fbpx

هل تحول الزواج بتكاليفه الباهظة إلى حلم للشباب في مدينة اللاذقية؟

0 157

تزداد أعباء الحياة لدى الأهالي في مدينة اللاذقية الخاضعة لسيطرة النظام مع تدهور سعر الليرة السورية أمام الدولار، والغلاء الشديد وينعكس الأمر على معظم مظاهرها ليكون الشباب الراغبين بالزواج القسم الأكبر من هذه الأعباء التي باتت تحرم الكثيرين منهم من فرصة الاستقرار والزواج أو تأجيل هذا المشروع إلى أجل غير مسمى، فلا تتناسب تكاليفه أبداً مع أوضاعهم الاقتصادية ومع دخلهم الذي لا يزيد عن سبعين ألف ليرة سورية شهرياً في أفضل الحالات.

دخل شهري:

يتحدث الشاب علي، أحد سكان حي الرمل الجنوبي في المدينة لنينار برس عن متوسط دخل الشباب في المدينة وعن حاجتهم للعمل لأكثر من عام دون إنفاق رواتبهم كي يستطيعون شراء غرفة جلوس.. فماذا عن التكاليف الأخرى، مشيراً إلى أن الكثير ممن بقي ولم يترك المدينة يعمل مياوماً، ويحصل فيه على ثلاثة آلاف ليرة يومياً أي أقل من ثلاث دولارات، أما من يعمل براتب أسبوعي فيحصل على ما يقارب عشرة آلاف ليرة، في حين أن رواتب الموظفين بالدولة أو الوظائف الخاصة تترواح بين 35 و 70 ألف ليرة شهرياً. 

تابع: إن هناك مصاريف باهظة للحياة من خدمات الكهرباء والماء والإنترنت وصولاً إلى تأمين الطعام واللباس، لذلك يعجزون عن توفير أي مبلغ لمشروع الزواج بل على العكس، الكثيرون لا يستطيعون إتمام شهر واحد دون اقتراض مبلغ إضافي. عدا ثمن السجائر بالنسبة للمدخنين، فهؤلاء لديهم مصاريف إضافية.

تكاليف الزفاف:

باتت تكلفة الزفاف بالملايين عدا شراء الذهب، علماً أن شريحة واسعة من الناس في اللاذقية، استغنت عن الذهب بسبب ارتفاع أسعاره بشكل جنوني.

تتحدث سعاد وهي سيدة من حي الصليبة كانت قد أقامت حفل زفاف موخراً لابنتها في المدينة وقد أرسلتها لتقيم مع زوجها المقيم خارج البلد عن التكاليف الباهظة التي دفعتها لإجراء هذه الحفلة البسيطة معتبرة أن السبب الأساسي في قدرتها على إقامتها هو وجود زوج ابنتها خارج البلاد الذي تكفّل بمصاريف الحفل. إذ إن حجز صالة أفراح عادية يحتاج إلى مبلغ مئة ألف ليرة سورية وهناك صالات تصل تكاليفها إلى الملايين، أما إيجار فستان الزفاف بحده الأدنى /200000/ ليرة سورية، عدا شراء الذهب الذي بلغ سعر الغرام الواحد منه 123500 ليرة سورية.

أضافت: إن الشاب تقع عليه تكاليف تجهيز المنزل وشراء أدوات المطبخ من براد وغسالة وفرن غاز، التي تتراوح أسعار كل قطعة منها بين (100000-500000) ليرة سورية، في حين أن أسعار غرف الاستقبال والنوم تبدأ من /300000/ ليرة سورية وتصل إلى 1000000 ليرة سورية.

حلول بديلة:

يبحث شباب المدينة عن حلول بديلة لتأمين مستلزمات الزفاف في ظل غياب أي إمكانية لتحسين الوضع من الناحية الاقتصادية.

من هذه الحلول بحسب ما شرح أبو يامن وهو صاحب أحد محلات الأدوات المنزلية المستعملة في المدينة، هو شراء الأغراض المستعملة وفرش المنزل بها فهذا الأمر يخفف من سعرها كثيراً خصوصاً مع وجود الكثير من الأسر التي تستغني عن الأشياء الزائدة في منازلها ويبقون على الأمور الأساسية فقط بسبب ارتفاع نسبة الفقر ويبيعونها بأسعار بسيطة، فضلاً عن الشراء بالأقساط فأغلب اعتماده في المبيع على التقسيط المريح لزبائنه وهو ما يقوم به الشباب الراغبون بالزواج بشكل كبير ويسددون ثمن أغراضهم بالتقسيط لمدة طويلة. 

تابع: إنهم يستغنون عن الذهب أيضاً ويقتصر الأمر على شراء المحابس فقط وغالباً ما تكون من الفضة أو الذهب المقلّد، ومعظم الفتيات وأهاليهن يتقبلون هذا الوضع، فالجميع مدرك لأوضاع الحياة في اللاذقية وصعوبتها، منوهاً إلى أن شراء منزل للعيش فيه بات أمراً شبه مستحيل ولا أحد يفكر به على الإطلاق فأغلب الشباب المقدمين على الزواج يعتمدون على الإيجار وغالباً ضمن الأحياء الشعبية وبمساحة صغيرة تكفيه مع زوجته.

من جانبه اعتبر”علي” الزواج في هذا الوضع حلماً مستحيلاً لدى معظم الشباب ممن بقي في اللاذقية وليس هناك ما تعمل عليه الدولة لمساعدتهم من تقديم قروض مالية أو توفير الحاجات عبر محلات تجارية تابعة لها كي يستطيع الشاب أن يسدد ما يترتب عليه من تكاليف بالتقسيط المريح، إضافة إلى عدم وجود محاسبة لمن يقوم باستغلال حاجاتهم عبر مضاعفة الأسعار عند تقسيطها، لكنهم مجبرون على الشراء بهذه الطريقة بسبب غياب الحلول.

يشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات المحلية في اللاذقية مؤخراً شهدت منشورات منقولة عن شاب من سكان اللاذقية يناشد الأهالي فيها إعادة خاتم خطوبة من الذهب، كان قد اشتراه بمبلغ 750000 ليرة سورية وفقده عند جلوسه ليستريح في إحدى الحدائق بمنطقة الشيخ ضاهر وسط تعاطف كبير من قبل المعلقين وتقدير للوضع الصعب الذي يعيشه بعد أن فقد ما وصفه بتعب سنين من عمره.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني