إیران… ضربة موجعة لسياسة الإنكار
واصل المواطنون البلوش توجيه ضرباتهم لنظام الملالي بخروجهم إلى الشارع، من زاهدان حتى جلبهار، ومن خاش إلى إيرانشهر وتفتان، مجددين تحديهم لحكم الولي الفقيه الذي يحاول إخضاعهم بشتى السبل، ويثبت في كل مرة العجز الذي وصل إليه، وفشل سياسة الإنكار التي يمارسها خامنئي بدعوة خواصه لسماع صوت التظاهرات المضادة.
أثبتوا بترديدهم هتافات “الموت لخامنئي” و”هذا العام هو عام الدماء” و”سيد علي ساقط لا محالة” عبثية محاولة الولي الفقيه تهدئتهم حين أرسل حسين سلامي برسالة مزدوجة في 25 نوفمبر تتضمن وعوداً بالرفاهية والاستقرار والأمن، مداهنة طفولية، وتكشير عن الأنياب.
رد المواطنون يوم الجمعة الماضي على رسالة خامنئي بأنهم باتوا على قدر من الوعي والبصيرة يمكنانهم من التمييز بين الصواب والخطأ، القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والمعقدة، وصعوبة خداعهم بإغراءات زائفة، وفي ذلك دلالات واضحة على عمق يقظتهم ووعيهم، تماسكهم، وعزيمتهم في ساحة النضال والثورة.
تضمنت رسالة المواطنين البلوش ـ الذين قدموا أكثر من 130 شهيداً خلال الانتفاضة الراهنة والمستمرة، تأكيدات واضحة على أنهم لم يقدموا التضحيات التي قدموها من أجل التصالح مع القتلة ومديح الزعيم القاتل.
كان وجود البلوشيات في الصفوف الأمامية مثيراً للفخر والإعجاب، رددن هتافات “هلموا للثورة سواء بالحجاب أو بدونه” مستعيدات تأكيدات رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة مريم رجوي على وجود النساء في قيادة المعركة ضد الملالي الحاكمين.
وأظهرت نساء البلوش بحضورهن قدرتهن على قراءة مؤامرة الولي الفقيه وحلفائه الذين يسعون إلى إظهار قضية الإيرانيين باعتبارها صراعاً بين المحجبات وغير المحجبات، وليست معركة للتغيير الجذري الذي يمر بإسقاط النظام.
وبشعار “الأكراد والبلوش إخوة، ويكرهون الزعيم” الذي ردده المتظاهرون، ورصدته أجهزة أمن الملالي، أفشلت تظاهرات البلوش المساعي التي يبذلها الولي الفقيه، لبث الفرقة بين الإيرانيين، وخيبت أمله باستعادة السيطرة.
حاولت ديكتاتورية الملالي ترويع المواطنين وإجبارهم على العودة إلى منازلهم بإطلاق الرصاص الحي وتحليق المروحيات فوق المتظاهرين، في زاهدان وغيرها من المدن المنتفضة في بلوشستان، لكن المواطنين أصروا في التحرك، وأثبتوا مرة أخرى أن أهالي بلوشستان تجاوزوا مرحلة الخوف شانهم شأن بقية الإيرانيين في مختلف أنحاء البلاد.
ترافقت احتجاجات بلوشستان مع خروج المواطنين في العديد من مدن البلاد، ومن بينها أراك، وبندر أنزلي، وجلفا، وإيذه، وشاهين شهر لتشييع شهداء الانتفاضة أو تأبينهم بهتاف “سنقاتل وسنموت وسنستعيد إيران” لتكون الرسالة الموجهة للملالي مشتركة بين مختلف المكونات بدءاً من الأكراد واللور والبلوش وصولاً إلى الأذريين والتركمان والعرب والفرس من كل دين ومذهب ومعتقد.
عقد الشعب الإيراني العزم على استرداد وطنه من الملالي وقوات الحرس بدفع الفدية والتضحية في الوقت الذي يسأل الولي الفقيه خواصه العاجزين إذا كانوا قد سمعوا صوت أبناء الوطن أثناء المظاهرات المضادة الفاشلة، وبذلك فرض المنتفضون سؤالهم حول سماع خامنئي صوت الضربات القوية والمدوية التي يوجهها أبناء الوطن البلوش وغيرهم في أراك، وبندر أنزلي، وجلفا، وإيذه، وشاهين شهر وغيرها، وما إذا كان قادراً على مواصلة دفن رأسه في الرمال.