fbpx

أثر الصراع على وضع المجتمع والأسرة

0 327

الحرب في سورية، وعلى مدى أكثر من عشرة أعوام نالت من السوريون الكثير فالخراب والدمار في البنى التحتية، كان لها أثر سلبي وكبير على المجتمع، وتدميره من كل جوانبه.

ودفعنا نحن السوريين ضريبة كبيرة، فلم يبق حجر على حجر، وتفككت الأسر السورية عموماً، وبعضها فقد أفراداً، ومن لم يمت أو يعتقل، كانت الهجرة من نصيبه إلى دول اللجوء، فأصبحت العائلة الواحدة موزعة في عدة دول، ولا أحد يعلم إن كان سيلتم شملها أم لا.

التفكك الأسري وكثرة حالات الطلاق، كان لها أثر سلبي، في توفير الرعاية اللازمة للأطفال، وما يترتب نتيجة الطلاق من حرمان للأطفال من أحد أبويهم ومن غياب معيلهم فتكون الحياة، أكثر قسوة وتهديداً في حالة عدم تعويض الطفل عن هذا الحرمان.

وهذا ما حصل لكثير من العائلات السورية، حيث تفككت وراح الأطفال ضحية هذا التفكك وهم الذين دفعوا ضريبة كبيرة، فالطلاق يترك آثاراً عميقة في نفسية الطفل، تتحول إلى انعكاسات نفسية يمكن أن تنتج اضطرابات في الشخصية كرد فعل على الطلاق أو تنتج أنواعاً من الانحراف والتشرد وخاصة عند غياب دور الوالدين، ناهيك بتزويج القاصرات اللواتي دفعن ضريبة طفولتهم بسبب خوف الآباء عليهم أو بسبب وفاة والديهم وضياعهم بين الأقارب، الذين يقومون بتزويجهن حفاظاً عليهن أو “خوفاً من مصائب الدنيا” على حد زعمهم.

جعلت الحرب في سورية حياة جيل كامل معلقة بالأمل بخيط رفيع، كما جاء اليوم في تحذير من اليونيسف بعد مرور عشر سنوات على النزاع، لا يزال وضع العديد من الأطفال والعائلات مهدداً بالمخاطر، إذ إن 90٪ من الأطفال يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، وحسب البيانات الواضحة بين 2011-2020

تجنيد أكثر من 5700 طفل للقتال، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن سبع سنوات.

مقتل أو إصابة ما يقرب من 12 ألف طفل، حسب الأبحاث والبيانات.

تعرض أكثر من 1300 بناء تعليميّ أو طبيّ مع طواقمها للهجوم.

التعرض المستمر للعنف والخوف الشديد والصدمات له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال والشباب وكبار السن من النساء والرجال وذوي الاحتياجات الخاصة، وسوف يترك آثاراً قصيرة وطويلة الأمد. كما الوضع في الشمال السوري، فهو مقلق بشكل خاص.

لا يزال هناك عدد مهول من النازحين في شمال غرب سوريا، بعد أن اضطرت العديد من العائلات للفرار من العنف لعدد من المرات، بحثاً عن الاستقرار والأمان. فالشتاء الطويل يواجههم والأمطار الغزيرة والثلوج قادمة وهم يعيشون في خيام أو مبانٍ مدمرة أو غير مكتملة.

كما ذكر تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

“على الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهها أطفال وشباب سوريا، فإنهم يبينون لنا معنى المثابرة والعزيمة. كما أضاف: إن تصميم هؤلاء الأطفال والشباب على التعلم والتغلب على الصعاب وبناء مستقبل أفضل هو أمر يستحق التقدير”.

ولكن كل هذا الكلام والإجراءات التي تم القيام بها من قبل اليونسيف أو غيرها من المنظمات الدولية والإقليمية لا يعوض جزءاً بسيطاً مما فقده وسيفقده السوريون إذا استمر الوضع كما هو عليه.

التدخلات الصحيحة والحقيقية ضرورية في سورية لما سيكون لها من انعكاسات على السوريون وعلى المنطقة بأكملها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني