fbpx

هل ستقع حرب منبج وتل رفعت أم سيكون هناك حل يرضي تركيا؟

0 215

الاعتداءات المتكررة على الشمال السوري من مواقع تحتلها قسد في منطقتي منبج وتل رفعت، إضافة لحرب المفخخات، صارت دافعاً لرؤية جديدة لتركيا وحليفها الجيش الوطني، بضرورة إبعاد قسد عن هذه المناطق ليتسنى تلافي الاعتداءات، ويسهل عودة سكان هذه المناطق إلى ديارهم التي أجلتهم عنها قسد وحليفها PKK.

الأتراك وعلى لسان الرئيس رجب طيب أردوغان لن يقبلوا بغير تفكيك قواعد الإرهاب التي تمثلها قسد، وهذا قد يسمح بشن حرب على غرار معارك درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، رغم عدم توفر غطاء دولي لهذه العمليات المحتملة.

إن تحرير منبج وتل رفعت وتحصين إدلب سيسمح بعودة مئات آلاف السوريين الموجودين في تركيا إلى ديارهم، وهذا يتطلب خلق بيئة آمنة لهم، لتتم عملية استقرارهم وعودتهم إلى مجرى الحياة الطبيعية.

ورغم تعدد التصريحات التركية وعلى لسان أكثر من مسؤول تركي فإن احتمال نشوب حرب في هاتين المنطقتين وكذلك في منطقة عين العرب تحتاج لشروط لا تزال غير متوفرة لدى تركيا، وهي شروط تتعلق بتفاهمات دولية مع الروس والأمريكيين.

الحرب لن تقع قبل استنفاذ الأتراك لكل وسائل الديبلوماسية دولياً، وهي ستقع خارج هذا السياق إذا أحس الأتراك أن أمنهم القومي مهدد، وهو أمر لا يمكن تجاهله.

إن قسد المستقوية بالوجود الأمريكي تدرك أن ليس بمقدورها القيام بأعمالها الارهابية ضد تركيا وجيشها في ظل غياب هذا الوجود، وهو ما يدفعها للتحالف مع الروس اعتقاداً منها أن ذلك يردع الأتراك عن مهاجمتها.

قسد لم تدرك بعد أن طريقها الحالم بروج آفا هو طريق نهايتها، لأن تركيا لن تسمح بقيام كيان كردي على حدودها بقيادة حزب العمال الكردستاني المصنف بالتنظيم الإرهابي، وتركيا لن تتردد كما يقول مسؤولوها من تدمير هذا الكيان وسحقه وإن عارضت الولايات المتحدة مثل هكذا حرب.

الأمريكيون لا يريدون دولة تركية قوية ومستقلة السياسات، بل يريدونها تحت إبطهم، وهذا الموقف يتعارض مع جوهر الدولة التركية في نهضتها التي يقودها حزب العدالة والتنمية.

الأمريكيون يستخدمون قسد لمناكفة وإزعاج تركيا التي باتت لا تثق بهم منذ تأييدهم لانقلاب 15 تموز عام 2016 الفاشل الذي يقف خلفه جماعة غولن.

الأمريكيون الذين سيخرجون من سوريا لن يتمكنوا بعد ذلك من الإبقاء على قسد وحليفها PKK وهذا مسار تاريخي بعدم توفر شروط موضوعية لقيام دولة كردية على حساب أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا.

إن تراجع الإرهاب عن منبج وتل رفعت هو السبيل الوحيد لتجنب الحرب فيهما وهذا يتطلب تفاهمات أمريكية روسية مع تركيا، فهل ستحدث التفاهمات؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني