أوضاع السوريين الاجتماعية والاقتصادية في ولاية “شانلي أورفا” التركية
اللاجئون هم الأشخاص الذين لا يستطيعون العودة إلى بلدهم الأصلي بسبب ما تعرضوا له من اضطهاد وعنف أو بسبب ظروف أخرى أخلّت بوضعهم العام وبشكل كبير، وهم بحاجة للحماية الدولية.
هؤلاء الأشخاص لديهم احتياجات مختلفة وغالباً تواجههم تحديات كثيرة، لذلك تسعى مفوضية الأمم المتحدة للتعامل مع قضايا اللاجئين واحتياجاتهم خلال سياسة محددة للجوء واللاجئين، ومساعدة الدول الشركاء في تلبية وتجاوز التحديات المتعلقة بإدارة الهجرة واللجوء، وتحديد الهجرة أو الإتجار، فالتطورات ذات الصله تؤثر على الأشخاص المشمولين بولاية المفوضية والحكومة لذلك يجب تطبيق ومراعاة الطابع العالمي لحقوق الانسان.
تعد ولاية “شانلي أورفا” التركية في المراتب الأولى بأعداد اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا، بحسب معطيات مديرية الهجرة التابعة لوزارة الداخلية، وهؤلاء الأشخاص، كما ذكرنا سابقا لديهم احتياجات مختلفة، سواء في تأمين فرص العمل أو التعليم أو الصحة والسكن، وغيرها من الأمور الحياتية اليومية، ونلاحظ أن هذا العدد الكبير والضغط، يولد أحياناً احتداد الصدام بين الضيف والمضيف، وغالباً ما تلعب اللغة دوراً مهما في بعض القضايا، مثلاً، في العمل يضيع حق العامل أحياناً اذا كان صاحب العمل غير محق أو سيء، فصعوبة التواصل اللغوي وعدم الوعي بالقوانين التركية يساهم في شحن بعض القضايا، فلذلك، دائماً نؤكد على تعلم اللغة، والوعي والمعرفة بقوانين البلد المضيف، ومراكز التوعية والتعليم متوفرة في عدة مراكز شعبية، وتعمل عليها عدة منظمات محلية ودولية.
هناك مشكلة تعتبر كبيرة وهي تسرب بعض الأطفال من المدارس، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة لبعض الأسر، ما جعل هؤلاء الأطفال يتجهون للعمل أو التسول لمساعدة عوائلهم ما يعرض حياتهم للخطر، ويساهم هذا في تأخرهم عن باقي أقرانهم من النواحي التعليمية والاجتماعية والنفسية إلخ.
وقد أكد السيد إسماعيل شاهين كابا، “والي أورفا” بأنه لا توجد مشاكل كبيرة مع الأجانب أو اللاجئين السوريين، فقط هناك قضايا تحتاج إلى تنظيم ووضع الحلول المناسبة لها، بدءاً من التماسك الاجتماعي والتعليم والصحة وفرص العمل وأكد على موضوع التنسيق بين قادة الرأي من السوريين والحكومة التركية لتجاوز أي أخطاء أو مصاعب يمر بها اللاجئون.
تظهر أحياناً بعض النزعات العنصرية لكن وعي الطرفين السوري والتركي يساعد دائماً على تجاوزها.
وأخيراً، نؤكد على تعلم لغة البلد، والالتزام بالقوانين الخاصة به، وضبط النفس عند حصول أي مشكلة، فهذه الأشياء مهمة جداً لكل شخص فينا، لعل الله يجعل ساعة فرج لجميع من عانوا من ويلات الحروب والمضطهدين داخل بلادهم أو خارجها، كما نؤكد على أخذ المنظمات والتجمعات والهياكل الموجودة دورها الحقيقي، والسعي دائماً للتخفيف من معاناة اللاجئين.