أنا مِن هناكَ وما أزالُ هُناكا
عيني تراودُ نفسَها لتراكا
أنا من هناك وما أزالُ وخافقي
طفلٌ توسّدهُ العراءَ يداكا
أنا من حدودِ الأرضِ جئتكَ أقتفي
أثري ونفسي لا ترومُ سِواكا
أنا مَن أنا وظلالُ دوحكَ موحشٌ
لو لم تكنْ في ظلهِ ذكراكا؟!!
جفّت عروقي ليتَ أنيَ أهتدي
لأنالَ كأساً من عصيرِ جناكا
ها أنتَ مجروحٌ وجرحكَ دمعةٌ
حفرتْ على خدّ الزمانِ شقاكا
لا شاقكَ الحزنُ الذي نادمتَهُ
يوماً ولا شاقَ الحنينُ حُداكا
روحي فداكَ وكلُّ ما منّي فدى
عينيكَ يا مَن في دمي مَسراكا
فُتنتْ بكَ الأشعارُ واختالتْ كما
اختالَ الصباحُ بهيبةٍ تغشاكا
وطني… حماكَ اللهُ من مكرِ العِدا
ورمى الذي بالسيئاتِ رماكا
يا ليتَ عيني لم تكنْ لترى على
تلكَ الربوعِ معاركاً وعِراكا
يا ليتني كنتُ الذبيحَ لتتقي
مكراً تلبّدَ في عيونِ عِداكا
لكنهُ الحقدُ الدفينُ وآلةٌ
نفثتْ سمومَ الغدرِ فوقَ ثراكا
لبيكَ يا وطنَ القلوبِ فمِن هنا
كلُّ الجوارحِ تستجيبُ نِداكا
لبيكَ لبيكَ الحناجرُ جلجلتْ
طوبى لمن يومَ الوغى لبّاكا
أبكيكَ أم أبكي الذينَ أحبُّهم
لا باركَ اللهُ الذي أبكاكا
يا ليتَ قلبي في خبائكَ موثقٌ
بحبالِ وصلكَ لا يريدُ فِكاكا
أوّاهُ يا حزناً تقطّر عالقاً
بمرارةِ الفقدِ الذي أوهاكا
ما زلتَ فوقَ مداركي وتصوّري
تستحوذُ الأذهانَ والإدراكا
وتجولُ في نفسي مجالَ تنفُّسي
وعلى مدى عيني رميتَ شِباكا
أنتَ التُّرابُ المرُّ أعشقُ مُرَّهُ
وأغارُ منْ هذا عليكَ وذاكا
روحي فدى عينيكَ لو أبصرتَني
لرأتْ مدى حبّي لها عيناكا
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”