fbpx

ميشيل كيلو

0 232

ولد ميشيل كيلو في محافظة اللاذقية سنة 1940 من أبوين جاهدا على تعليم الأبناء في المرحلة الثانوية ، تأثر ميشيل بشخصية المفكر السوري ” الياس مرقص ” بعد اجتياز المرحلة الثانوية وبعدها انتقل الى جمهورية مصر العربية لدراسة الصحافة ولكن سرعان ما طرد منها نتيجة الانفصال بين سوريا ومصر . بعدها سافر الى المانيا لاستكمال دراسته ليعود الى سوريا بعد الانتهاء من دراسته عام 1967 ليعمل في وزارة الثقافة حيث ترجم العديد من الكتب.

صحفي وكاتب وسياسي مخضرم ومفكر ، أيّد ميشيل كيلو الثورة السورية منذ انطلاقتها الأولى  وشغل حيزاً رئيسياً في الساحة السياسية والثقافية السورية حتى وفاته ، حيث مبادراً وحاضراً وفاعلاً حتى سمي “بالمعارض الصلب” في معظم المحطات والمحافل السياسية والدولية البارزة للمعارضة السورية على مدى نصف قرن على الأقل فكتب البيان الذي أدان تدخل الجيش السوري العسكري في لبنان عام 1975 ضد المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ، وانتقد علناً وبشدة سياسات النظام السوري في اللقاء الشهير والذي عقدته قيادة ” الجبهة الوطنية التقدمية ” عام 1979 مع ثلة من المثقفين والمفكرين وأتهم خلاله نظام الأسد بالقضاء على حرية الشعب السوري وحريته العامة والشخصية عبر الأجهزة الأمنية وكان رأيه: ” ان الوضع الذي فرض على سوريا لا يخدم تقدمها، ولا يفيد احد غير اعدائها وخاصة منهم إسرائيل”.

في عام 2000 شغل كيلو منصب رئيس مركز “حريات” للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سوريا وأطلق في أيار من العام 2000 مع ثلاثة من رفاقه “الهيئة التأسيسية للجان إحياء المجتمع المدني” وفي عام 2005 وبالتعاون مع صديقه الراحل “حسين العودات” النسخة الأولى من “إعلان دمشق” وكان هو أحد الذين اقترحوا وكتبوا ووقعوا “إعلان بيروت/دمشق، دمشق/بيروت” حيث دعا النظام بإعادة نظر جذرية في سياسته تجاه لبنان.

سارت به مواقفه وكتاباته ونشاطاته السياسية والمناوئة لنظام البعث الأسدي إلى الملاحقة الدائمة من قبل الأجهزة الأمنية واعتقل مرتين الأولى في عهد الأسد الأب عام 1980 ولمدة عامين وبضعة أشهر أما الثانية في عهد الأسد الابن عام 2006 ولمدة ثلاثة سنوات ونيف، بعدها أجبر على ترك سوريا ولجأ إلى فرنسا وفي أواخر عام 2011 إثر تهديده بالقتل لتأييده لثورة أهله السوريين الذي طالبوا بحريتهم.

ومع بدايات الثورة انطلق كيلو جاهداً لينظم صفوف السوريين الذين يؤمنون بالفكر الديمقراطي وتشكيل تيار ديمقراطي متوازن قادر على الفعل والمبادرة فأسس “المنبر الديمقراطي السوري” مع بعض أصدقائه في 2012 شهر نيسان، ثم أسس وترأس ” اتحاد الديمقراطيين السوريين” وترأس أيضا كتلة الديمقراطيين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بعد توسعته عام 2013 وكان من أهم وأبرز أعضاءه حتى استقالته في عام 2016.

ترجم كيلو حوالي 40 كتاباً من الألمانية إلى العربية غطت حقولاً علمية ومعرفية وأدبية وفلسفية متنوعة منها: من هيجل الى نيتشه – وكتاب الامبريالية وإعادة الإنتاج التابع – والماركسية والديمقراطية – ولغة السياسة وبنية الوعي الاجتماعي – وكتابة آلاف المقالات والدراسات في صحف عربية هامة مثل: النهار والسفير والمدن والعربي الجديد والشرق الأوسط والقدس العربي أيضً شارك في مئات البرامج والندوات التلفزيونية واللقاءات الشعبية.

ألّف ميشيل روايتين “مزار الدب” ستنشر قريباً بحسب مقرب من عائلته و”دير الجسور” صدرت عام 2019 كما أصدر عام 2020 كتابه “من الأمة الى الطائفة” وكتاب “سوريا في حكم البعث والعسكر” وقريباً سيصدر كتاب له بعنوان “الثورة السورية وبيئتها الدولية” بعد أن جمع ورتب أبناءه الكتاب والذي كان جاهزاً قبل أن يتوفى.

لقد زرع ميشيل أثر طيباً في نفوس معظم السوريين بكل أطيافهم ومعتقداتهم وكان يعتبره أغلب السوريين بوصلتهم الى الحرية والمنارة التي تضيء دروب التائهين والأب الروحي لهم ومرجعيتهم السياسية، بسبب تواضعه الجم، وثقافته الواسعة وخبرته الكبيرة وقدرته على الاستنتاج والتحليل ومهارته اللافتة في الشرح والتعبير فضلاً عن نظرته الوطنية الجامعة لكل السوريين بكل انتماءاتهم وتوجهاتهم وإصراره أن يكون العمل الوطني والسياسي بدلالة هذه الرؤية.

وافته المنية في باريس في 19/4/2021

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني