fbpx

مشافي اللاذقية تعلن عن عدم استقبال الحالات الباردة جراء اكتظاظها بحالات الكورونا

0 151

انتشار سريع لفايروس كورونا في مدينة اللاذقية  وسط غياب الالتزام بعوامل الوقاية من قبل معظم الأهالي، فخلال اليوم الواحد تنشر الصفحات الموالية للنظام والصفحات المحلية في المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً عن تسجيل إصابات جديدة كل ساعتين تقريباً، حيال هذا الوضع لم يتم اتخاذ أية إجراءات واضحة أو صارمة من قبل الجهات المعنية في المدينة عدا إعلان المستشفيات فيها عن إيقاف العمليـات البـاردة كافـة لـمدة 15 يوم، وإيقاف العمـل في العيـادات الخارجيـة ومنـع الزيـارات منعـاً باتـاً، جراء المستجدات الحاليـة حول انتشـار فايروس كورونــا.

انتشار سريع:

مصادر في المدينة تتحدث عن عجز في القدرة على إيقاف أو تخفيف انتشار المرض وغياب إمكانية السيطرة عليه، وسط الظروف التي يعيش بها الناس من انتظار في طوابير أمام الأفران للحصول على الخبز أو حتى حول مراكز إجراء اختبارات الفايروس، هذا عدا عن الأسواق المزدحمة والمراكز السياحية في البحر ومراكز السهر والمطاعم.

تروي ريم محمد 29 عاماً (اسم مستعار) إحدى الشابات من مدينة اللاذقية موظفة في جامعة تشرين لـموقع نينار برس عن تجربتها بالإصابة بفايروس كورونا، أصيبت بالمرض من خلال الاختلاط مع قريبتها المصابة. بعد إجراء الاختبار وتأكيد إصابتها، قامت بإعلام إدارة الجامعة سعياً منها لإجراء اختبارات لزملائها الذين خالطوها لكن ردة الفعل كانت عنيفة جداً فتم اتهامها بإثارة الذعر والخوف ولم يتم منحها إجازة مرضية بهدف العلاج، مشيرة إلى أنه تم تسجيلها غياباً في الأيام التي قضتها في العلاج، لكن الفايروس كان تأثيره خفيفاً عليها، وتوجهت للمشفى من أجل العلاج، ولم يتم استقبالها بسبب عدم وجود أماكن نتيجة امتلاء المشفى بالمصابين ذوي الحالات الحرجة. وطلبوا منها مراقبة نفسها في المنزل.

تتابع أنها عانت من وضع نفسي سيء ومن خوف وقلق كبيرين خلال فترة إصابتها نتيجة عدم استقبالها في المشفى وعدم الإشراف عليها طبياً، فضلاً عن القلق من نقل العدوى لمن يزورها في المنزل.

ارتفاع أعداد الوفيات:

تشهد المدينة ارتفاعاً ملحوظا بأعداد الوفيات فيها وسط استغراب من قبل الأهالي من عدم الإفصاح عن أسبابها وعدم الاعتراف بأنها ناتجة عن فايروس كورونا إنما يتم إرجاعها لأسباب مختلفة وأمراض متنوعة كالجلطات وغيرها.

يتحدث أحمد سليمانو، أحد سكان حي الرمل الجنوبي في اللاذقية: يوجد في الحي أكثر من حالة وفاة يومياً معظمهم من كبار السن، لكن رغم ذلك لا يوجد خوف حقيقي من الكورونا معتبراً أن السبب الأساسي يعود إلى الإهمال من قبل الجهات المسؤولة سواء الإهمال الطبي أو عدم فرض قوانين صارمة تلزم الناس بارتداء الكمامات أو التزام منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، منوها إلى أن وضع اللاذقية يختلف كثيراً عن باقي المحافظات السورية حيث يوجد فيها أعداد كبيرة من النازحين من محافظات أخرى يتنقلون بشكل دائم بين مواطنهم الأصلية والمدينة التي جاؤوا إليها بعد الحرب إضافة إلى الروس والإيرانيين. كما أنها مكان سياحي لمعظم المحافظات خصوصاً خلال أشهر الصيف وهذا ما لعب دوراً كبيراً في عدم القدرة على عزلها وعزل سكانها وسرّع بتفشي المرض عن طريق الأشخاص القادمين من خارجها والذين يصلون بشكل يومي ودائم.

أسباب غياب الوقاية:

تعاني معظم الأحياء أيضاً من وجود تقنين في المياه التي لا تتوفر بشكل دائم، ويعاني الكثير من الأسر جراء انقطاع الماء ما يمنعهم من اتباع أبسط شروط الوقاية وهو غسل اليدين بشكل متكرر عند العودة إلى المنزل وبعد لمس الأشياء.

تعتبر أم هاني إحدى المقيمات في حي قنينيص أن هناك انعدام في أساليب الوقاية، ويلعب العامل الاقتصادي وغلاء الأسعار الدور الأساسي في هذا الأمر  فسعر الكمامة ارتفع من عشرين ليرة سورية إلى ألف ليرة سورية مع بداية انتشار الكورونا في اللاذقية، كذلك سعر القفازات بلغ ألف ليرة سورية بينما سعر عبلة المعقم وصل إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية بينما كان سابقاً ستمئة ليرة سورية، مشيرة إلى أن هذا الأمر هو السبب الأساسي في منع الكثيرين من الالتزام بالوقاية إضافة إلى غياب المياه والظروف الصعبة التي تجبر الناس على الخروج للعمل ومن أجل جلب حاجاتهم ومستلزماتهم اليومية.

يذكر أنه لم يتم اتخاذ أية إجراءات مع بداية انتشار كورونا في المدينة سوى فرض حظر تجول لمدة شهر تقريباً من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة ليلاً تم استغلالها من قبل عناصر وقوات الأمن لأخذ الغرامات والرشاوى من المخالفين وبعدها عادت الحياة لطبيعتها وكأن المرض انتهى وهو ما تسبب بتفاقم الوضع وزيادة خطورته في اللاذقية وجعل الناس عرضة للموت حتى باتت المشافي عاجزة عن استقبال الحالات جراء اكتظاظها بمصابي الكورونا وقامت بإغلاق أبوابها أمام جميع الحالات الباردة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني