fbpx

معركة رد العدوان واجب شرعي وثوري

0 18

أطلقت فصائل الثورة المنضوية تحت لواء غرفة عمليات الفتح المبين معركة ضد نظام أسد والميليشيات الإيرانيّة وحلفائهما في مناطق ريف حلب الغربي تحت اسم معركة ردّ العدوان، ومن خلال جولتي خلال الأسبوع الماضي في المناطق المحرّرة القريبة من مناطق تمركز عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية والمرتزقة الروس حيث كنت أعمل على رصد وتوثيق نمط جديد من الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكبها هذه الميليشيات والعصابات وهو نمط استخدام المسيّرات الانتحاريّة أي طائرات ’’الدرون‘‘ المحمّلة بالقنابل أو الحشوات المتفجرة. وقد توصّلت إلى المعلومات التالية من خلال تحليل المعلومات العسكريّة الميدانية من قبل الإخوة الضبّاط الميدانيين الخبراء الثقاة، والإخوة المراصد، والاستماع إلى عدد من الضحايا يمكننا من خلالها فهم أسباب وأهداف هذه المعركة:

– أن استخدام المسيّرات الانتحارية كان منذ سنة فقط.

– استخدام الطائرات الانتحارية لم يكن في سياق اشتباكات أو معارك وانما هو نمط جديد من الاسلحة يتم تدريب عناصر عصابات الأسد وعناصر الميليشيات الإيرانيّة بإشراف روسي، وتنفيذ الهجمات من قبل كل هؤلاء كلّ من مكان تركزه.

– أنواع الطائرات ثلاثة:

– الدرون المحمّل بقنبلة أو حشوة.

– طائرات مصنّعة وجاهزة للاستخدام صناعة إيرانيّة مثل طائرات شاهد ومهاجر.

– طائرات مصنّعة وجاهزة للاستخدام صناعة روسيّة مثل طائرات لانسيت وزالا.

– طائرات تجميعيّة المحركات صناعة إيرانيّة والأجنحة وباقي الأجزاء تصنيع معامل الدفاع التابعة لنظام أسد.

توقيت إطلاق هذه المسيّرات:

يقوم النظام بإطلاق المسيّرات خلال فترة الظهيرة أو عند اكتظاظ الشوارع بالمدنيين، أو في حال رصد تجمع عمال زراعيين أو اثناء حركة نزوح، وقد أخذنا مثالاً على هذا النمط استهداف بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي الأسبوع الماضي بثمان مسيّرات كل دفعة على مدى ثلاث أيام في الأسبوع خلال الأربعين يوماً الماضية ومثلها مثل باقي القرى والبلدات المحاذية لخطوط التماس في ريفي إدلب وحلب، وأن استهداف بلدة الأبزمو كان أثناء انصراف تلاميذ المدرسة الابتدائيّة في الفترة الصباحيّة وقدوم تلاميذ الفترة المسائيّة، مع العلم أن المدرسة تقع في وسط المدينة وعلى بعد عشرات الأمتار منها يوجد سوق شعبي ومسجد ومستوصف والمركز التجاري للبلدة، مع العلم أن عدد سكان الأبزمو حوالي 20 ألف شخص بين مقيم ومهجر.

القدرة التدميرية للمسيّرات:

– الحشوة أو القنبلة المحمّلة بالمسيّرة قادرة على تدمير سيارة أو تدمير غرفة، والحشوات منها المتفجّر الحارق ومنها المتفجّر الخارق، وقادرة على إلحاق الأذى بمجموعة من الأفراد بين قتيل وجريح.

– تتمتع هذه المسيّرات بالدقة لأن المتحكّم بها يشاهد هدفه ويميّزه بكل وضوح من خلال الكاميرا ويمكنه الإطلاق أو عدم الإطلاق أو تجاوز الهدف أو التراجع عن استهدافه.

الأهداف:

– استهداف السكان المدنيين فقط ولم يسجل استهداف موقع عسكري لعدم تواجدها في البلدات والقرى باعتبار أن المنطقة منطقة تماس وتنتشر نقاط رباط الثوار على تخوم هذه القرى والبلدات.

– عدد الإصابات خلال أسبوع حوالي 35 إصابة منها عدة إصابات خطيرة وأغلبها من الأطفال.

النتيجة: إن ما يقوم به نظام أسد من استخدام الطائرات المسيّرة ضد أهداف مدنيّة وتجمعات سكانيّة ومراكز حيويّة هي جرائم حرب مركّبة.

فهو انتهاك للمادة ’’3‘‘ المشتركة في اتفاقيّات جنيف الأربع والتي تنصّ على أنّه: في حالة نشوب نزاع مسلح ليس له طابع دولي في إقليم أحد الأطراف السامية المتعاقدة، يلتزم كل طرف في النزاع بتطبيق الأحكام التالية كحد أدنى: الأشخاص الذين لا يشتركون اشتراكاً فعلياً في الأعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا أسلحتهم والأشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر، يعاملون في جميع الأحوال معاملة إنسانية، دون أي تمييز ضار يقوم على أساس العرق أو اللون أو الدين أو المعتقد أو الجنس أو المولد أو الثروة، أو أي معايير أخرى مماثلة. وتحقيقاً لهذه الغاية، تحظر الأفعال التالية وستظل محظورة في أي وقت وفي أي مكان فيما يتعلق بالأشخاص المذكورين أعلاه: الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أنواعه، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب – أخذ الرهائن – الاعتداء على الكرامة الشخصية، ولا سيما المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة – إصدار الأحكام وتنفيذ أحكام الإعدام دون حكم سابق صادر عن محكمة مشكلة تشكيلاً نظامياً، مع توفير جميع الضمانات القضائية التي تعترف الشعوب المتحضرة بأنها لا غنى عنها.

وانتهاك المادتين 13 و14 من البروتوكول الثاني الإضافي لسنة 1977 اللتان تنصان على حماية السكان المدنيين: يتمتع السكان المدنيون والأشخاص المدنيون بحماية عامة من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية ويجب لإضفاء فاعلية على هذه الحماية مراعاة القواعد التالية دوماً. لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا ولا الأشخاص المدنيون محلاً للهجوم وتحظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين. يتمتع الأشخاص المدنيون بالحماية التي يوفرها هذا الباب ما لم يقوموا بدور مباشر في الأعمال العدائية وعلى مدى الوقت الذي يقومون خلاله بهذا الدور.

– وانتهاك واجب حماية الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة حيث يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال. ومن ثم يحظر، توصلاً لذلك، مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري.

– وهي جريمة حرب وفقاً للمــادة ’’8‘‘ التي تنص على أن إلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك وبالمخالفة للقانون وبطريقة عابثة. والانتهاكات الخطيرة الأخرى للقوانين والأعراف السارية على المنازعات الدولية المسلحة في النطاق الثابت للقانون الدولي، أي فعل من الأفعال التالية: تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية. تعمد توجيه هجمات ضد مواقع مدنية، أي المواقع التي لا تشكل أهدافاً عسكرية. تعمد شن هجمات ضد موظفين مستخدمين أو منشآت أو مواد أو وحدات أو مركبات مستخدمة في مهمة من مهام المساعدة الإنسانية أو حفظ السلام عملاً بميثاق الأمم المتحدة ما داموا يستخدمون الحماية التي توفر للمدنيين أو للمواقع المدنية بموجب قانون المنازعات المسلحة. تعمد شن هجوم مع العلم بأن هذا الهجوم سيسفر عن خسائر تبعية في الأرواح أو عن إصابات بين المدنيين أو عن إلحاق أضرار مدنية أو إحداث ضرر واسع النطاق وطويل الأجل وشديد للبيئة الطبيعية يكون إفراطه واضحاً بالقياس إلى مجمل المكاسب العسكرية المتوقعة الملموسة المباشرة. مهاجمة أو قصف المدن أو القرى أو المساكن أو المباني العزلاء التي لا تكون أهدافاً عسكرية بأية وسيلة كانت.

لذلك فإنه أصبح من الضرورة بمكان ردّ العدوان انطلاقاً من أن دفع الصائل واجب دفاعاً عن النفس، وأنّ المعركة حتمية فرضتها تطورات الصراع في المنطقة بين الكيان وإيران وعمليات بتر أذرع إيران، واستسلام حزب الشيطان في لبنان، وصمت نظام أسد ورداً على تصعيد هؤلاء المجرمين على أهلنا المدنيين في المحرر عبر الطائرات المسيرة الانتحارية، وقطع الطريق على أي محاولة لتكريس بقاء مجرمي حزب الله في سورية، كان لزاماً على ثوارنا ومجاهدينا الرد على هؤلاء المجرمين والدفاع عن أهلنا المدنيين في المحرر فكانت معركة ردّ العدوان.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني