fbpx

إذن سفر

0 220

كان اللجوء أقسى ما مر به السوريون في حياتهم، فقد عانوا كثيراً عند لجوئهم إلى قارات العالم أجمع، وكانت تركيا أكبر مستضيف إيجابي للاجئين السوريين، لكن تبعات اللجوء إلى تركيا كانت كبيرة، فقد قامت بعض الجهات المستغلة للأزمات والظروف القائمة، باستغلال ملف اللاجئين ما أثار حالة الغضب لدى الشارع التركي، فكانت الآثار السلبية الخطيرة على اللاجئين، ممن اختاروا تركيا لتكون الملاذ الأخير لهم، فانعكس هذا الأمر على استقرار أعمالهم وتأقلمهم واندماجهم، فالوضع القانوني الذي يعاني منه معظم السوريين بسبب موانع كثيرة في القانون التركي، أدى الى صعوبة الوصول إلى الاستقرار فالانتقال إلى ولاية أخرى دون الحصول على تصريح إذن سفر مسبق، ممنوع.

في السابق كان استخراج إذن السفر يتم عن طريق إدارة الهجرة فقط، أما الآن فقد خصصت الحكومة التركية للاجئين تحت قانون الحماية المؤقتة رابطاً خاصاً للحصول على إذن السفر عن طريق بوابة (e-Devlet) (https://www.turkiye.gov.tr/) الإلكترونية للتخفيف من الضغط على إدارة الهجرة، ولكن للأسف غالباً ما يأتي رفض لإذن السفر، لذلك لا يستطيع الشخص الانتقال لمكان آخر غير ولايته فإذن السفر هو عبارة عن تصريح رسمي يخول صاحبه السفر من مكان إقامته إلى مدينة تركية أخرى، وهو مطلوب من السوريين ممن يحملون بطاقة الحماية المؤقتة، فإذن السفر يُطلب عند حجز التذكرة في وسائل النقل المختلفة.

إضافة إلى كارثة الزلزال، التي تسببت بارتفاع إيجارات المنازل بشكل غير مسبوق، فأصبح الدخل الشهري لا يكفي لتسديد إيجار المنزل والفواتير الأخرى، ما جعل بعضهم يفكر أن يغير مكان سكنه وعمله وخاصة في الولايات المنكوبة. ولكنه يحتاج إلى إذن سفر أولاً.

كان لنا لقاء مع السيدة روعة، أم لثلاثة أطفال ترعاهم بنفسها في ظل هذه الظروف، وتعمل متطوعة مع عدة منظمات في ولاية عينتاب.

تقول روعة: أسعار المنازل أصبحت مرتفعة جداً بعد الزلازل نتيجة انهيار قسم من الأبنية وتضرر الآخر ما اضطر الكثيرين للبحث عن منازل جديدة ولكن تغيير العنوان غير مسموح في معظم المناطق، كذلك الوضع بالنسبة للإيجارات، الكثيرون فكروا بالانتقال إلى ولاية أخرى، ولكن ذلك ممنوع، تم منح إذن سفر للقاطنين في الولايات المنكوبة لمدة ثلاثة أشهر فقط.

قيد السكن

هناك أمر مهم آخر غير مسموح به للاجئ وهو تغيير مكان السكن بسبب حظر التقييد في معظم المناطق، ما زاد الطين بلة.

السيدة رحمة تحدثت عن معاناتها نتيجة ارتفاع إيجارات المنازل واستغلال أصحابها للوضع الجديد بعد الزلزال، ما اضطر معظم المستأجرين للإذعان لطلبات أصحاب المنازل برفع الإيجارات، كما تحدثت عن رفض طلب إذن السفر، الذي احتاجته لمحاولة الانتقال إلى ولاية أخرى بحثاً عن عمل جديد يتناسب مع ارتفاع الأسعار.

دراسة استقصائية تظهر آراء السوريون برغبتهم في تحسين أمورهم في تركيا أو الرغبة الهجرة إلى دول أخرى.

صدور قرارات جديدة.. أمل يترقبه اللاجئين السوريين

يترقب معظم اللاجئين قرارات جديدة، تسهّل أمورهم وإقامتهم في تركيا، والقرار الأهم المنتظر السماح بالتنقل والسكن، فقضيةٍ اللاجئين السوريين في تركيا قضية مفتوحة على كل الخيارات، لأنها الحلقة الأضعف، فملايين اللاجئين السوريين يعيشون في العديد من المدن التركية، يبحثون عن مصيرهم في تركيا، كذلك ملايين النازحين في شمال سوريا الذين يتركز جزء كبير منهم بالمدن الحدودية، على ابواب الانتظار، مصير مجهول ينتظر السوريون، حيث يترقب معظم اللاجئين قرارات جديدة منصفة في حقهم، عسى أن تكون أفضل من السابق.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني