fbpx

إغفال وزارة التعليم العالي لترخيص جامعات الشمال ومصير آلاف الطلبة الدارسين فيها

0 11

أصدرت وزارة التعليم العالي قراراً تندرج فيه قائمةٌ بأسماء الجامعات المعترف بها، وغاب عن القائمة كثيرٌ من الجامعات الخاصة التي تعمل في مناطق الشمال السوري، ونقصد “مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام”.

إن عدم اعتراف وزارة التعليم العالي بهذه الجامعات وكوادرها وطلابها، والذين يحسبون على المناضلين الثوار، وممن عملوا في ظروف صعبة للغاية، وتحت القصف والدمار، وكثيرٌ من الطلبة ارتقى شهيداً، غير مفهوم الأسباب، سيما وإن قرار وزارة التعليم العالي يضرّ كثيراً بهذه الجامعات وطلبتها، سيما وإن الوقت الآن هو موعد اختبارات الفصل الدراسي الأول.

 إن نظرة على القرار المذكور يجعلنا نقول إن آلاف الطلاب الذين يدرسون في هذه الجامعات كانوا ولا يزالون يشكلون حوامل سياسية واجتماعية وإدارية للمستقبل السوري. فعلى أكتافهم (وبأرواح الكثير منهم)، صمدت الثورة السورية، وانتصرت.

ورغم كل المآسي التي مروا بها، أصرّوا على أن يكون القلم رفيق البندقية طيلة هذه السنوات العصيبة.

كلنا يتذكر كيف كان طلاب هذه الجامعات يسجّلون على استحياء طلب عدم حضور الدروس لأجل واجبهم في الدفاع عن أهلهم.

لذا يمكن القول، إن من الجائر بحقهم، وبحق ملايين السوريين، أن تتغافل وزارة التعليم العالي في سورية عن جامعات خرّجت وتخرج كوادر مجتهدة وصادقة وحريصة على نهضة بلادها، وهي جامعات تحقق كل المعايير التي تم اعتمادها عند الاعتراف بباقي الجامعات السورية.

طلاب وأساتذة هذه الجامعات يأملون من وزارة التعليم العالي ومن القيادة السياسية إعادة النظر في موضوع الاعتراف بالجامعات في شمال سورية سريعاً، وخصوصاً أننا على أبواب امتحانات الفصل الأول، وما لذلك من تداعيات سلبية تتحملها الوزارة.

 وفي هذا السياق، أريد أن أذكّر عندما قرر مهاتير محمد الارتقاء بماليزيا أنشأ أكثر من مئة جامعة بين حكومية وخاصة وفروع جامعات دولية، وبلغ عدد الكليات والمعاهد قرابة 600 كلية ومعهد وأكاديمية، وتشرف وزارة التعليم العالي على جودة التعليم وبكل التسهيلات والدوام الليلي والنهاري وبدون اشتراط دوام، كي يشجّع الشعب بكل الأعمار على التعلّم والثقافة ونزع الجهل والأمية، ونجح بذلك نجاحاً مهماً، وارتقى بالمجتمع علمياً ومعرفياً.

أما نحن، عوضاً عن فتح مساحة التعليم والاعتراف والتشجيع، ولاسيما نحن دولة ناشئة بعد حرب طويلة، وهناك أكثر من خمسين ألف طالب في هذه الجامعات، فما هو مصير هؤلاء الطلاب وأهاليهم، الذين دفعوا ما يملكون من أجل أبنائهم، لاسيما عانوا الجوع والحرمان من أجل التعليم، فأراد النظام تهجيرهم وتجهيلهم وإبادتهم، وأصروا على العلم وعلى المعرفة.

إن عدم الاعتراف بالجامعات الخاصة في المناطق المحررة شمال سوريا له العديد من الآثار السلبية، التي تؤثر على الأفراد والمجتمع بشكل عام، وتسبّب الشعور بالمظلومية، و يؤثر هذا على الوضع سلبًا على اندفاع الطلاب للعلم، كما يؤثر سلباً على مستقبل أسرهم، حيث يشعرون أن جهودهم الدراسية قد تذهب هباءً، وأعتقد إن الثورة التي انتصرت اليوم ينبغي عليها تقدير أبناء الثورة وإنصافهم، وليس تجاهلهم.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني