مقدمات الرعاية الصحية في تركيا (الممرضات) عمل تطوعي لغاية إنسانية
في قلب الأزمات والتحديات التي يواجهها اللاجئون السوريين في تركيا، تقف الممرضات السوريات كنموذج للإصرار والعطاء. يعملن في ظروف صعبة، متجاوزات الحواجز اللغوية والثقافية، لتقديم الرعاية الطبية ليس فقط للسوريين بل لكل من يحتاج إلى العون. في المستشفيات والمراكزالطبية، تتجلى قصص الكفاح والتضحية التي تبذلها هؤلاء الممرضات، مؤكدات على دورهن الحيوي في دعم النظام الصحي والمساهمة في شفاء الجراح.
تسنيم مروَح، التي تعمل في التمريض في مشفى جامعة غازي عينتاب، توضح لنا وتقول “إن الممرضات السوريات يقدمن رعاية صحية كبيرة في ظل ظروف عمل صعبة، فنحن نقدم الخدمات الصحية والدعم النفسي والتوعية الصحية. وتابعت بقولها إن العمل التطوعي في مجال الرعاية الصحية يعزز النظام الصحي ولابد للمجتمع من أن يدعم الممرضات السوريات من خلال الاعتراف بجهودهن.”
وتضيف: “لاستمرار العمل التطوعي في الرعاية الصحية لابد من زيادة الوعي بأهميته وتوسيع البرامج التدريبية للمتطوعات في المجال الصحي.”
وتتابع تسنيم “إن عملي كممرضة كان له أثر إيجابي على حياتي الشخصية والعملية إلا أن هناك تحديات كثيرة واجهتنا في عملنا مثل نقص الموارد والضغط النفسي لكننا تغلبنا عليها من خلال العمل الجماعي والدعم المتبادل بين الزملاء”.
وعن تشجيع النساء للعمل في مجال التمريض ترى تسنيم “أنه لابد من توفير فرص التدريب والتعليم وابراز قصص للممرضات المتطوعات”.
أما ندى مسلم، المقيمة في غازي عينتاب، وتعمل كممرضة في أحد المراكز الصحية، تقول “هناك تحديات كثيرة واجهتنا في عملنا في المجال الصحي منها عامل اللغة أو الجنسية”.
وتتابع “الخدمات التي نقدمها خدمات طبية وخبرتنا لا تقل عن خبرة الأطباء أو الممرضات الاتراك ووجودنا في المراكز الطبية أو المستشفيات التركية يعطي راحة للمرضى السوريين أو العرب وسهولة في اعطاء العلاج”
أما عن رأيها في العمل في المجال الصحي تقول “نحن نعطي أملاً ودافعاً للحياة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة” وتضيف “لدعم الممرضات أو المتخرجين من الكليات الطبية والصحية لابد من فتح مستشفيات أو مراكز صحية خاصة، كون الطلاب السوريين أو الأجانب لا يجوز لهم التوظف في المشافي التركية العامة.”
وتلفت نظرنا ندى وتقول: “إن عملنا دقيق جداً لذلك لابد من الانتباه كثيراً لأننا نتعامل مع أرواح وأي خطأ قد يودي بحياة المريض، فيجب أن نكون على دراية كافية بعملنا.”
تحدثنا السيدة ريم الناصر، المقيمة في غازي عينتاب، التي تتردد باستمرار إلى أحد المراكز الصحية وتقول: “إن وجود الممرضات السوريات له تأثير إيجابي علينا كسوريين، فوجودهن يوفر شعوراً بالراحة والأمان، وتضيف: في إحدى المرات، كنت أعاني من أعراض حادة لمرض مزمن، ولم أكن متأكدة من كيفية الحصول على العلاج اللازم. ذهبت إلى المركز الصحي وقابلت ممرضة سورية، استمعت لي باهتمام وساعدتني في الحصول على العلاج اللازم.”
وتتابع،” لم تقتصر مساعدة الممرضة على الناحية الطبية فقط، بل قدمت لي الدعم النفسي، الذي كان له دور كبير في رفع معنوياتي، فوجود الممرضات السوريات يجعلنا نشعر بأننا لسنا وحدنا وبان هناك من يهتم بأمرنا ويسعى لمساعدتنا.”
تستمر الممرضات السوريات في تركيا بكتابة فصول من الأمل والتفاني، متحديات كل العقبات التي تعترض طريقهن، إنهن يمثلن الوجه الإنساني للأزمة، ويعكسن الروح النبيلة التي تحملها المرأة السورية في مهنة التمريض. ومع كل يوم جديد، يثبتن أن العطاء لا حدود له، وأن الرعاية الصحية تتجاوز كل الحدود والانقسامات لتصل إلى قلب كل محتاج.
تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”