fbpx

هل ينتظر الشعب الفلسطيني نكبة جديدة!؟

0 301

من خلال قراءتي للعديد من وجهات نظر العديد من السياسيين الفلسطينيين والصهاينة بمن فيهم اليسار الصهيوني، بدأت أعتقد جازماً أن هناك عملية خطيرة يتم من خلالها ترحيل العقول باتجاهها، وهي عملية إنتاج نكبة جديدة يتم من خلالها استكمال سيناريو الاقتلاع الصهيوني لعرب الداخل في تصور الترتيبات ديموغرافية جديدة، يتم من خلالها تخفيف الضغط على حكومة الكيان الصهيوني لتنفيذ برامج أكثر مرونة في التعاطي مع المسألة الفلسطينية تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الحاصلة، حيث أن هناك العديد من النقاط الساخنة في العالم ولابد أن يكون لهذا الكيان أصابع متنفذة فيها من أجل استثمارها على أكثر من صعيد، ولعل أهمها هي الحرب الأوكرانية الملتهبة على أكثر من صعيد.

ومن الطبيعي جداً وفي ظل انتشار الفاشية الصهيونية العنصرية المتمثلة بالأحزاب اليمينية المتطرفة وتمددها وعودته إلى واجهة العمل السياسي بدعم من رئيس الوزراء المنتظر قدومه بنيامين نتنياهو إلى السلطة في الانتخابات القادمة لكونه داعماً حقيقياً للفاشية العنصرية والنازية، فهو سيعمل على ترحيل فلسطيني الداخل في إطار حملة مسعورة لترتيب الوضع الأمني داخل حدود الكيان الصهيوني، حيث يحظى بموافقات إقليمية ودولية خاصة بعد تزايد رصيد هذا النهج وأصبح أكثر قبولاً بعد الحرب المستعرة في أوكرانيا.

وفي هذا السياق نجد أن هناك حملة واسعة وكبيرة باتجاه دعم الأحزاب العربية داخل الكنيست الصهيوني في خطوة للتأثير والعمل على درء المخاطر من قدوم أحزاب فاشية عنصرية إلى السلطة في الكيان الصهيوني في أي حكومة ائتلافية يقودها نتنياهو دون أخذ العلم أن هناك أحزاب عربية في الكنيست الصهيوني متطرفة أكثر بكثير من الأحزاب اليمينية الصهيونية ودون التقليل من وطنية العديد من الأحزاب العربية داخل الكنيست الصهيوني، والتي لها وجهات نظر لربما تتجاوز الخطوط الحمراء الموضوعة لها في مجابهة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين.

صحيح أن أي حكومة ائتلافية بزعامة نتنياهو سوف تجر المنطقة برمتها إلى مواجهات محتملة وسيكون الضحية هو الوجود الفلسطيني الموضوع تحت المجاهر الإلكترونية الصهيونية نظراً لما لهذا الملف من تأثير سلبي على استمرارية المشروع المعادي لطموحات الشعب الفلسطيني وهذا ما أفرزته تأكيداً الانتهاكات المستمرة لهذه الأحزاب اليمينية المتطرفة في الاعتداء على المسجد الأقصى في خطوة منها للتأكيد بأن الصراع على الأرض هو صراع ديني محض وليس له علاقة بأشياء أخرى.

لقد أظهرت الاستطلاعات أن مثل هذه الأعمال تأتي في سياقها الموضوعة لها، وسيؤدي ذلك إلى تزايد الأوضاع سوءاً لأنه على ما يبدو أنه من خلال هذه الدعوات إلى الالتفاف حول الأحزاب العربية، هناك من يدس السم في العسل لأن الكيان بحاجة إلى هذه الخطوة للتقليل من انعكاساتها السلبية عليه في حال انفجار الأوضاع داخل الأراضي المحتلة في الداخل الفلسطيني في ظل موازين قوى مختلة لصالح الكيان الصهيوني فخسارتنا ستزيد الأوضاع الفلسطينية سوءاً على وجه العموم، ما يؤدي إلى مزيد من الهجرات إلى خارج الوطن العربي وزيادة التحكم بمسيرة شعبنا بالشكل الذي يسعى إليه اليمين المتطرف في حكومة الكيان الصهيوني.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني