اختارت مجموعة غلوبال جستس الأمريكية / السورية الإعلامي المخضرم الأستاذ إبراهيم الجبين رئيساً لتحرير موقعها Global Justice Syria News وهو يشغل فيها منصب مستشار سياسي وإعلامي أول منذ انطلاقتها.
ويبدو أن خيار هذه المجموعة لم يأت إلا على قاعدة زيادة المساحة التي تريد منظمات أمريكية / سورية أن تنخرط فيها إلى جانب قوى الثورة والمعارضة المتوافقة مع القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي الخاصة بالصراع في سورية.
وكي تلعب غلوبال جستس دوراً إعلامياً متقدماً، لا بدّ لها أن تأتي إلى الشأن السوري من منظور تتفاعل فيه رؤيتان، إحدى هاتين الرؤيتين تختص بدور السوريين الحاملين للجنسية الأمريكية، والذين يدركون أهمية تأثيرهم المزدوج سواءً تأثيرهم على القرار الأمريكي الخاص بسورية، وقد اتضح ذلك من خلال إقرار قانوني (قيصر والكبتاغون)، والقرار الذي سيصدر قريباً بمنع استخدام حجة الزلزال لتمكين الأسد، حيث استخدم إعفاء المساعدات الغذائية والطبية لتهريب الأسلحة وغيرها للنظام الأسدي.
الرؤية الثانية، هي أن يقود خبير سياسي وإعلامي بقضايا سورية منصة سيريا نيوز، بحيث تؤدي دوراً أوسع في مساحات التأثير في الصراع السوري وحلّه، وكيفية عرضه، سواءً بما يخصّ حاضنة الثورة السورية وقواها، التي تنشد الانتقال السياسي وفق القرار الدولي 2254.
وفق هذا المنظور نعتقد أن خيار غلوبال جستس وقع على الأستاذ إبراهيم الجبين، ليكون ربّان منصة هذه المجموعة المؤثرة في القضية السورية.
إن السياسة الإعلامية السابقة للمنظمات الأمريكية السورية كانت غير قادرة على الانتشار الأفقي، والسبب وفق فهمنا، أنها لم تستطع أن تحشد خلفها قراءً على مساحات كبرى، ولم تستطع صدم الوعي القائم من خلال طرح أسئلة عميقة تختصّ بالصراع مع نظام أسد الاستبدادي المتهم بارتكاب جرائم كبرى دولياً.
هذا يعني، التركيز على نوعية مقال الراي، وتسليط الضوء بطرق احترافية على الأحداث في الداخل السوري، من خلال تقارير تربك النظام بقوة حقائقها وإدارة محتواها، وليس لملء مساحة مطلوبة على سطح الموقع.
إن غلوبال جستس التي بدأ دفق إعلامها، مطالبة بلغة حوار مع شخصيات ذات تأثير على القضية السورية، حوار لا يقبل المجاملة، بل يضع إصبعه على الجرح كما يقال.
وهي مطالبة أيضاً بالمساعدة على خلق شبكة علاقات إعلامية تخدم بثرائها القضية السورية، وتقلّل من عمر ما تبقى من نظام الاستبداد الأسدي.
إن غلوبال جستس، ومن باب النصيحة الإعلامية، ينبغي لها أن تضع استراتيجيات فاعلة لخطابها الإعلامي الموضوعي المستقل، مثل وضع رؤية إعلامية استراتيجية تختصّ بحاضنة النظام المضللة، هذا الخطاب نعتقد أنه بحاجة لأحداث ملموسة عندهم، كاتساع عتبة الجوع وحجم الجرائم واتساعها بسبب الفقر المدقع، وبيان أن المسؤول عن النهب المنظم للدولة وما تبقى من اقتصاد هو نظام أسد وعصاباته.
هذا الأمر ينطبق على المناطق خارج نفوذ نظام أسد، ولا ينبغي إغماض العينين عن التجاوزات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تنتهك بواسطتها فصائل عسكرية حقوق الناس في مناطق الشمال بكل تسمياته (مناطق نفوذ قوات عابر ة للوطنية هي ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية”، ومناطق نفوذ الحكومة المؤقتة، ومناطق نفوذ هيئة تحرير الشام)
ينتظر السوريون من غلوبال جستس خطاباً إعلامياً موضوعياً يستطيع تبديد التضليل المعادي لقضيتهم، وفي نفس الوقت إسكات الأبواق المأجورة والمعروفة.
والسؤال: كم من المتابعة والجهود الفكرية المطلوب تفعيلها لحدود كبرى والتي ستقع على كاهل هيئة تحرير منصة غلوبال جستس سيريا نيوز؟
ننتظر الجواب من خلال ما سنلمسه من تطويرات إعلامية وفكرية على هذا الموقع العتيد؟
يذكر أن غلوبال جستس منظمة أمريكية سياسية وإنسانية أسسها الطبيب المهاجر الدكتور هيثم البزم وتنشط في الشمال السوري المحرر وجنوب تركيا ومناطق مختلفة من العالم، وكانت قد عقدت شراكات سياسية وتنموية وإنسانية لا سيما مع التحالف العربي الديموقراطي ومع منظمة فريق الطوارئ السوري والشبكة السورية الأوكرانية وغيرها. وأسهمت مشاريعها الزراعية في منطقة رأس العين على سبيل المثال في إعادة اللون الأخضر للأراضي المحررة وتشغيل الأيدي العاملة وفتح آفاق المشاريع الصغيرة أمام السكان والتأسيس لمستوصفات ومدارس ومشاريع للمرأة وتستعد للاستثمار في الثروة الحيوانية وإطلاق مزارع سمك ومشاريع للطاقة البديلة توفر للأهالي الاكتفاء والاستغناء عن المساعدات.