fbpx

من سيلحق بـــ قاسم سليماني

0 3٬689

ذهاب لبنان إلى مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل لا يعزز فكرة التفاوض الإيراني/الأمريكي، خصوصاً في هذا الوقت الضيق، حيث الانتخابات الأمريكية على الأبواب، وتبدو حاجة الجمهوريين لإشراك ملفات خارجية تعزز فرصة إمساكهم بالسلطة للسنوات الأربع القادمة.

بمقابل ذلك يبدو رحيل السفارة الأمريكية من بغداد أمراً ممكناً، حيث تريد إيران مفاوضات مع الأمريكان تحت ضغط الميليشيا، وهذا ما لا يمكن أن يحدث في العرف الدبلوماسي الأمريكي، وتبقى بالوسط سوريا، عقدة الملفات، والركيزة الإيرانية التي تحاول إيران من خلالها الإمساك بملفات المنطقة، من خلال مشروع المقاومة المزعوم.

ما هو التالي، وهل ثمة خطوة أمريكية قريبة، تكون ذات تأثير قوي وفعال على الواقع الإيراني، بحيث تكون أكبر من فكرة العقوبات الاقتصادية المرهقة، فمسألة ترسيم الحدود في لبنان طويلة الأجل، وحل معضلة فوضى سلاح الميليشيا في العراق يحتاج إلى أجل أكثر، والساحة السورية التي هي جسر العبور من طهران إلى البحر المتوسط ذات أفق معقد.. فهل ثمة تغيير في الأسماء التي هي بمثابة أدوات تدير اللعبة السياسية (الإيرانية) في المنطقة، ومن التالي؟

لبنان يعترف بإسرائيل:

التفاوض بين طرفين على الحدود، هو اعتراف كل طرف بالآخر، بمعنى أن فلسطين انتهت من العرف اللبناني، وباتت هناك إسرائيل، وبالتالي إن مبررات وجود سلاح حزب الله سينتهي مباشرة مع انتهاء ملفات الترسيم. الأمر ذاته سينطبق على المشروع الإيراني في الداخل والخارج، وبالتالي ما هي مبررات وجود دولة الميليشيا التي هي الحرس الثوري الإيراني والتي تمسك بالدولة الإيرانية من الداخل وتمسك ملفات الميليشيا الخارجية، وما هو مستقبل شعارات الموت لإسرائيل وأمريكا وغير ذلك والتي أنشئت كل هذه المليشيات عليها.

ما يمكن أن نفهمه بوضوح، إن ذهاب إيران إلى مفاوضات حقيقية أمر غير ممكن، لأن هذه المفاوضات مهما كانت فهي بمثابة اعتراف إيراني بالهزيمة أمام ما تسميه محور الشر، وهذه المفاوضات إن تمت فهي ستكون طويلة الأمد، ولن يحدث انفراج قريب في إيران، ما لم تتخلص إيران من الملفات العالقة، من النووي إلى الصواريخ الباليستية، إلى الدور الأمني في الخارج، وتفكيك المليشيا من العراق وحتى لبنان واليمن وغيرها.

هنا نجد أن ما يحدث في لبنان لا يتعلق بإيران، وهو تماماً مجرد تعبير إضافي عن أزمة إضافية ستقع على رأس إيران، وبالتالي إن قبول الحزب للترسيم من غيره، هو فقط أنه يحاول كسب مسألة الوقت، ولكنه سيعمل على التعطيل وخلق الفوضى كلما أتيحت له هذه الفرصة، فالمشروع الإيراني برمته غير ناضج للوصول إلى تسويات سياسية، ولا ينشط إلا في البيئة المضطربة.

العراق والميليشيا:

التعبير الحقيقي للموقف الإيراني هو ما نراه في العراق، ومن يعتقد أن الإيرانيون يكترثون لإغلاق السفارات الأجنبية كاملة في العراق فهو مخطئ، فما تريده إيران من العراق هو غياب مفهوم الدولة بالكامل، لأن هذا وحده ينعش المشروع الإيراني في المنطقة، ولعل قصف مطار أربيل كان رسالة مهمة، أن المليشيا الإيرانية سوف تتجاوز المنطقة الخضراء نحو أربيل، ما يعني أن المطروح هو بقاء كامل العراق أمام خيار الفوضى التي ستخدم المشروع الإيراني.

هنا بالضبط نجد المفاوضات الحدودية في لبنان، هي مجرد أزمة إضافية للعقل الإيراني، الذي لا يتجاوز منطق الميليشيا بتاتاً.

في قلب الأزمة يبقى المشهد السوري، واستمرار إيران في بناء القواعد العسكرية وتعزيز وجودها في سوريا لا يعكس مطلقاً أن ثمة استقرار قادم في المنطقة، وبالتالي إن التعبير عن المشهد العراقي، لا يكتمل بعزله عما يحدث في سوريا، وكذلك الأمر في لبنان، ومن يتخيل أن المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية ستدفع نظام الأسد للدخول على خط التفاوض فهو مخطئ، لأن إسرائيل لا تقبل ذلك، فما الذي يحدث إذاً.

ملاحظات:

الصورة الأدق هنا، أن التفاوض اللبناني الإسرائيلي مدعوم بالدرجة الأولى من تيار نبيه بري، الذي خاض ضده حزب الله سابقاً حرباً دموية قبيل تطويعه لإيران بالكامل، ما يعني أن احتمالية أن يهبط نبيه بري من قافلة حزب الله هو أمر ممكن، وإذا صحت هذه الرؤية، فالملف اللبناني بات يبتعد عن إيران، ويقترب من صراع داخلي ليس بالضرورة أن يكون التعبير عنه بالحرب الأهلية.

ما دامت كامل حلول المنطقة هي آجلة وتحتاج لسنوات، فماذا ستفعل أمريكا حتى تردع إيران، وأين ستكون الإصابة القادمة، ومن التالي الذي برحيله سيصاب المشروع الإيراني بالشلل لأجل بعيد، وسيحصد الجمهوريون إنجازاً شرق أوسطي، يعزز فكرة الردع الأمريكي.

هل هو حسن نصر الله، أم الأسد، أم رؤوس المليشيا التي تعمل على تعميق المشهد الأمني في العراق.

ولكن لماذا الحديث عن الأسماء؟ السبب أن سياسات المنطقة العربية تتبدل بتبدل الأسماء.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني