fbpx

ارتفاع معدلات جرائم السرقة والسطو في الرقة

0 239

كثرت في العامين الماضيين جرائم السرقة والسطو في مدينة الرقة وريفها، ولا يكاد يمر يوم إلا ويتم فيه تسجيل أكثر من جريمة سرقة، حسبما تشير شهادات كثير من الأهالي هناك.

أبو كامل (اسم مستعار) أحد سكان مدينة الرقة، تعرض منزله للسرقة قبل نحو شهرين من قبل مجهولين، وتقدر قيمة المسروقات بنحو 250 دولار أميركي، وهو ليس بالمبلغ الهين بالنسبة لأبي كامل الذي يقدّر دخله الشهري بـ 100 دولار.

ويشير أبو كامل في حديثه لـ نينار برس بأنه ذهب إلى قوى الأمن الداخلي “الأسايش” لتقديم شكوى ضد شخص يشك بأنه السارق بنسبة كبيرة، ولكن قوى الأمن لم تجر أية تحقيقات ولم تحرك ساكناً كما يصف.

مضيفاً “بعد أن استيقظت فجراً واكتشفت أن المنزل تعرض للسرقة ذهبت مباشرةً إلى قسم الأمن، لم يتلقوا مني الشكوى، بل طلبوا أولاً أن أقوم بتقديم ادعاء في المحكمة ضد الشخص الذي أتهمه، وبالفعل ذهبت إلى المحكمة وجلبت لهم ادعاءً موقعاً من النيابة العامة، ووعدوني بإجراء التحقيقات والقبض على السارق، ولكن لم يحدث أي شيء، والسارق يمشي في الحي أمامي ولم يمسسه أحد!، عندما ذهبت لأراجعهم قالوا لي بأنهم سيقومون بإلقاء القبض عليه قريباً بعد إجراء التحريات، وترددت عليهم مرة ثالثة فقاموا بتوبيخي وأحد العناصر قال لي: (تفكر ما عندنا حدا غيرك لا تظل صارعنا!)، وبعدها فقدت الأمل منهم إطلاقاً، ولا أعرف ماذا سأفعل، أفكر في بيع البيت والهجرة مع عائلتي خارج سوريا، لأن الوضع الأمني هنا لم يعد يطاق ولا توجد عقوبات رادعة للمجرمين!”.

حال أبي كامل يشبه حال مصطفى (اسم مستعار)، حيث تعرض منزله هو الآخر للسرقة مرتين، وفي المرة الثانية تمكن من إلقاء القبض على السارق، وسلمه لقوى الأمن الداخلي، ليفاجأ بعد مضي يومين فقط بأن اللص قد تم إطلاق سراحه!

ويقول مصطفى “اعتقدت بأنه سيحاكم ويسجن لفترة شهر على الأقل، فهذه جريمة اقتحام بيت بقصد السرقة ليست أمراً هيناً! صدمت عندما رأيته بعد يومين يتجول في السوق! لا أعرف لماذا لا يقومون بمعاقبة السارقين! هل تردي الوضع الأمني من صالحهم؟ الرقة اليوم أصبحت غابة، القوي يأكل الضعيف، جرائم سرقة تحدث في وضح النهار وما يسمى بقوى الأمن تأخذ موقف المتفرج، أنا بعد ما حدث اشتريت سلاحاً نارياً وكلب حراسة للبيت، لا توجد سلطة تحمي الأهالي هنا لذلك علينا حماية أنفسنا”.

الأوضاع الأمنية المتردية ازدادت سوءاً خلال العامين الماضيين، جرائم خطف من أجل الفدية وسطو مسلح تحدث بين الحين والآخر، لذلك لجأ الكثير من الأهالي إلى حيازة الأسلحة النارية لحماية أنفسهم.

بينما التجار وأصحاب المحلات والمعارض في السوق والورش والمستودعات في المنطقة الصناعية بالمدينة يقومون بتعيين حراس شخصيين لأملاكهم ويدفعون لهم رواتب، فعندما يحل الليل يتجول في السوق وفي المنطقة الصناعية رجال مدنيون يحملون أسلحة نارية أمام المحلات لحمايتها من اللصوص.

فيصل (اسم مستعار) عنصر في قسم مكافحة الجريمة بقوى الأمن الداخلي بالرقة، يقول في حديث خاص مع نينار برس: إنهم يقومون بمداهمات واعتقالات للصوص، ولكن أعداد الشكاوى التي يتلقونها كثيرة ولا يستطيعون متابعتها كلها على حد قوله.

ويضيف “نعتقل العشرات من اللصوص كل فترة، ولا يخرجون إلا إذا أرجعوا المسروقات أو قيمتها أو أسقط صاحب الشكوى حقه، ولكن إذا لم يسرقوا شيئاً يتم إخراجهم بعد تعهدهم خطياً بعدم تكرار السرقة. نسبة الفقر في المدينة مرتفعة جداً وهذا ما يدفع الكثيرين للسرقة، عندما نطلق سراح أحدهم بعد يومين لأنه طفل لم يتجاوز عمره أربعة عشر عاماً ولم يتمكن من سرقة شيء لأن صاحب البيت أمسك به، بينما اللصوص لا يتم الإفراج عنهم كما قلت لك وأحكامهم تتراوح بين شهر وسنة”.

وينتقد ناشطون تردي الوضع الأمني في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ويتهمون الأخيرة بالتقصير وملاحقة من ينتقدها بدلاً من ملاحقة المجرمين.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني