fbpx

التعليم عن بعد في مخيمات الشمال السوري.. مصاعب ومعوقات

0 166

توقف طلاب الشمال السوري عن ارتياد المدراس في ظل انتشار جائحة كورونا، وقيام ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ بتعليق ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﺈﺟﺮﺍﺀ ﻭﻗﺎﺋﻲ ﻟﻤﻨﻊ ﺗﻔﺸﻲ الفايرﻭﺱ، ﻭﺑﺪﺃﺕ العمل بطريقة “التعليم عن بعد” كوسيلة لاستمرار العملية التعليمية، وإﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ للطلاﺏ واستمرار التواصل بين المدارس والطلبة.

لكن التعليم عن بعد غير متوفر لجميع الطلاب، وخاصة في مخيمات ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ بسبب الفقر وﺿﻌﻒ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ النازحة، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺪﻡ قدرتهم ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍء ﻫﻮﺍﺗﻒ ﺫكية ﻷﻭﻻﺩﻫﻢ، ﺇﺿﺎﻓﺔً ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺀ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍلإﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﻏﻼﺀ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ما يحرم آلاف الطلاب من هذه الفرصة، ويحد من قدرتهم على متابعة تحصيلهم الدراسي.

المعلمة سماح الغنوم (31عاماً) من مدينة إدلب تتحدث عن التعليم عن بعد بقولها: “ﺍﺗﺒﻌﻨﺎ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍلتعليم ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺒﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ ﻭﺍﺗﺴﺎﺏ ﻭﺗﻠﻐﺮﺍﻡ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺳﻼﻣﺘﻨﺎ ﻭﻣﻨﻊ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍلمدارس.”

وتضيف: “ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻻ ﻧﺤﺮﻡ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻟﻜﻦ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ الطلاب ﺍﻣﺘﻨﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﻢ ﺟﺮﺍﺀ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﻫﺎﺗﻒ ﺫﻛﻲ ﺃﻭ ﺣﺎﺳﻮﺏ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻟﺪﻳﻬﻢ، وخاصة في ﺍلمخيمات بالإضافة إلى ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ وانقطاعها بشكل كامل، ما زاد من صعوﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ الجميع، ﻓﺎﻗﺘﺼﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﻭﺍنسحب الكثيرون ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺣﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ممن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﺗﻴﺎﺭ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ.”

تؤكد الغنوم بأنها تقوم مع زملائها بتصوير الدروس عبر أجهزة الموبايل ونشرها على مجموعات “الواتساب” حتى يتابعها الطلاب من منازلهم، كما ترسل لهم صور عن الوسائل التعليمية وتسجيلات صوتية ونصوص مكتوبة، ثم يطلب من الأهالي التعاون مع المعلم في شرح المعلومات للطالب والإجابة عن الأسئلة والمشاركة في مناقشة الدرس، ثم يقوم الطلاب بكتابة الوظائف وحلّ الواجبات اليومية وتصويرها وإرسالها، ليقوم المعلم بتصحيح الأخطاء وتسميع الدرس.

وتبين الغنوم أن قطاع التعليم في إدلب يعاني أصلاً من تدهور كبير ووضع كارثي نتيجة القصف والدمار الذي تعرضت له المنطقة من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، إضافة إلى موجات النزوح الكبيرة من جنوب المحافظة إلى شمالها، الأمر الذي تسبّب في ضغط هائل على المدارس في مدن شمال المحافظة وبلداتها، عدا عن تحوّل بعض المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين، ما أدى إلى شبه شلل في التعليم، هذا الواقع أدى إلى تسرّب المدرسي لمئات آلاف الأطفال الذين شردوا من منازلهم للعيش في مخيمات مكتظة أو ملاجئ موقتة.

ﻣﻦ جهته أحمد العبدو (16عاماً) نازح من ريف حماة، يقيم في مدينة حارم طالب في الصف الأول الثانوي يقول: “نواجه الكثير من الصعوبات في ﺗﺤﻤﻴﻞ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻋﺒﺮ ﺍلإﻧﺘﺮﻧﺖ، بسبب ضعف الشبكات في معظم الوقت، كما نعاني بسبب وجود هاتف واحد في المنزل أستخدمه مع إخوتي الثلاثة في متابعة دروسنا.”

أما الطالبة نهى المصطفى (18عاماً) طالبة في الثالث الثانوي ونازحة من مدينة خان شيخون إلى مخيمات سرمدا الحدودية تتحدث لـ نينار برس عن صعوبات التعلّم عن بعد بقولها: “ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺟﻴّﺪﺓ لمنع ﺗﻔﺸﻲ ﻓاﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻭعدم ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ، ﻭلكننا لا نحصل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺟﻮﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩنا ﻓﻲ الغرف الصفية، ومتابعة معلمينا.”

الكثير من الطلاب اعتبروا إغلاق المدارس فرصة لكسب المال، حيث تخلوا عن التعليم واتجهوا نحو البحث عن عمل لمساعدة أسرهم في تأمين لقمة العيش.

اضطر أبو كمال(45 عاماً) النازح من معرة النعمان إلى مخيمات دير حسان إلى ترك أطفاله الأربعة دون تعليم بعد توجه المدارس لطريقة التعليم عن بعد لعدم قدرته على تحمل تكاليف الإنترنت والأجهزة.

وعن ذلك يقول لـ نينار برس: “نزحنا من ريف إدلب الجنوبي، وتركنا منازلنا وأرزاقنا، وبسبب الغلاء وعدم توفر فرص العمل أجبرت أولادي على ترك الدراسة والتوجه للعمل لمساعدتي في تأمين مصروفنا اليومي.”

عثرات وتحديات كثيرة تواجه الطلاب في إدلب وتمنعهم من مواصلة تعليمهم عن بعد في ظل انتشار جائحة كورونا، بسبب النزوح وعدم توفر الهواتف والإنترنت والكهرباء ما يضع آلاف الطلاب أمام مستقبل مجهول، ويحرمهم من أبسط حقوقهم، ويغلق نوافذ الأمل في وجوههم.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني