للحديث عن المخدرات يجب علينا أن نبدأ من نقطة الانطلاق الأولى التي كانت الداعم والمغذي لأكبر مؤسسات الفساد في العالم.
إن إنتاج حشيشة القنب لم تكن تتجاوز 200 طن عام 2001 في أفغانستان عندما أعلنت الولايات المتحدة الحرب على طالبان كما زعمت، لكنها تجاوزت 4800 طن في عام 2017 حسب إحصائيات الامم المتحدة آنذاك، وهذه الزيادة تعود أولاً لتزايد الطلب على الأفيون لدى مدمني المخدرات في إيران المجاورة لهم، التي تنظم هذه التجارة داخلياً وإقليمياً وتحاول تصديرها عالمياً، قد يستغرب بعضهم حينما يعرف أن خفر السواحل في سيريلانكا قد قبضوا على زوارق للحرس الثوري الإيراني تحمل كميات كبيرة من الهيروين تم إلقاء جزء كبير منها في البحر لكنهم لم يتمكنوا من تدمير كل الشحنة، وكذلك قوات خفر السواحل الهندية التي قبضت على مجموعة أخرى وهذه الأخيرة حرقت المركب لتدمير الأدلة.
إن الأفيون جاء في صدارة المخدرات الأكثر انتشاراً على المستوى الشعبي في إيران بنسبة 57%، يليه مخدر الحشيش في المركز الثاني بنسبة 12% ويعتبر الأفيون هو المادة الخام التي يصنع منها الهيروين وتتم كل العمليات برعاية وإشراف الحرس الثوري الذي يقوم بتمويل أنشطته الإجرامية بهذه الأموال القذرة.
يعتبر الباسدران أو ما يسمى بالحرس الثوري الحارس الأوحد للملالي الذين يحاولون تصدير الفوضى لكل دول الجوار وإلهاء الداخل بالفقر والمخدرات التي أعطتهم قوة مادية ومقدرة على السيطرة من خلال ازدواجية المعايير، حيث إنهم يقومون بإعدام الآلاف بتهم تتعلق بالمخدرات بينما في الجانب الآخر يقومون ببيعها لهم، وقد وصل سعر تذكرة الهيروين أقل من سعر الخبز في طهران وعدة مدن أخرى.
أيضاً قامت ميليشيات الحرس الثوري بدعم صناعة المخدرات في مناطق تمتد أذرعها فيها وأكبرها ما يسمى حزب الله في لبنان وأنصار الحق في اليمن (الحوثيين) الذين يحاولون إغراق الخليج بحبوب مخدرة يتم إنتاجها محلياً في لبنان في البقاع الذي يسيطر فيه مسلحو الحزب على زراعة الحشيش وتصنيعه، وقد تم نقل مصانع الكبتاغون إلى درعا في الجنوب السوري لإغراق الأردن ودول الخليج بملايين الحبوب المخدرة التي يتم تهريبها بكل السبل.
وتساهم إيران بتوفير الدعم اللوجستي للتهريب، وصل إلى استعمال المسيرات الجوية، طائرات بدون طيار، ما يشكل خطراً كبيراً على الأمن والسلم الدوليي والإقليميين، كل ذلك يجري على سمع ومرأى كل دول العالم التي تدعي محاربة نظام الملالي لكننا لا نرى تلك المحاربة إلا إعلامياً بينما الواقع يؤكد أنهم يساندون نظام الملالي الذي كان مشهده جلياً خلال فترة رئاسة أوباما.
الان إيران تحاول تصدير هذا الإجرام إلى الخليج لإغراق الشباب وقتلهم بالمخدرات وأكثر توجهها للسعودية التي تعتبر الحاضنة الكبرى لدول الخليج العربي وربما هي المؤهلة اليوم لتكون حاضنة العرب أجمع، وهاهي قد دعمت الهجمات في جنوب السعودية من قبل الحوثي ومولت وأرسلت كل من شأنه أن يسبب طعنة في الخاصرة وممن؟ من أبناء اليمن الذين كان لهم الحظوة دائماً في السعودية منذ تأسيسها.
إن اكثر ما يسوء في الأمر هو دعم جزء من الجيش السوري لهذه التجارة المشبوهة متمثلاً بالفرقة الرابعة التي يقودها أخو الرئيس السوري ماهر الأسد، التي تتساوى مع الحرس الثوري الإيراني بمستوى الرذيلة والإجرام ويمكن القول إنهم في كلا النظامين المشبوهين يشكلان دولة داخل دولة، كذلك حزب الله الإرهابي الذي جعل من لبنان كومة قمامة نتحسر على تاريخها ومرابعها، ومحاولاته المستميتة لإدخال الكبتاغون بألف طريقة ممكنة ومبتكرة إلى السوق السعودية، تمكن رجال الجمارك من إحباط أكثرها وكذلك في الكويت التي جاءها البلاء عبر البحر وفي بطون السمك وفي صبة البلاط والرخام الصناعي.
في النهاية أعتقد أن مجلس وزراء الداخلية العرب يجب أن يتحرك بشكل متعاضد للنيل من هذه الأفاعي التي تزحف لتدمير شعوب المنطقة والسيطرة عليها بفوضى لا تسمح لها بالنهوض بعد آلاف السنين.