • لا بد من التواصل مع بعض المعلمين في الواقع، كي يقيّموا مرحلة التعليم عن بعد عندك، فلربما تكون في طريق يحتاج إلى تعديل وفق رغباتك.
  • لا بد من الحرص على الوصول إلى كل الأدوات المادية التي تحقق فاعلية حقيقية في التعليم عن بعد.

كما أنه لا بد من الهدوء والسير برويّة وعدم الاستعجال في شيء، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.

شهادات ميدانية

وقد قمنا بتوجيه عدد من الأسئلة إلى عينات عشوائية من العاملين في حقل التعليم عن بعد وفيما يلي الأسئلة وإجابات العديد منهم:

1- ما رأيك في تجربة التعليم عن بعد من خلال خبرتك الخاصة؟

2- كيف ترى مستقبل التعليم عن بعد؟

3 – ماهي الصعوبات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟

4- ماهي اقتراحاتك لتطوير عمل المنصة التي تعمل فيها؟

5- هل للتعليم عن بعد فائدة أو قيمة حقيقية؟

6- ما مدى اعتماد شهادات التعليم عن بعد؟

قالت الأستاذة آلاء أ:

رأيي، تجربة جديدة وجميلة ولم تخطر ببالي يوماً، تتيح فرصة نشر ما أحمله من معلومات بأساليبي المعتمدة والمطورة بما يتلاءم مع التعليم عن بعد.

إلى طلاب من مختلف أنحاء العالم ومختلف الثقافات والجنسيات، المستقبل بالنسبة لي غامض نوعاً ما، ليس من الممكن توقع أي شيء، ولكن أتمنى كل الخير.

الصعوبات، تفاوت المستويات أحياناً يشكل عائقاً للمعلمة وحتى للطلاب، بعضهم يرى ما نقدمه من معلومات يفوق قدراته،وبعضهم يراها أقل من قدراته.

الحلول، انتقاء الطلاب بدقة وفرزهم حسب المستويات والمعلومات التي يمتلكونها ويريدونها

وفي نهاية الأمر، وكما أقول دوماً، أفضّل الابتعاد عن التعقيد والتكلف لتطوير العمل لأن الجمال يكمن في البساطة.

أ. هديل ب، فقد تحدثت بمايلي:

  1. تجربة التعليم عن بعد مختلفة وجديدة.. لم أتوقع أن تكون بهذه الفاعلية والسلاسة والنجاعة.
  2. أرى أن للتعليم عن بعد مستقبل ناجح وانتشار أوسع مما عليه الآن، حيث أصبح ينافس التعليم التقليدي والتعلم الذاتي أيضاً لما يتميز به من (سهولة الوصول والمواعيد المرنة والبيئة المناسبة والآمنة وتوفير للجهد والوقت) فضلاً عن وسائل التعليم المتطورة والواضحة ودمج التكنولوجيا بالتعليم وهذا ما يفتقره التعليم الحضوري.. بالإضافة إلى الأمور التي تميّز التعليم عن بعد هو قدرته على سد ثغرات معينة وتقوية الطالب بمجال محدد.
  3. لكن من أحد الصعوبات التي واجهتها هي.. ضعف الدافع والشغف لدى الطلاب المبتدئين نحو تعلم اللغة العربية.. مثلا يعود ذلك لالتزامهم بدوام مدرسي ونوادي وأنشطة.. إلخ، لذلك أضفت بعض التمارين المسلية واستخدمت أسلوب التلعيب والعصف الذهني والتحديات البصرية والسمعية البسيطة، لجذب الأطفال وفي بعض الأحيان أتحدث معهم بشكل مباشر عن أهمية اللغة العربية في حياتهم كعرب وكمسلمين أيضاً.
  4. أقترح أن يتم تحديد الأهداف التعليمية العامة الواجب على المعلم تحقيقها على مدار العام الدراسي.

أ. نور، قالت عن تجربتها:

تجربة ناجحة وبديل عن صعوبات التعليم في المناطق البعيدة أو الساخنة أو التي لا يمكن الوصول إليها، وأظن أن مستقبل هذا التعليم سيكون زاهراً وسيأخذ دوراً كبيراً في التعليم وسيتطور أكثر ويصبح متوفرا لمعظم الفئات.

الصعوبات كثيرة منها تفاوت مستوى الطلاب في الفئة الواحدة وتفاوت متطلباتهم التعليمية وكذلك صعوبة توفير البرامج والمناهج التي يمكن العمل عليها عند الجميع وتناسب احتياجات كل متعلم.

التغلب على هذه الصعوبات يكون بالعمل والبحث المستمر ومحاولة توفير كتب تلبي حاجة المستخدمين مع تطوير برامج تكوينية وترفيهية بهدف التعلم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني