fbpx

الأمريكيون من أصل سوري يعقدون في واشنطن ورشة عمل دولية

0 609

دعت مجموعة من السوريين الموجودين في واشنطن لحضور ورشة عملٍ دوليةٍ مقررةٍ مسبقاً، ستعقد في العاصمة الأمريكية بتاريخ التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، هذه الدعوة تخصّ كل الأمريكيين من أصل سوري، الذين يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية. وسيتم خلال اللقاء إلقاء كلمات لشخصيات عديدة، تتناول موقف الإدارة الأمريكية من القضية السورية ومتغيرات هذه السياسة بعد الانتخابات النصفية للكونغرس بمجلسيه، كذلك سيتم التطرق إلى رؤية استراتيجية لعلاقات الأمريكيين من أصل سوري مع الدول الفاعلة بالملف السوري، وهناك من سيتحدث عن دور اللوبيات في الولايات المتحدة وأهمية خلق فريق لتعزيز دورنا كسوريين في الولايات المتحدة.

من الجدير بالذكر أن مؤتمراً لأمريكيين من أصل سوري التقوا على مدى يومين في شهر سبتمبر الماضي في واشنطن، لوضع مسودة أولى لميثاق وطني سوري.

إن توحيد مواقف الأمريكيين من أصل سوري ضمن رؤية واحدة هو أجدى للقضية السورية وأنفع من عقد مؤتمرات متعددة لجماعات سياسية أو فكرية أمريكية من أصل سوري، هذه الرؤية ينبغي أن ترتكز على ثورة الشعب السوري وأهدافها بقيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية، ولعلّ أهم الأهداف في هذه الأهداف هو الخلاص مرةً واحدة من النظام الأسدي الاستبدادي.

ويتضح من عدد المشاركين في اللقاء التشاوري ومواقع تأثيرهم ومرجعياتهم، أن هذا اللقاء يريد خلق حالة جديدة، دون أوهام ذاتية على مستوى التأثير السياسي، وبتأكيد على أهمية خلق إطار عمل موحد دون شعارات لا يمكن أن تخدم القضية السورية.

إن مشاركة شخصيات ذات وزن في هذا اللقاء التشاوري ضرورة وخيار صحيح، هذه الشخصيات تمّ من قبل استبعاد مشاركتها في الشأن العام السوري، لمنعها من التأثير الفعّال المنتج، لصالح جماعات طفت على السطح بفعل أجندات خارجية.

هذا التوجه يريد تلخيص فكرة أن يتمّ حشد كل الطاقات الفعّالة في بوتقة العمل للتأثير على السياسة الأمريكية حيال ملف الصراع في سوريا، وتصحيح هذه السياسة بما يتفق مع حقيقة هذا الصراع بين النظام الاستبدادي الأسدي والشعب السوري، الذي يريد الخلاص من القهر ويريد نيل حرياته وكرامته، وبناء دولته المدنية الديمقراطية التعددية.

إن توزيع المهام على مجموعات عمل غايته تسليط الضوء على هذه المهام، ومحاولة إيجاد مقاربة موضوعية لها، من هذه المهام عقد ما أسمته الورشة (طاولة)، فهناك في الطاولة الأولى ستتم مناقشة توحيد الأمريكيين من أصل سوري عبر إيجاد ساحة عملٍ وقواسم مشتركة، وتوحيد الأجندة في الحل السوري، وآليات التأثير، حتى بلوغ تشكيل لوبي أمريكي سوري فاعل.

أما في الطاولة الثانية فسيتم مناقشة تجربة (الإدارة الذاتية)، وكيفية بناء تجربة ناجحة بمساعدة كل السوريين في شرق الفرات، وليس كما هي في صيغتها الحالية المقتصرة على هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي يعرف الجميع أنه مجرد ذراعٍ لحزب غير سوري هو (حزب العمال الكردستاني التركي) والمصنّف أمريكياً بأنه حزب إرهابي.

في الطاولة الثالثة سيتم نقاش الوضع في شمال غربي سوريا وطرق الوصول إلى الحوكمة، ومنطقة شمال غرب سوريا هي المنطقة التي تحكمها قوى أمر الواقع المصنفة إرهابية (هيئة تحرير الشام)، أي جبهة النصرة.

الطاولة الرابعة ستكون حافلة بالهمّ السوري، إذ سيناقش فيها سيناريو لتطور الأجندة الأمريكية تجاه سوريا، بغية إنهاء مأساة المعتقلين والمغيّبين والوصول للانتقال السياسي وفق القرار 2254.

ينتظر السوريون نتائج هذا اللقاء التشاوري وتوصياته، وينتظرون مقدرته كإطار عمل واسع على دعم مؤسسات الشرعية لقوى الثورة والمعارضة، وفي مقدمتها الائتلاف الوطني وهيئة المفاوضات والحكومة المؤقتة، ففي هذا الدعم المعنوي والسياسي دفع حقيقي لتنفيذ القرار 2254، ومنع تشظية القضية السورية تحت شعارات مثل (خطوة مقابل خطوة).

نجاح اللقاء التشاوري للأمريكيين من أصل سوري سيشكّل انعطافةً على مستوى الممارسة السياسية، فمن قبل، كانت هذه الممارسة تتكئ على تقاطعات بين القوى المنخرطة بالصراع السوري، وفي غالب الأحيان تحدث عطالة مسار هذه الممارسة نتيجة التناقضات العميقة بين تلك القوى.

الانعطافة المرجوة من اللقاء التشاوري للأمريكيين من أصل سوري ستتحدد بقدرة إطارهم الجديد (لوبي سوري) على التأثير على سياسات الولايات المتحدة الأمريكية بما يخدم وحدة سوريا وخلاصها من نظام القهر الاستبدادي ومن أي تهديد خارجي.

فهل سينجح هذا اللقاء التشاوري للأمريكيين من أصل سوري في بدء خطوة ملموسة فعّالة جديدة باتجاه الحل وفق القرارات الدولية، أم سيكون لقاءً كبقية لقاءات غير منتجة سبقته. نحن ننتظر نتائج ذات قيمة وفائدة تخدم قضية الشعب السوري بكل مكوناته في الخلاص من الاستبداد.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني